أعلنت السلطات الأوكرانية في ماريوبول الأحد، بدء إجلاء المدنيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع القوات الروسية بدءاً من الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي. فيما قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إن واشنطن "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية".
ويستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا في يومه ال11، وسط مؤشرات على إمكانية شن القوات الروسية هجوماً واسعاً للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف.
وصرّحت قيادة الأركان الأوكرانية الأحد، أن "العدو يضيق الخناق على كييف وخاركوف ويسعى للسيطرة على محطة كانيف للطاقة". وقال بيان وزارة الداخلية الأوكرانية إن "اليوم سيكون يوما عصيباً على أهالي كييف" في إشارة إلى الهجوم التي تشنه القوات الروسية على محاور إربين وبوتشا وغوستوميل.
ويأتي حصار ماريوبول مع اقتراب القوات الروسية من كييف في مواجهة مقاومة شديدة في بعض الأحيان وقصف طاول مباني سكنية، ولا سيما في تشرنيغوف على بعد 150 كيلومتراً شمال العاصمة، حيث قُتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة، وفق وكالة "فرانس برس".
في السياق، أكدت القوات الأوكرانية إسقاط طائرات روسية وأسر عدد من طياريها في ميكولايف (جنوب) وتشيرنيهيف (شمال)؛ وبدورها، أشارت وكالة الأنباء الأوكرانية إلى تنفيذ الجيش الأوكراني إنزالًا جوياً على رتل روسي في بالاكليا (جنوب خاركيف)، وتدميره.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قوات الدفاع في جنوب وشمال البلاد دحرت القوات الروسية ومنعتها من التقدم، مشيرةً إلى أن هناك خسائر وصفتها بالكبيرة في الجانب الروسي، وإلى تدمير 88 طائرة وأسر عدد من الطيارين. وأضافت أن "الجنود الروس ليسوا جاهزين للحرب على أوكرانيا ومعنوياتهم سيئة وبعضهم استسلم".
من جهتها، أعلنت روسيا تدمير قاعدة "ستاراوكوستنتانيف" الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة عالية الدقة طويلة المدى وتدمير منظومة دفاع جوي أوكرانية "إس-300". وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت مساء السبت، تدمير 61 منشأة عسكرية أوكرانية.
وفيما أوضحت وزارة الدفاع الروسية إصابة 2203 مواقع من البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا منذ بداية الغزو، أكدت قيادة الجيش الأوكراني مقتل أكثر من 11 ألف جندي روسي، كما تدمير 285 آلية عسكرية وأكثر من 90 طائرة للقوات الروسية منذ بداية الهجوم على أوكرانيا.
بالتزامن، بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع زيلينسكي هاتفياً الأحد، الدعم الأمني والمالي لأوكرانيا واستمرار العقوبات على روسيا. فيما أعلن وزير الخارجية الأميركية الأحد، أن بلاده "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية.
وقال للصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا: "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشِط جداً". وأضاف أن الولايات المتحدة تجري "محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين (...) للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم".
وتابع: "مع تلقينا هذا التقييم، نعمل على النظر في ما يمكننا نحن والحلفاء والشركاء إيصاله" لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي. وقال الوزير الأميركي: "ننظر حالياً بشكل نشِط في مسألة الطائرات التي يمكن لبولندا أن تقدّمها لأوكرانيا والكيفية التي سيكون بإمكاننا التعويض من خلالها في حال قررت بولندا تقديم هذه الطائرات".
وأفادت وسائل إعلام أميركية السبت، بأن مسؤولين أميركيين تحدثوا عن اتفاق محتمل، ترسل بولندا بموجبه طائرات تعود إلى الحقبة السوفياتية إلى أوكرانيا مقابل حصول وارسو على مقاتلات أميركية من طراز "إف-16". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "إن بي سي" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "نعمل مع البولنديين على هذا الملفّ ونتشاور مع حلفائنا الآخرين من حلف شمال الأطلسي".
وتحثّ كييف الغرب على تزويدها بمساعدة عسكرية بما فيها طائرات حربية، للدفاع عن نفسها ضدّ الغزو الروسي. ودعا الرئيس الأوكراني تحديداً دول أوروبا الشرقية إلى تزويده بطائرات روسية الصنع تدرّب الطيارون الأوكرانيون على استخدامها.
وطالب زيلينسكي خلال اتصال عبر الفيديو مع أعضاء في الكونغرس الأميركي السبت، بزيادة التمويل وتشديد العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا، لا سيما حظر واردات النفط والغاز الروسي. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت أقوال مشاركيّن في هذا الاتصال، طلب الرئيس الأوكراني مقاتلات عندما سأله زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عمّا يحتاجه.
وتعهّد أعضاء في الكونغرس بإرسال عشرة مليارات دولار من المساعدات لأوكرانيا. وأفادت "وول ستريت جورنال" أن المسؤولين الأميركيين ذكروا عددا من القضايا العملية الصعبة، بما في ذلك تسليم الطائرات إلى أوكرانيا، وبأن الاتفاق سيتطلب موافقة البيت الأبيض وتحرّكا في الكونغرس.
وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستزوّد أوكرانيا بمساعدة عسكرية تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار لمساعدتها في محاربة الغزو الروسي، وهي المساعدة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن وثائق تشير إلى أن الولايات المتحدة عززت بشكل لافت للنظر شحناتها من الأسلحة الحربية والمعدات الوقائية لأوكرانيا، وذلك حتى قبل بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بدأت منذ كانون الأول/ديسمبر، بتزويد المقاتلين الأوكرانيين بالأسلحة والمعدات الموجهة لمساعدتهم في القتال بالمدن، بما في ذلك البنادق ومعدات خاصة لحماية الجنود من الذخائر غير المنفجرة.