2024- 05 - 03   |   بحث في الموقع  
logo بعد الزيارة الأوروبية – القبرصية… باسيل يخرج عن صمته غداً logo دبور إلتقى بيرم وتنويه بالصمود الفلسطيني logo المفتي قبلان: لبنان والمنطقة يعيشون لحظة تاريخ جديد logo الصحة العالميّة: لاحظنا تحسّناً طفيفاً في الوضع الغذائي في ⁧‫غزة‬⁩ logo "خطيرٌ للغاية"... روسيا تندد بتصريحات ماكرون! logo الحوثي يعلنها... بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد! logo بالأرقام... توجهات الإسرائيليين بشأن اتفاق الهدنة ومستقبل نتنياهو! logo "ارحلوا عن الحكومة"... مئات المتظاهرين أمام منزل غانتس!
الفاتيكان: اختفاء لبنان سيكون ندم العالم
2022-02-02 15:56:00

تستمر الزيارة الرسميّة لوزير خارجية الفاتيكان، بول غالاغار، إلى لبنان موفداً من البابا فرنسيس، للتعبير عن قربه من الشعب اللبناني، وعنايته بلبنان على المستوى الدوليّ. وتأتي هذه الزيارة بمناسبة الاحتفال بمرور 25 سنة على إصدار الإرشاد الرسوليّ "رجاء جديد للبنان"، الذي وقّعه البابا يوحنا بولس الثاني أثناء زيارته للبنان في أيّار 1997. ولمناسبة هذه الزيارة رمزية خاصة وأهمية توازي الكلام الصادر عن غالاغار عن لبنان. ففي الوقت الذي يعتبر لبنان النموذج الوحيد الذي خصص له الفاتيكان سينودساً خاصاً به للتأكيد على أهميته، يطلق اليوم الفاتيكان نفسه أخطر صرخة حول هذا النموذج، بالقول إن اختفاء لبنان سيكون من أكثر اللحظات التي سيأسف عليها العالم. ماذا يعني هذا الكلام ولماذا يطلق المرجع الكاثوليكي الأول في العالم هذه الصرخة وما هي مساعيه لوقف مسار زوال لبنان؟محطات ومسار طويلإنها الزيارة الأولى التي يقوم بها غالاغار إلى لبنان منذ تعيينه في منصبه في عام 2014. ولا تنفصل هذه الزيارة عن مسار طويل عبر فيه الفاتيكان عن اهتمامه بلبنان كملف أساسي يحضر في كل لقاءات البابا فرنسيس. وكان قد سجلت أكثر من محطة في العامين الأخيرين، عبّر فيها الفاتيكان عن اهتمامه بالمحافظة على "الصيغة اللبنانية الفريدة" التي يرى اليوم أنها على طريق الزوال.
أولى هذه المحطات كانت عبر زيارة أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في آب 2020، وتمثلت المحطة الثانية في عقد لقاء لرؤساء الكنائس في روما بدعوة وحضور البابا فرنسيس في تموز 2021، حيث جرى نقاش في الأوضاع اللبنانية والمسيحية. ثم توالت المحطات التي حضر فيها لبنان في جدول أعمال لقاءات الحبر الأعظم من لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن، وصولاً إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وما بينهما من لقاء جمعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وبالتالي، لم يكن تصريح غالاغار عن خشية الفاتيكان من زوال لبنان إلا تعبيراً عن خلاصات وصل إليها الفاتيكان وفقاً لمعطياته. ومن هذا المنطلق، كان لغالاغار تصريحاته بعد لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، في قصر بعبدا وفي عين التينة وفي كلمته في افتتاح المؤتمر في جامعة الروح القدس في الكسليك: "نعم أننا نخشى ألا يكون مستقبل هذا الوطن مضموناً. ونحن ندعو الجميع، وكافة القادة المحليين والدوليين، للحفاظ على لبنان كرسالة للعيش معاً والأخوة والرجاء بين الأديان".رعاية حوار وطني؟أما جديد ما عبّر عنه غالاغار والذي توقف عنده المراقبون، فهو استعداد الفاتيكان لرعاية حوار لبناني ـ لبناني، إذا أجمعت القوى اللبنانية على ذلك، وعلى دعوة الفاتيكان لرعاية هكذا حوار. الجدير بالذكر أن الفاتيكان لم يرعَ يوماً حواراً من هذا النوع، بالإضافة إلى تعذّر الوصول إلى إجماع لبناني حول هذا الأمر. غير أن الأزمة التي يتحدث عنها الفاتيكان عميقة تتصل بالكيان اللبناني.
وفي المعلومات أن الفاتيكان لا يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة ولا يرى فيها سبيلاً لمعالجة الأزمة اللبنانية العميقة. وفي المعلومات أيضاً، أن الخلاصة التي دفعت بوزير خارجية الفاتيكان للتحذير من زوال لبنان، تتعلق بمعطيات لديه عن رفض الطبقة السياسية القيام بالإصلاحات المطلوبة لنهوض البلاد، وكأن هناك رغبة بانقلاب على ما تبقى من لبنان. ودعا غالاغار المسؤولين في لقائه معهم إلى الالتزام بالإصلاحات وبالمبادرات العربية وتحسين العلاقة مع الدول. وعلى الرغم من أنه لم يستخدم تعابير وعناوين بكركي في الحياد والدعوة إلى مؤتمر دولي، إلا أن مصادر متابعة رأت أنه عرّج على هذه العناوين بالدعوة إلى عدم دخول لبنان في الصراعات الخارجية ومساعدة الدول الصديقة لنهوضه.تعاون لا تآمرويأتي تدخل الفاتيكان بهذه الكثافة، بعد تدخل مماثل أثناء الحرب اللبنانية (1975 ـ 1990)، حين لعب دوراً للحد من تأثيرها على البلاد التي يراها نموذجاً يفترض فيه أن يبقى ويزدهر. كما لعب الفاتيكان دوراً في توقيع اتفاق الطائف وفي انتقال لبنان إلى حقبة أخرى، مع المحافظة على وجهه المسيحي ـ المسلم في المنطقة، أما اليوم ومع ما يحكى في الكواليس وفي العلن عن تقسيم أو فدرالية أو لامركزية إدارية، فإن المعلومات تشير إلى أن الفاتيكان منفتح على أطر دستورية جديدة ليبقى لبنان بلد الشراكة، الذي يتمسك به على أنه رسالة رغم كل المصاعب. ولكن على أهله أن يتعاونوا لا أن يتآمروا عليه، فهل يقوم الفاتيكان بخطوات عملية ولقاءات مع قوى الأمر الواقع الفعلية من أجل لبنان؟ أم يحتفظ بسياسة الدبلوماسية الصامتة التي يرى البعض أنها لم تعد كافية للإنقاذ؟


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top