أجمع الكاتبون عن الفنان الراحل سامي كلارك، أو سامي حبيقة، الآتي من منطقة ضهور الشوير، على أنه جزء من ذاكرة الطفولة في زمن الحرب وحتى التسعينيات، من خلال صوته الأوبرالي المفعم بالنبض والعنفوان، وأدائه الذي يجمع ما بين الشرق والغرب والعربية والأجنبية والتقاليد والعصْرية. وصوته يرتبط بشارات المسلسلات الكرتونية المترجمة أو المدبلجة، خصوصاً "غرندايرز" و"جزيرة الكنز"، إلى جانب أنه أشتهر بمظهره وثيابه وغنّى أيضاً بالفرنسية والإيطالية والأرمنية واليونانية والألمانية والروسية، ونجح في المزج اللغوي في الغناء بين العربية وغيرها. ونشرت فيديوهات له وهو يغني "قومي تنرقص يا صبية" و"آه على هالأيام" في أماكن سياحية، ولم يتردد موقع حزب "الكتائب" في نشر صورة للفنان وهو يرتدي الكاكي، مذيلاً الصورة بعبارة "كلارك يغني وهو يرتدي البدلة الكتائبية"، كأن الكاكي المليشيوي مفخرة الذاكرة الحزبية، ربما يسمونها "المقاومة". مع أن كلارك أسس جمعية «New Lebanon» العام 1976، وجمعت أكثر من 14 ألف شابٍ لمواجهة الحرب. وهو قبل أن يأتي إلى الموسيقى، كان يدرس القانون، اكتسب حب الموسيقى من والدته التي كانت تعزف على البيانو. أما والده، فكان عسكرياً في الأمن الداخلي وكان يرفض ان يتعلم ابنه الموسيقى، ودفعه إلى دخول كلية الحقوق في "الجامعة اليسوعية". لكن بعد عامَين ونصف من الدراسة، لم يجد نفسه في هذا الاختصاص، فقرّر ترك الجامعة وتفرّغ للموسيقى مع الفنان إلياس الرحباني. قبل ذلك، كان التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية حين كان في الثامنة عشرة. شارك في فرقة الموسيقى العسكرية، ولكي يتمكّن من متابعة نشاطه الفني مع هذه الفرقة، قرر تمديد خدمته العسكرية.هنا بعض مما ورد في "فايسبوك" حول سامي كلارك والذاكرة.فايق حميصي
لفتني هذا الكم الهائل من الأصدقاء الذين نعوا الزميل الراحل سامي "كلارك" الذي عرفته "حبيقة"، يوم تعارفنا عند انتسابه لقسم التمثيل في الجامعة اللبنانية، ودرس سنة واحدة وانسحب. ما سرّني في الناعين ان أكثرهم كان طفلاً ولا يعرف عن سامي سوى أنه مغني مسلسل "غراندايزر" الكرتوني، وبرغم صغر سنهم، حينها، إلا أنك تلاحظ اليوم أنهم يتحدثون عن تأثير المسلسل فيهم من خلال صوت سامي. هنا هي النقطة المهمة، وهي تأثير البعد الجمالي في موقف الأطفال من العمل الفني، والذي يهمله عدد كبير من الباحثين في تأثير مسرح الأطفال في شخصية الطفل، إذ إن غالبيتهم لا تتكلم إلا عن رسالة النص، ولا تعير الرسالة الجمالية في العمل الفني، وخاصة لجهة الموسيقى، أي اهتمام. فجلهم يعتقد أن الطفل لا يمكنه تذوق موسيقى تتعدّى نوتاتها الموسيقية الثلاث، بينما يستمع الطفل في منزله إلى كل الموسيقى التي يسمعها أهله، ويتجاوب معها وتؤثر فيه، وإن لم يعلن ذلك حينها كونه لا يمتلك لغة التعبير عن الأحاسيس بعد، وها هو يعلنها الآن بالنسبة لصوت سامي كلارك.
جميل ما قرأته من وصف لصوت سامي، "الباريتون" القوي، والأجمل أنه محفور في الذاكرة منذ الطفولة.
قبل أن يصبح مغني "غراندايزر" كان سامي مشهوراً، ويغني أغانٍ بالانكليزية، وهذه أحبّها لقلبي، كما أخبرته يوم تصادقنا في الجامعة.
