2024- 05 - 05   |   بحث في الموقع  
logo "بين وشيكة ومعرقلة"... تفاصيلٌ حول صفقة غزة! logo اسرائيل تعلن اغتيال مسؤول "بارز" في حركة الجهاد! logo "نعم لاجتياح رفح"... تعليقٌ من بن غفير على قرار نتنياهو! logo "مرفوضٌ بالمطلق"... سكاف: لا يمكن شراء سكوت لبنان! logo مفاوضات غزة تتعثر بالشروط والصراعات الاسرائيلية..و"حماس" تستوضح logo الجامعات الاميركية تتحدى:اضراب عن الطعام وعرقلة حفلات التخرج logo اليوم يوم القيامة… logo "مدينةٌ مدينة، حفرةٌ في رأس" لموفّق الحجّار
اغتيال القرشي..شبهات تسليمه تحوم حول "تحرير الشام"
2022-02-08 12:26:03


لم تتوقف بعد مفاعيل اغتيال التحالف الدولي لزعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم القرشي في أطمة بريف إدلب، خصوصاً بين السلفيين المناهضين لهيئة تحرير الشام. وأخذ الجدال في الأوساط السلفية منحى تصاعدياً خلال اليومين الماضيين وذلك بعيد إصدار تحرير الشام بياناً يوضح موقفها من عملية الإنزال الجوي، ولتؤكد من خلاله عدم معرفتها بوجود القرشي ولا بتوقيت العملية التي تم تنفيذها في 3 شباط/فبراير.
بيان متأخروسخر السلفيون من بيان تحرير الشام المتأخر لأربعة أيام بعد العملية، والذي لم يجرؤ على تجريم التحالف الدولي باعتباره مسؤولاً مباشراً عن مقتل عدد من الأطفال خلال عملية الإنزال، بينما ركز البيان الذي بدا "استجدائياً ومراوغاً" وفق السلفيين على الإشارة أكثر من مرة لنظام الأسد وإيران والمليشيات التي تدعمها، بالإضافة لذكره تنظيم "داعش" باعتباره جزءاً من الجبهة الثلاثية التي تقاتلها تحرير الشام. فالبيان ذكر أن مسؤولية أمن المنطقة يقع على عاتق السلطات المحلية والتي حصر مهامها العسكرية والأمنية ضد كل من النظام والتنظيم ومليشيات إيران فقط، وبذلك تعتبر تحرير الشام التحالف شريكاً لا عدواً.
ويرى السلفيون أن البيان "محشو بالكذب والخداع، وهو انعكاس واقعي للخطاب والأداء البراغماتي الذي باتت تعتمده تحرير الشام للانفتاح أكثر على الغرب". ويتهمون زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني بأن همّه في المرحلة الحالية هو "أن يتم اعتماده وقبوله حاكماً مستبداً في إدلب، أو على الأقل أميراً على آلاف قليلة من الأمتار المربعة قرب الشريط الحدودي تركيا، ولو تطلب ذلك التضحية بالشعب والأرض والثورة والدين".
ولا يستبعد السلفيون أن يكون الجولاني هو من سلّم القرشي كهدية كبيرة من المفترض أن تحصد تحرير الشام ثمارها خلال الفترة القادمة، ولا يستبعدون أيضاَ أن يكون لتحرير الشام قنوات اتصال وتنسيق مباشر مع التحالف وحليفته قسد شمال شرقي سوريا في ما يخص القضايا الأمنية، وملاحقة التنظيم وتتبع قادته وعناصر خلاياه، وقد تكون صفقة المحروقات مع قسد والتي تم تداول معلومات حولها مؤخراً كواحدة من الثمار التي من المفترض أن تحصدها تحرير الشام بفضل خدماتها الأمنية.
نفي غير مقنعوقال السلفي المناهض لتحرير الشام ماجد الراشد في حسابه على تلغرام: "لا أشك أن أبو محمد الجولاني وبعض قادته ينسقون مع المخابرات الأميركية، ونفيهم العلم بالإنزال كذب صريح إذ استمر الإنزال لثلاث ساعات فماذا فعلوا بعد أن علموا، لقد قاموا بحمايتهم".
كما كتب المنشق عن تحرير الشام علي العرجاني على تلغرام: "النتيجة طبيعية جداً، فماذا تتوقعون بعد حماية الدوريات الروسية على الطرق ومحاربة المجاهدين واعتقالهم من قبل تحرير الشام، من الطبيعي بعدها حماية العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة وعدم استهدافهم وهذه وظيفة العملاء وسبب دعم وجودهم".
