2024- 05 - 05   |   بحث في الموقع  
logo واشنطن:الاتفاق الدفاعي مع السعودية مشروط بالتطبيع..وبخطوات لمصلحة الفلسطينيين logo قادة أمن إسرائيل:الحرب وصلت الى طريق مسدود..والأولوية لاستعادة الأسرى logo حكومة نتنياهو تقرر تعطيل "الجزيرة".."قناة التحريض" logo تقنيات متاحة للعائلات لحماية أطفالهم من عصابات "تيك توك" logo نتنياهو:مستعدون لوقف القتال للإفراج عن الأسرى..ولن نقبل الاستسلام logo غزة:مقتل جنود إسرائىليين بصواريخ استهدفت موقع كرم أبو سالم logo تجمع شرطة بلديات لبنان إلى مولوي: لضمان شيخوختنا بمعاش تقاعدي logo بن غفير يتوعّد: لن أدع أي صفقات "غير شرعية" تتم!
"17 تشرين" في انتخابات 2022: انقسام غير قابل للالتئام
2022-02-07 13:56:08

قد يكون واقع حال مجموعات وأحزاب 17 تشرين شبيهاً بحال أحزاب السلطة، على مستوى الشرذمة والتشتّت وغياب الرؤية الواحدة لخوض الانتخابات النيابية. ولو أنّ أحزاب المنظومة الحاكمة بدأت تدبرّ تحالفاتها في المناطق، أو أقلّه ما تمّ الإعلان عنه خلال الأسبوع الأخير عن تحالف بين الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية في الشوف، وبين حزب الله والتيار الوطني وحركة أمل، حسب ما جاء على لسان أحد نواب كتلة "الوفاء للمقاومة". والحال العام يقول إنّ أحزاب السلطة، مهما تشرذمت وتوتّرت العلاقة في ما بينها كلامياً وإعلامياً وسياسياً، فهي قادرة على العودة إلى طاولة مفاوضات لتكريس تحالف انتخابي من هنا، أو تفاهم سياسي من هناك، لتمرير "سلّة" أو تسوية. يمكن لرئيس فرنسا جمعهم في قصر محاط بالصنوبر، أو لمندوب أممي أن يستوعبهم حول ورقة أو مبادرة. لكن في 17 تشرين، الواقع مختلف تماماً، إذ يبدو أنّ الانقسام غير قابل للالتئام.لقاءا الثلاثاء والأربعاء في مقلب أول، يطلق يوم غدّ الثلاثاء تجمّع الستّة (الكتلة الوطنية، عامية 17 تشرين، خط أحمر، وتقدم، لقاء تشرين، ومنتشرين) نداءً لتوحيد قوى المعارضة. وفي مقلب ثانٍ، يتم إطلاق "مؤتمر قوى التغيير" يوم الأربعاء، يشارك فيه مبدئياً كل من مدينتي، المرصد، لحقي، مدى، تحالف وطني ولبنان ينتفض ومجموعات من المناطق. ويتشارك "النداء" و"المؤتمر" الهاجس نفسه، وهو الدعوة إلى خوض الانتخابات النيابية بصفّ معارض واحد، يحمل عنوان انتفاضة 17 تشرين وشعاراتها ومطالبها. كما أنّ التشابه فاقع بين المناسبتين خصوصاً على مستوى إعداد الحملة الانتخابية والعلامات الانتخابية الموحدّة، إضافة إلى صياغة المبادئ السياسية العامة لكل المشاركين فيهما والمنضوين في التحالفات.الأحزاب والشخصيات التقليديةولا تزال مجموعات 17 تشرين وأحزابها تقف عند المعضلة الأساسية نفسها، التي رافقت خوضها لسلسلة من الاستحقاقات النقابية خلال الأشهر الأخير، والمتمثّلة بالتحالف مع أحزاب خرجت من السلطة والشخصيات السياسية التقليدية. فالاختلاف الجوهري والوحيد بين نداء الثلاثاء ومؤتمر الأربعاء، يتمحوّر حول التحالف مع حزب الكتائب والنائب ميشال معوّض أو أي شخصية أو طرف آخر تعتبره "مجموعات الأربعاء" مشاركاً في السلطة أو شريكاً للمنظومة في المرحلة السابقة. وهنا "الواقعة" التي على ما يبدو ليس من آلية لتجاوزها بهدف جمع كل قوى الانتفاضة فعلياً في خندق واحد.5 معايير واضحةفي الدعوة التي تسلّمتها مجموعات من 17 تشرين للمشاركة في المؤتمر الذي سيتمّ تنظيمه الأربعاء، أشارت معايير الانضمام إلى الائتلاف الذي يتم العمل على