أعلنت بريطانيا والدنمارك أنهما ستجيزان للمتطوعين من بلادهما الانضمام إلى "فيلق دولي" للقتال الى جانب الجيش الاوكراني ضد الجيش الروسي، وذلك عقب دعوة وجهها الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى كل الأجانب الراغبين في الانضمام إلى لواء "مقاومة المحتلين الروس".
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إنها تدعم الأفراد من بريطانيا الذين قد يرغبون في الذهاب إلى أوكرانيا للانضمام إلى قوة دولية للقتال. وأضافت في تصريحات صحافية مساء الاحد أن الأمر متروك للناس، "لاتخاذ قرارهم بأنفسهم"، متابعةً أنها "معركة من أجل الديمقراطية". وقالت: "شعب أوكرانيا يقاتل من أجل الحرية والديمقراطية..هذا ما يتحدى الرئيس بوتين".وفي السياق، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن 60 متطوعاً بريطانياً سيسافرون إلى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي. ويأتي ذلك بعد أن كشفت "ديلي ميل" السبت عن عبور أجانب إلى أوكرانيا لحمل السلاح والقتال ضد الجيش الروسي.وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قائد "الفيلق الوطني الجورجي" ماموكا مامولاشفيلي جمع جنود الجيش والقوات الخاصة السابقين. وقال مامولاشفيلي للصحيفة: "لدي مجموعة كبيرة جداً من البريطانيين..حوالى 60 مسافراً إلى أوكرانيا للانضمام إلى وحدة العصبة الوطنية الجورجية".وأضاف "إنهم يسافرون بالسيارات من بريطانيا وسيعبرون الحدود البولندية..أتوقع وصولهم هنا بالمعدات والإمدادات في الأيام القليلة المقبلة"، متابعاً: "هم في الغالب من الرجال الذين قاتلوا معي في أوكرانيا من قبل ولكن هناك أيضاً مجندين جدد".وأردف "سنوفر لهم التدريب والأسلحة وهم يأتون من لندن ومن جميع أنحاء بريطانيا..خلفيتهم هي الجيش البريطاني السابق والقوات الخاصة وهم مقاتلون جيدون ويمكن الوثوق بهم لمواجهة المعتدين الروس والأهم من ذلك الفوز". وأشار إلى أن المقاتلين لا يتقاضون راتباً، مؤكداً "هم ليسوا مرتزقة..كلهم متطوعون".ومامولاشفيلي من قدامى المحاربين في حرب عام 2008 ضد الجيش الروسي في جورجيا وخبير في فنون القتال المختلطة وأسس الوحدة في عام 2014 لتوفير المقاتلين الأجانب في حرب أوكرانيا ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس، بحسب الصحيفة.وأشار إلى أن "الرجال من بريطانيا يجلبون فقط المعدات الأساسية بزيهم الرسمي وحصصهم التموينية وسيحصلون على أسلحة عند وصولهم"، وقال: "بوتين مخطئ للغاية إذا اعتقد أنه سيأخذ أوكرانيا..سيواجه معركة حتى الموت".من جهتها، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريديريكسن مساء الأحد أن بلادها ستجيز للمتطوعين الانضمام إلى لواء دولي تعتزم أوكرانيا تشكيله للتصدي للهجوم الروسي، نافية وجود أي "عائق قانوني" يحول دون ذلك.وقالت فريديريكسن في مؤتمر صحافي: "إنه خيار متاح لأي شخص وهذا يسري بالتأكيد على جميع الأوكرانيين الذين يقيمون هنا وأيضاً على آخرين يرون أنهم قادرون على المشاركة المباشرة". وأضافت "بناء على تحليلنا ليس ثمة عائق قانوني يحول دون توجه أحد إلى أوكرانيا للمشاركة في النزاع..طبعاً في الجانب الأوكراني".بدورها، أبدت المعارضة السورية دعمها لارسال مقاتلين للقتال ضد الجيش الروسي، وقال مصدر عسكري معارض في ريف حلب ل"المدن"، إن "طيفاً واسعاً من المعارضة السورية كان يرفض إرسال مقاتلين للاشتراك في الحروب خارج سوريا لكن ومع الحرب الروسية على أوكرانيا قد تغير المزاج العام في مناطق المعارضة، وأضاف: "في حال كان هناك إجماع وإرادة دولية لمساعدة الأوكرانيين فسيبادر الكثيرون من مقاتلي الفصائل المعارضة للمشاركة في تلك الجهود".وفي مقابل حشد متطوعين للقتال ضد روسيا، أعلن رئيس الشيشان رمضان قديروف السبت أنه أرسل قوات إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب روسيا. وقال قديروف إن قوات بلاده التي تقاتل في أوكرانيا لم تتكبد أي خسائر حتى الآن، داعياً "الأوكرانيين إلى التخلص من قيادتهم".وأضاف أن "بوتين اتخذ القرار الصائب لمنع أي هجوم على روسيا من أوكرانيا"، متابعاً أن "السيطرة على مدن أوكرانية مثل كييف وخاركوف ليست صعبة لكن مهمتنا تجنب الخسائر وتنفيذ العملية بعناية".والأحد، دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الأجانب التوجه إلى السفارات الأوكرانية في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى "لواء دولي" من المتطوعين للمساعدة في محاربة القوات الروسية "الغازية".وقال زيلينسكي في بيان: "كل الأجانب الراغبين في الانضمام إلى المقاومة ضد المحتلين الروس وحماية الأمن العالمي مرحب بهم من قبل القيادة الأوكرانية للحضور إلى دولتنا والانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية". وأضاف: "يجري تشكيل وحدة منفصلة من الأجانب يطلق عليها اللواء الدولي للدفاع عن أراضي أوكرانيا..ستكون هذه شهادة رئيسية على دعمكم لبلدنا".وأكد زيلينسكي أن الأوكرانيين كانوا شجعاناً بما يكفي لمواجهة روسيا بمفردهم، لكنه قال: "هذا ليس مجرد غزو روسي لأوكرانيا، إنها بداية حرب ضد أوروبا".بدوره، دعا وزير الخارجية الاوكرانية دميترو كوليبا الأجانب الراغبين في الدفاع عن أوكرانيا والنظام العالمي كجزء من الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا، "الاتصال بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية لأوكرانيا في بلدانكم"، مضيفاً "معاً هزمنا هتلر..وسنهزم بوتين أيضاً".وأشار كوليبا في مؤتمر صحافي إلى أنه "في آخر ثلاثة أيام، بدأنا في تلقي المئات من الطلبات من الأجانب بمن فيهم الأوكرانيون في الخارج المستعدين للمساهمة في القتال ضد الروس". أما عن اسباب انضمام الأجانب إلى القتال مع أوكرانيا، قال: "هم يحبون أوكرانيا أو أن لديهم ثأراً أو حسابات ضد روسيا بغض النظر عن مصالح أوكرانيا".