وحيد طويلة
رحل سامي كلارك، واحد من مطربي المفضلين.. رفيق الشباب والسهر والوعد.. والذي جاءت أغنيته "قومي تنرقص يا صبية".. داخل سطور روايتي "كاتيوشا" بوعدها الجميل الذي ينز بالفرح.
يعرفه الأطفال والكبار بأغاني "غرانديزر".. يعرفه السفح الجميل الذي ارتقى إليه صوب النور.
صادفته في مقهى في بيروت وأنا أحكي عنه لمن كانوا معي. غنينا معاً.
واحد ينسل حاملاً معه أيامنا وأحلامنا
هنا أغنية "تتذكري".
أذكرك دائما سامي.محمد لشيب
وفاة مبدع أغنية "غريندايزر" المغني اللبناني سامي كلارك (حبيقة) عن عمر يناهز 74 سنة... رحمة الله عليه عشنا طفولتنا على أغانيه الجميلة.
أذكر كيف كنا نسرع الخطى فور خروجنا من المدرسة عند السادسة مساء حتى ندرك الحصة اليتيمة المخصصة للأطفال في التلفزيون الرسمي "القناة الأولى" بالأبيض والأسود، حيث لم تكن إلا هي، ولا حصص للرسوم المتحركة إلا تلك الفترة من اليوم.
أما يوم تنتهي البطارية التي تمد التلفاز بالكهرباء، كل 15 يوماً، فإننا كنا نرابط أمام محل شحن البطاريات نطالبه بسرعة تسليم البطارية حتى قبل انتهاء إعادة شحنها حتى ندرك الحصة قبل ضياعها، فلا إعادة ولا تسجيل كان قد اختُرع في ذلك الزمان.
ميشال الكيك
وداعاً سامي كلارك
شرع ثقافة وموسيقى لبنان على العالم، وثقافة العالم وموسيقاه على لبنان، في زمن انغلاق لبنان على ذاته.
إنها أغاني ورقصات الحب في مراهقتنا وشبابنا في بداية الثمانينات من القرن الماضي، إذ كانت أوصال الوطن مقطعة في حربه السوداء، نخرج الى سهراتنا "قومي تنرقص يا صبية"، لنستمد من أغانيه فرحاً للصمود والاستمرارية وحب الحياة والبقاء رغم تلك الأيام الحزينة على لبنان.
سامي كلارك رافق كل الأجيال إلى أغنية "غرندايزر" ومعاني البطولة والخير ومكافحة الشر، "كافح شراً أبطل مكراً" الى سامي كلارك الوطنية وحب لبنان والنشيد الوطني و"عالصدر أرزة لبنان محروسة بالسلامة"، الى سامي كلارك وهذا الرقي والانفتاح على النغم والموسيقى الغربية و"موري موري"، الى سامي كلارك الحب والحياة والى وجع الحياة "وآه على هالايام ما عاد فينا ننام"... ويرحل سامي كلارك عن لبنان والحياة برمتها، وتبقى حتى اللحظة ايام الوطن الحزينة وما زلنا نردد آه على هالايام التي ازدادت سوءاً وشؤماً على الوطن الصغير، وطن الفرح رغم كل شيء.يزن الحاج
‏لم يكن سامي كلارك ممن شكلوا ذاكرتي. كان ثمة من يشغلها ويملأها: عازار حبيب، عصام رجي، وبكل تأكيد سلوى قطريب. مررت بخبر وفاته سريعاً، وطبطبت على ذاكرة غيري.
ليل بيروت منعش اليوم. أرقب السماء فأرى النجوم باهتة. غيوم تغطيها فتكاد تمحوها. نسمة لطيفة تطرد نتف النبيذ من رأسي. لم أرتعش إذن؟ ليست ارتعاشة برد. أدرك فجأة أن موت سامي كلارك قد ذكرني بخواء ذاكرتي الآن. نجمة أخرى قد انطفأت. ليست نجمتي، غير أن انطفاءها ذكرني بانطفاء من قبلها.