إعداده إلى 5 نقاط أساسية لا لبس فيها. ومنها أنّ لا يكون للمجموعة أي مصالح مع المنظومة الحاكمة وواضحة الخصومة معها وغير مرتبطة سياسياً أو ‏نقابياً أو منافعياً معها‎، أن لا تكون المجموعة قد شاركت بأي من سياسات الفساد أو استفاد منها أي من أعضائها، وأن تكون كاسرة للفردية و"سياسة الزعامة"، وليست من الأحزاب أو القوى أو الشخصيات التقليدية، ولن تتحالف ترشيحاً أو مشاركةً مع أي من أحزاب السلطة أو نوابها، من ضمنهم من استقال أو خرج حديثاً من السلطة والمنظومة.تناقض داخليضمن القوى المشاركة في إطلاق نداء الثلاثاء، تتعارض بعض المجموعات مع نفسها ومع قراراتها. مثلاً "تقدّم" تعتبر أنّ التحالف مع النائب المستقيل ميشال معوّض من الثوابت في زغرتا، وتعارض المجموعة تحالف "شمالنا" الذي تمّ إطلاقه قبل أيام من قبل مجموعات وفعالية شمالية على مستوى دائرة الشمال الثالثة، التي تضمّ الأقضية الأربعة زغرتا والكورة والبترون وبشري. مع العلم أن لكل من الكتلة الوطنية وعامية 17 تشرين مرّشحين ضمن تحالف "شمالنا" في الدائرة نفسها. والأطراف الثلاثة، أي الكتلة والعامية وتقدّم، مشاركة في تحالف الستّة. وفي السياق نفسه، ترفض بعض هذه القوى أيضاً مثلاً مرشّح حزب الكتائب في إحدى الدوائر، وتؤكد دعم مرشّحيه في دوائر أخرى. ثمة تناقض داخلي يحتاج إلى الشرح والتفسير والتعليل. فأين تجوز البراغماتية وأين يكون التشدد المبدئي؟الحسابات الانتخابيةيفسّر بعض المتابعين هذا التعارض والتناقض الذي تعبّر عنه بعض القوى السياسية في 17 تشرين على أنه مرتبط مباشرة بالحسابات الانتخابية الذاتية لكل من هذه المجموعات. إذ تحاول الأخيرة التمسّك بمصالحها الانتخابية، على مستوى المقاعد والترشيحات، بغية محاولة تعزيز حصّتها. وفي المقابل، يعتبر البعض أيضاً أنّ رفض المجموعات الأخرى للتحالف مع الكتائب ومعوّض، وربما أحزاب سياسية أخرى منها الحزب الشيوعي، يرتبط أيضاً بالتنافس المحتمل بين مرشّحي هذه المجموعات ومرشحّي هذه الأطراف. مع العلم أنّ رافضي التحالف مع الأحزاب والشخصيات التقليدية يقدّمون العديد من الحجج التي يمكن أن تكون مقنعة لكثيرين، منها على مستوى عدم الثقة بهذه الأطراف أو سيطرتها على القرار والتفرّد به أو حتى على مستوى الخوف من هيمنتها، إضافة إلى الاختلاف السياسي والمبدئي الذي يمكن أن يبدّد أي إمكانية للتحالف معها.بالنسبة لأغلب أحزاب ومجموعات 17 تشرين، يتمّ خوض الاستحقاق الانتخابي بمنطق all-in، أي الرهان على كل شيء. مجموعات وناشطون وناشطات يعتبرون أنّ انتخابات أيار 2022 هي الاستحقاق النهائي، مع "أل" التعريف. الاستحقاق الذي تربح الانتفاضة فيه أو تخسر، وبعد النتائج كلام آخر. بعدها ربما مسار آخر، مواجهة برلمانية وضمن المؤسسات أو استسلام وتسليم. وخوض الانتخابات وفق هذا المنطق، من شأنه أيضاً زيادة نسبة الشحن والاختلاف والتباين. قد لا يعرف عموم اللبنانيين كل هذه التفاصيل والتباينات. يرون فقط أنّ أحزاب ومجموعات الانتفاضة مقسومة في ما بينها، ما يساهم بالتأكيد في إضعاف صفّ المعارضة والمواجهة مع السلطة. وقد يكون خوض كل هذه النقاشات والانقسامات، بالنسبة لقسم كبير من اللبنانيين تعبير عن رخاء. وهم لا يملكون هذا الترف، يريدون بديلاً "بمن حضر". فقط للثأر أو القصاص من السلطة بأحزابها وطوائفها وصفقاتها وأزماتها وانهياراتها. فليكن.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top