2024- 05 - 17   |   بحث في الموقع  
logo شهداء وجرحى بالقصف الإسرائيلي على بلدة النجارية logo سلام التقى نظيره الاردني.. هذا ما تم بحثه logo "عن طريق الخطأ"... سقوط صاروخ إسرائيلي في مستوطنة (صور) logo ظهور مسلح في الكامبنسكي… أين الأجهزة الأمنية؟ logo "أمن الدولة" توقف مهرّبٌ للسّوريّين عبر البرّ والبحر logo المفتي قبلان: لا بد من تسوية رئاسية على قاعدة “رابح رابح” logo هاشم: ارادة المقاومين والقادة اسقطت اتفاقية الذل logo ارتفاع في درجات الحرارة.. إليكم تفاصيل الطقس
"ست الدنيا"... تعرية أكذوبة الزمن الجميل في بيروت
2022-01-19 12:56:13

"هل الماضي كان فعلاً جميلاً؟ أم أن واقعنا الأسود يجعل كل ماضٍ جميلاً؟" سؤال يطرحه الممثل زياد عيتاني في إحدى مقابلاته التلفزيونية، ولعل الإجابة تكمن في تعري بيروت القديمة أمامنا على خشبة "مترو المدينة"(الحمرا) في مسرحية "ست الدنيا" التي تزيح عن المدينة أكذوبة زمن جميل يتغنى به آباؤنا، وكذلك أميرة، السيدة البيروتية التي يجسد دورها في المسرحية الممثل زياد عيتاني في مختلف مراحلها العمرية.لا يؤدّي زياد دور أميرة فحسب، بل يتنقل بين شخصية وأخرى، يغير صوته بلكنة بيروتية، يستعين بالأكسسوار الموجود أمام مرآة تعكس تعابير وجه أميرة الطفلة، ثمّ الشابة، ثم العجوز.مسرحية مونودراما تتخللها كوميديا سوداء، فكرة زياد عيتاني، وكتبها مع خالد صبيح وهشام جابر، والأخير قام بإخراجها. وكأننا في حضرة مسرح إغريقي كلاسيكي، شخصيات عديدة جسدها ممثل واحد، مع الاستعانة بالمسرح الحديث والمؤثرات البصرية والإضاءة المتقنة والعوامل الإخراجية والفنية. انتقل زياد في هذه المسرحية من أسلوب الحكواتي، الذي اعتاد تقديمه في أعماله السابقة، إلى تجسيد قصة شخصية واقعية لسيدة بيروتية تدعى سلوى، عاشت منذ منتصف القرن الماضي أحداث "أمّ الشرائع"، و اليوم تسكن وحيدة في منطقة رأس بيروت.المسرحية "المختمرة" منذ العام 2014، عرضت للمرة الأولى أواخر العام 2021. في المضمون تدور المسرحية حول الست أميرة التي تجلس لتستعيد ذكرياتها منذ كانت صغيرة وحُرمت من الدراسة، ليُعقد قرانها على رجل أربعيني، وتسيطر عليها ذكورية تلك الحقبة، على عكس ما نعرفه عن انفتاح المدينة وتطورها... أميرة لم تجد ملجأ يحميها من النظام الأبوي، لجأت إلى جارتها تشكو لها عدم رغبتها في الزواج، فلم تلق أي مساعدة، بل صارت تشجعها عليه، وأغرتها بالفساتين والسرير الجديد الذي سيشتريه لها عريسها... أميرة التي حُرّم عليها النظر إلى جسدها، سمحتْ أمها للغرباء أن يقتربوا منها ويروا جسدها ويعاينوه: "طول عمره ابو سامي يجي ليبيع، إلا هالمرة جاي ليشتري"، تقول أميرة. وأبو سامي هو أهم تاجر فاكهة في صيدا، تزوج أميرة الطفلة وأنجب منها ولدين. عاشت معه ومع والديه أسوأ أيام حياتها، وعند وفاة الأخيرين أخذها إلى بساتينه في صيدا، وهناك شعرت أميرة للمرة الأولى بالحرية، وقبل أن تفقدها انتفضت على زوجها وحاولت قتله فطلّقها. كانت تلك المرحلة مفصلية في حياة أميرة فانطلقت طالبةً الحرية والحب. إلا أن ذلك لم يحدث، إذ استُغلّت من أبيها الذي حوّل حياتها الى أعمال سخرة، ثم أنور، الرجل الذي أحبّته وسرقها "وسرق عمرها"، فانتقمت منه وأفشت عنه للنظام السوري الذي قتله... هنا تبرز شخصية أميرة المتمردة المنتقمة، للمرة الثانية، وفي تلك الأيام أيام الحرب، بقيت أميرة مع أولادها تعمل لتؤمن لهم حياة كريمة..مضت الأيام سافر الأولاد وبقيت الست أميرة وحدها مع نارجيلتها وأغنية عبدالوهاب، تروي لنا ما مرّت به، وتدور حائرة في المنزل مرددة: "ما ناقصني شي"... ما ناقصني شي- تبقى أيام حلوة". جملتان ارتبطتا بنوستالجيا أميرة، رددتهما في المسرحية بكثرة، وكأنها تعيش حالة من النكران لواقع المأساة التي عاشتها. أميرة، كغيرها ممن عايشوا تلك الحقبة، ما زالت معلقة بتفاصيلها وتصفها بالزمن الجميل، لكنها انتقدت تلك الجملة في نص امتد في المسرح، ساعةً ونصف الساعة. ثم في المشهد الأخير، تقاطع نفسها فيما تردد: "ما ناقصني شي"، لتصرخ منتفضة على والدها المتوفى "مبلا كان ناقصني!"... دقائق من اللوم والعتاب، انهالت بها السيدة الثمانينية على والدها، ولو متأخرة، لكنها تركت أثراً في قلوب المشاهدين، وهي تطالب والدها بعناق وتلومه على بيعها لأبي سامي، تاجر الفاكهة، وعدم السماح لها بإكمال تعليمها. تلك البيعة التي منها بدأت مأساة أميرة، حينما بادلها أبوها بسلّة فاكهة، ظلت معلقة في معظم المَشاهد على الحائط.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top