من بقي حياً اليوم في هذه الذاكرة الواهنة؟
سؤال مرعب لا غيوم تكفي لإطفائه.ميشال دمعة
عند النفس الأخير هناك رحيل الجسد. اليوم يغادر هذه الدنيا الفانية الفنان الصديق سامي كلارك. نحن تعودنا على وداع الأحبة، ترجل اليوم عن جواده ليلتحق في دنيا الأخرة سامي كلارك. هذا الرجل الذي صنع الزمن الجميل، كان من النجوم الذين في عز الحرب في البلد، يغني، يلحن يكتب أغاني بكل اللغات وما زالت أغانيه تصدح على أثير الإذاعات حتى يومنا.
له في أرشيفه ما يكفي لنقول إنه عملاق من بلادي. شخصياً كانت تربطني به علاقة محبة واحترام وتواصل مستمر. كان آخر اتصال بيننا من أسبوعين، ورغم مرضه، كان يصر على إنه سيعود ليتربع من جديد في عالمه الجميل، قالها لي أكثر من مرة، كم أشتهي أن يكون نفسي الأخير وأنا على المسرح.
وداعاً سامي كلارك، أسكنك الله فسيح جناته. وستبقى معنا طالما نحن نغرف من نتاجك الذي يشبعنا رقياً. سامي كلارك، صديقي، صلِّ لأجلنا من عليائك.
محمد ناصر
سامي كلارك الذي رحل عنا اليوم أعتبره شخصياً اكثر فنان يستطيع يحملني لذكريات الحرب الاهلية بـ"مرها الي بيصير حلو بس استرجع هيديك اللحظات". أيام بيروت الغربية والشرقية عندما العاصمة مشطورة لنصفين. كانت اغاني سامي كلارك تلعلع على الإذاعات كلها رغم أنه تقريبا لم يكن من الفنانين المفضلين عند منظومة "جبهة المقاومة الوطنية". في المقابل كانت أغانيه في إذاعات "الشرقية" وجبة أساسية يومية خاصة بالأغاني الوطنية...أكثر أغنية وطنية لسامي كلارك، كانت تبث عبر إذاعات "جبل لبنان" و"صوت لبنان" وغيرهما، "أرضي أرض البطولة بلادي بلاد الأبطال". حتى "صوت الشعب" كانت تذيع هذه الأغنية. بالاضافة إلى ريبرتوار وطني كبير مع زكي ناصيف وغيره الكثير.
شقفة من روحي بحسها بتنشال بس اسمع "آه على هالأيام " و"قومي تنرقص يا صبية"، و"خليكي هون" و"أمرك حبيبي أمرك" وغيرها من الاغاني التي تعاون فيها مع الياس الرحباني أحد صنّاع مجده الفني.
من أغنياتي المفضلة لسامي كلارك "قلتيلي ووعدتيني سوا نقضي الصيفية" من فيلم "الممر الأخير"، التي كنت أسمعها بالسيارات المكشوفة بصوتها العالي أيام الحرب...
عدة مرات أحضر مسلسلات حقبوية ترصد فترة الثمانينات، أسمع بشريط الصوت أغاني سامي كلارك.
بس كلو كوم واغنية غرندايزر "علي علي بطل فليد " كوم تاني.. شو هالنوستالجيا الحلوة الي بترمينا فيها... الصوت بهالغنية ما ببالغ اذا قلت أنو وحد العرب من المحيط للخليج .. وفي مرة سمعتها بموسيقى اوركسترالية.. شو هالعظمة هيدي.. وفي لحظة كتير حلوة عندما نشر سامي صورته مع مغني غرندايزر الياباني الأصلي، اثناء لقاء له بالسعودية بمهرجان لعالم الرسوم المتحركة.
من اللحظات الحلوة عندما فاجأنا زياد الرحباني في مهرجان بيت الدين 2018، فغنت الفرقة الترنيمة الي أعطاها زياد لسامي "سيدي أعطنا من هذا الخبز".
سامي أيام كانت أغلفة المجلات الفنية حكراً على النساء، استطاع بموهبته إنو يفرض نفسه ويتصدّر الأغلفة بوقتها متل الصورة المرفقة لغلاف مجلة "الموعد".
سامي غاب، ترك في مسيرته أكتر من 700 أغنية بالعربي والفرنسي والانكليزي واليوناني والإيطالي.. ووعد أن يضع ظروف غنائها في كتاب بلغات عديدة، لكن لا أعرف إذا تمت طباعة هذا الكتاب أم لا.