ويتداول السلفيون في إدلب فرضيات عدة حول علاقة تحرير الشام بعملية اغتيال القرشي، ويرجح فريق منهم أن تكون تحرير الشام وراء الكشف عن مخبأ القرشي وهي من أبلغت التحالف بمكانه بالفعل، فزعيم "داعش" وغيره من قادة التنظيم وعناصر خلاياه الذين يتوافدون بشكل مستمر إلى إدلب قادمين من مناطق سورية شتى لا يمكنهم الدخول إلى المنطقة إلا بحماية قادة بارزين في تحرير الشام، أو على الأقل بالتنسيق معهم ومع شبكات مهربين مرتبطين مباشرة بالهيئة، وبالتالي فإن الأخيرة، وربما عدد من قادة الصف الأول فيها على دراية تامة بوجود القرشي ومكان إقامته طول هذه المدة التي كانوا خلالها يخبئون هدية كبيرة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويتداول السلفيون تسجيلاً مصوراً نشرته تحرير الشام بالخطأ في وقت سابق، ويظهر فيه أبو سليمان الروسي أحد قادة التنظيم الذي اعتقلته تحرير الشام في إدلب قبل سنوات، وهو يقول في اعترافاته إن "خلايا داعش يدفعون لأمراء في تحرير الشام الأموال مقابل الإقامة في إدلب"، ويستشهد السلفيون بأمثلة كثيرة على استثمار تحرير الشام بملف عناصر وقادة التنظيم، وأهم الأمثلة إطلاق سراح المئات منهم وإشراكهم إلى جانبها في المعارك ضد الفصائل المعارضة في الفترة بين العام 2016 وحتى العام 2019.
ويردّ أنصار تحرير الشام على الفرضية المثيرة للجدل واتهامات السلفيين بأنهم لو علموا مكان القرشي لكانوا هم الأولى بتنفيذ عملية اغتياله، والتي من المفترض أن ترفع رصيدهم في الداخل والخارج. وقال عضو مجلس شورى تحرير الشام السلفي العراقي أبو ماريا القحطاني: "لا يحزننا مقتل رأس الخوارج ولكن لو كان مقتله على يد أهل السنة فإن ذلك يشفي صدور قوم مؤمنين، تعلمون جيداً أن تحرير الشام لو علمت بتواجد ذلك المجرم لكان قتله واعتقاله من أوجب الواجبات".
وقال مصدر عسكري معارضة ل"المدن"، إن "نفي تحرير الشام علمها بعملية التحالف وتوقيتها غير مقنع بالفعل، ماذا لو أن الجهة المنفذة للإنزال هي قوات النظام أو القوات الروسية، والمستهدفين بالعملية قادة في تحرير الشام والذين يقيمون في مقرات عسكرية وأمنية على مسافة قريبة من المكان، هل كانت ستقف موقف المتفرج كما فعلت في أطمة؟ بالتأكيد لا". وأضاف أن "مزاعم تحرير الشام كاذبة، وهي محاولة غبية للتغطية على اشتراك الهيئة في عملية اغتيال القرشي".
وحول المكاسب التي من المفترض أن تحققها تحرير الشام من عملية اغتيال القرشي، وقرارها المفترض بإبلاغ التحالف بمكانه بدلاً من تنفيذها لمهمة اغتياله بنفسها، قال المصدر إن "إبلاغ التحالف والتنسيق معه يحقق لتحرير الشام مكاسب أكبر من ناحية الوفاء بالتزاماتها بمحاربة الإرهاب والظهور بمظهر الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه في ملاحقة قادة وعناصر التنظيم". وتابع أن "هذا الخيار يجنبها في الوقت ذاته مخاطر الإقدام منفردة على مثل هذه العملية، لأنها ببساطة تخشى من رد فعل التنظيم وخلاياه المنتشرة في إدلب في حال هي من قتلت القرشي، وقد يفتح اغتيالها له باباً لحرب ضروس مع التنظيم الذي قد يضع تحرير الشام ومسألة تقويض سلطتها في إدلب على قائمة أهدافه".
وعلى العكس من توقعات السلفيين، فإن اغتيال القرشي على يد التحالف الدولي لا يشعر تحرير الشام بالحرج، بل تحاول استثماره في صالحها ولدعم جهودها في تحولاتها البراغماتية، كما يتيح اغتيال القرشي لتحرير الشام هامشاً إضافياً في حملاتها الأمنية ضد السلفيين المناهضين لها بحجة مطاردة خلايا "داعش" في إدلب، وهؤلاء وفق أدبيات الهيئة المستجدة يشكل وجودهم عائقاً أمام مساعي التنمية وجهود دعم الاستقرار والاقتصاد بمختلف قطاعاته، وهي مساعٍ تنسب قيادتها لزعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي تحول منذ بداية العام 2022 الى زعيم "إنساني" يهتم بمعاناة النازحين، وزعيم "اقتصادي" يبحث في تمكين المؤسسات ومشاكل الفقر والبطالة وأساليب توفير فرص العمل.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top