تواصل القوات الكردية عمليات التمشيط والتفتيش ضمن محيط سجن الصناعة في حي غويران في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا وحي الزهور ومناطق أخرى بحثاً عن فارين من تنظيم "داعش"، وسط اشتباكات مع عناصر التنظيم الذين أعلنوا رفضهم للاستسلام.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء هجوم داعش على "سجن غويران" مساء الخميس حتى الآن جراء عمليات التفتيش والاشتباكات إلى 181 قتيلاً هم: 124 من تنظيم داعش و50 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد، و7 مدنيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.وأكدت مصادر المرصد السوري أن تعداد الأسرى والرهائن الذين جرى تحريرهم الثلاثاء من أيدي عناصر داعش، بلغ 17 شخصاً من العسكريين والعاملين ضمن سجن الصناعة، وبذلك يرتفع تعداد الأشخاص الذين جرى تحريرهم خلال اليومين الماضيين إلى 32. وأضافت أن الأسرى الذين جرى تحريرهم أفادوا بأن غالبية الذين هاجموا سجن غويران من جنسيات عربية وأجنبية.واستهدفت طائرة حربية تابعة للتحالف الدولي بغارتين موقعاً داخل مركز سادكوب قرب سجن الصناعة. وقالت وسائل اعلام محلية إن عناصر من داعش تعرضوا للقصف بعد تقدم قوات كردية وأميركية داخل السجن عبر الدبابات وناقلات الجند بالتزامن من قصف جوي وبري على السجن المحاصر.جاء ذلك بعد إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي أن القوات الأميركية شاركت في القتال عبر "سلسلة غارات لضمان دقة استهداف مقاتلي داعش"، مضيفاً أن القوات الأميركية قدمت دعماً "محدوداً" على الأرض للمساعدة في "إنشاء مناطق آمنة شملت تمركز عربات برادلي المدرعة والمقاتلة على طرق تؤدي الى السجن".وكان المرصد السوري أشار الثلاثاء إلى أن القوات العسكرية تسيطر على مبنى واحد بشكل كلي من أصل 5 مبانٍ داخل السجن، مشيراً إلى ارتفاع عدد السجناء الذي تم القبض عليهم إلى 650 سجيناً.وأعلنت قوات قسد في بيان الثلاثاء، مقتل 17 عنصراً من داعش خلال حملة التمشيط في أحياء جنوبي الحسكة، بعضهم كان يرتدي أحزمة ناسفة. وذكرت القوات أنها حررت 9 رهائن آخرين كان عناصر داعش يحتجزونهم في سجن الصناعة.وقال البيان: "تواصل قواتنا عملياتها الأمنية والعسكرية بكل دقة في سجن الصناعة ومحيطها وريف دير الشرقي وكذلك إقليم الرقة". وأضاف البيان أن 250 عنصراً جديداً من التنظيم استسلموا بعد "عمليات مداهمة دقيقة" لبناء تحصنوا فيه داخل السجن، ما يرفع العدد الإجمالي للعناصر الذين سلموا أنفسهم الى 550.
ردود افعال
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء أوضاع المدنيين في مدينة الحسكة السورية في ظل تواصل الاشتباكات بين خلايا داعش وقوات قسد. وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن "وضع المدنيين في مدينة الحسكة مقلق للغاية"، مؤكدة أن قوات قسد بدعم من التحالف الدولي يحاصر سجن الصناعة إلا أن التنظيم ما يزال يسيطر على المبنى الرئيسي للسجن. وأبدت المسؤولة الأممية "قلقها إزاء أمن وسلامة مئات الأطفال المحتجزين في سجن الصناعة".بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية أن الهجوم الذي شنه داعش على سجن الصناعة "محاولة يائسة لإعادة بناء قواته المستنزفة"، مؤكدة أن "التحالف الدولي عازم على ضمان فشل داعش بتحقيق مسعاه".وأضافت في تغريدة "هذا الهجوم وغيره في سوريا والعراق يذكرنا بالخطر الذي يشكله داعش على المنطقة".