طالب 33 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأميركي بقيادة السناتور تيد كروز، الرئيس الأميركي جو بايدن بمراجعة شروط الاتفاق النووي الايراني والتصويت عليه داخل الكونغرس قبل عودة الولايات المتحدة إليه، ملوّحين بإعاقة أي اتفاق نووي جديد في حال لم يتم تنفيذ مطلبهم.
وجاء ذلك بعدما بادرت واشنطن الجمعة إلى إعادة العمل بإعفاءات ترتبط بالبرنامج النووي المدني الايراني. ويسمح الإعفاء للدول والشركات الكبرى، المشاركة في البرنامج النووي المدني الإيراني من دون فرض عقوبات أميركية عليها، في إطار تعزيز الأمان وعدم انتشار الأسلحة النووية.وأبلغ أعضاء مجلس الشيوخ في رسالة إلى بايدن الاثنين، بأنهم سيستخدمون "النطاق الكامل من الخيارات والنفوذ المتاح لهم لضمان التزام إدارة بايدن بالقوانين الأميركية التي تحكم أي اتفاق جديد مع إيران".وأضاف كروز وغيره من كبار الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، أن تنفيذ أي اتفاق جديد "ستتم إعاقته بشكل كبير إذا لم يفِ بالالتزامات القانونية التي تهدف إلى ضمان إشراف الكونغرس على التعديلات أو التغييرات التي طرأت على الاتفاق النووي" المُبرم عام 2015.ولم يقدم أعضاء الكونغرس أي تفاصيل عن خططهم، لكن الجمهوريين عادة ما استخدموا أساليب متنوعة لإبطاء تشريعات أخرى أو تعليق مرشحي بايدن لمناصب مختلفة، بما في ذلك الكثير من مناصب السفراء.وينقسم مجلس الشيوخ إلى 50 مقعداً للجمهوريين و50 مقعداً للديمقراطيين، لكن نائبة الرئيس كامالا هاريس وهي من الحزب الديمقراطي تمتلك الصوت الحاسم في أي تعادل بين الجمهوريين والديمقراطيين، لذا إن السيطرة على المجلس لمصلحة الديمقراطيين. لكن الديمقراطيين قد يفقدون السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة في وقت لاحق من عام 2022.ويقول أعضاء مجلس الشيوخ إن أي اتفاق نووي مع إيران سيُعد بمثابة معاهدة تتطلب مشورة وموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. وأضافوا أن أي اتفاق لا يرقى إلى مستوى معاهدة تحظى بتصديق مجلس الشيوخ "من المرجح التخلي عنه في الأيام الأولى للإدارة الرئاسية المقبلة".وتُستأنف الثلاثاء جلسات الجولة الثامنة من مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا عقب مشاورات أجرتها الوفود مع حكوماتها.وقبيل الجلسة، دعا وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الغرب إلى اتخاذ قرارات "جدية ومؤثرة" بشأن رفع العقوبات عن بلاده. وقال عبد اللهيان خلال استقباله نظيره الفنلندي في طهران الثلاثاء، إنه يأمل في الاقتراب خلال هذه الجولة من المفاوضات من تحقيق اتفاق،مؤكداً أن طهران لن تساوم على رفع العقوبات.بدوره، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن مسار فيينا لن يكون سالكاً إذا لم تتوقف واشنطن عن أوهامها.وعشية استئناف المفاوضات، أعلنت الولايات المتحدة أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق نووي بشرط أن يُنجَز بسرعة.من جهته، قال المنسق الأوروبي في محادثات فيينا إنريكي مورا إن الجولة الثامنة تحتاج إلى تنازلات من أجل التطبيق الكامل للاتفاق النووي.وشدد على الحاجة إلى روح التوافق لإعادة جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، وقال إنه في ضوء الاتجاهات المختلفة غير المرغوب فيها، هناك حاجة إلى اختتام المفاوضات النووية بسرعة.