أعلنت روسيا الجمعة، أنها ستجري مناورات للقوات النووية الروسية السبت، تشمل إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وذلك في خضم التوتر مع الغرب. فيما أعلنت واشنطن أنها ترى مزيداً من القوات الروسية تتحرك صوب أوكرانيا.
ونقلت الوكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) عن وزارة الدفاع أنه "في 19 شباط/فبراير، وتحت إشراف القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين، ستُجرى مناورات مقررة لقوات الردع الاستراتيجي".
ونفى الكرملين الجمعة، أن تكون التدريبات النووية الروسية عامل تأجيج للتوتر مع الغرب، قائلاً إن المناورات العسكرية جزء من عملية تدريب روتينية تتسم بالشفافية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة، إن "التدريبات وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية تجري بشكل منتظم ولا ينبغي أن تسبب أي قلق لأي شخص". وأضاف أن "التدريبات وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية هي عملية تدريب منتظمة بدقة، وتسبقها سلسلة كاملة من الإخطارات لمختلف البلدان من خلال قنوات مختلفة". وتابع أن "كل هذا منظم بوضوح، ولا أحد لديه أي أسئلة، أو مخاوف، لأن الجميع يتم إخطارهم مسبقاً".
ورد بيسكوف على سؤال حول احتمال "زيادة التوتر" بسبب تدريبات القوات الروسية: "جميع التدريبات التي تجري على أراضي روسيا الاتحادية شفافة تماما".
في هذا الوقت، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي أن الاشتباكات التي وقعت في شرق أوكرانيا الخميس، كانت الأكبر منذ 2015، في نزاع مطول بين انفصاليين تدعمهم روسيا والجيش الأوكراني. وأضاف المصدر أن مراقبين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية سجلوا بالفعل 80 انتهاكاً لوقف إطلاق النار عبر الخط الفاصل بين الجانبين حتى صباح الجمعة.
والجمعة، أفادت وكالة "فرانس برس" بأن دوي انفجار قذائف سُمع قرب قرية في شرق روسيا خاضغة لسلطة كييف، حيث أصيبت حضانة أطفال الخميس.
وتضرر أكثر من 20 منزلاً في قصف في محيط قرية ستانيتسيا لوغانسكا الخميس، ومن بينها الحضانة التي لم تقع فيها إصابات خطرة، حسبما أعلن رئيس منظمة "فوستكوك اس.أو.اس" كونستيانتين روتسكي.
وحذّر بيسكوف من خطورة المستجدات الأخيرة حول إقليم دونباس. وقال: "ما يجري في دونباس حالياً أخبار مقلقة جداً تستدعي بالغ قلقنا، ومن شأن هذه التطورات أن تشكل خطراً كبيراً".
وتأتي التدريبات الروسية الجديدة على وقع مخاوف غربية من هجوم على أوكرانيا، في وقت أكدت موسكو، الجمعة، سحب دبابات قرب الحدود مع أوكرانيا، فضلاً عن قاذفات من شبه جزيرة القرم، لتعود إلى ثكناتها.
وأكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمام البرلمان الجمعة، أن احتمال حدوث تصعيد كبير في الصراع مع روسيا منخفض. وأضاف أن "أجهزة المخابرات لدينا تتوقع كل خطوة يمكن أن تشكل تهديداً محتملاً لأوكرانيا. تقديراتنا تشير إلى أن احتمال حدوث تصعيد على نطاق واسع منخفض".
وقال إن روسيا حشدت نحو 149 ألف جندي قرب أوكرانيا، ومن المتوقع وصول آلاف آخرين في المستقبل القريب.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الجمعة، أن واشنطن ترى "المزيد" من القوات الروسية تتحرك باتجاه منطقة الحدود الأوكرانية رغم تصريحات موسكو عن انسحابات.
وقال أوستن في وارسو وإلى جانبه نظيره البولندي ماريوش بلاشتشاك: "رغم أن روسيا أعلنت أنها تعيد قواتها إلى الثكنة، لم نرَ ذلك بعد. في الحقيقة نرى المزيد من القوات تتحرك باتجاه تلك المنطقة، المنطقة الحدودية".