سيناريوهات عديدة رسمها الناشطون بعد تسليم اللبناني الذي احتجز موظفي مصرف "بنك بيروت والبلاد العربية" في جب جنين: "لن توجه اليه تهمة السرقة ولا الاستيلاء.. ستوجه اليه تهمة الارهاب، واحتجاز الاشخاص بالقوة، والخطف وحيازة السلاح"، لكنه في الوقت نفسه "فعلها".
وكان مودع لبناني يتحدر من كفريا، قد احتجز عدداً من موظفي مصرف "بنك بيروت والبلاد العربية" في جب جنين في البقاع الغربي، بعد رفض البنك تسليمه مبلغاً من حسابه، قبل أن يفرج عن الرهائن ويسلم نفسه للقوى الأمنية، لكن بعدما تسلم مبلغاً مالياً سلّمه لأحد أفراد عائلته.
فات عالبنك هدد بحرقوا أخد وديعتوا ٥٠ ألف دولار سلما لأهلوا وسلم حالوا للدرك.ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة❤️ pic.twitter.com/7LQXbgF3NJ
— هنادي جرجس - Hanady gerges (@HanadyGerges) January 18, 2022
لم يعارضه كثيرون، رغم علمهم بأن ما قام به غير قانوني، إلا أنه "جاء كردّ فعل على احتجاز أمواله"، حسبما برر له رواد مواقع التواصل الذين ايدو بغالبيتهم استخدامه القوة للحصول على حقه من المصارف.. وهم المظلومون المقهورون مثله.
قانون معروف حمية وزلمة جب جنين هو القانون العادل الوحيد بمزرعة لبنان الكبير
— حسن غطيمي (@Ghtaymii) January 18, 2022
وطالب المودع منفّذ عملية احتجاز الرهائن لوقت قصير "بسحب مبلغ خمسين ألف دولار من حسابه، وحين رُفض طلبه رفع سلاحاً حربياً وقنبلة بوجه الموظفين، وصبّ كذلك مادة البنزين في أرجاء المصرف مهدداً بحرقه وتفجيره في حال لم يتم التجاوب مع طلبه".
الظاهر البنوك ما بتمشي إلا بالتهديد حتي المودع يرجع حقه... #لبنان_ينتفض #يسقط_اصحاب_المصارف #جب_جنين @bbacbank
— Riad Dahanni (@riaddahanni) January 18, 2022
والحال إن ما قام به الشاب الذي وصفه البعض بالـ"قبضاي"، يحتاج الى نقاش، ويحتاج الى القليل من التمعن في العواقب والتداعيات. فرغم أن كثيرين يعتبرونه عملاً بطولياً، إلا أنه في الواقع احتجز موظفي المصرف، الذين لا ذنب له بالضرورة، وهدد سلامتهم وكاد يودي بحياتهم لو رفضوا التسوية معه وإعطائه ما يريد. كما أن تبرير هذا الفعل، يشجع آخرين على القيام بالعملية نفسها، وبالتالي، فإن أمن موظفي المصرف سيكون على المحك، وهم غالباً ينفذون أوامر لا يد لهم في صناعتها، بل كبار المسؤولين المحميين والمحصنين والذين لا أحد يستطيع الوصول إليهم أو الضغط عليهم، ولا حتى بالقضاء.
والله لو في بهلبلد كم واحد رجال متل القبضاي تبع جب جنين ودخلتو على البنك لتحصيل حقو ما كان الشعب وصل الى هذا الذل
— فادي (@vk25RDr0ou2vllW) January 18, 2022
سيأخذ القضاء كل تلك الأمور في الاعتبار، لدى مثول الشاب القبضاي أمام القاضي للمحاكمة، وسينظر في الأمر من الزاويتين. ومن جهة أخرى، توجب محاكمته بالتأكيد، تحرك الدولة التي أدت الى هذه الفوضى، بالإهمال والتآمر والفساد وسوء الإدارة، ما أفضى إلى تهديد حياة مواطنين لبنانيين، سواء موظفين في المصارف، أو مودعين هم ضحايا أكبر سرقات القرن، كما قادت مواطناً عادياً إلى اليأس واقتراف فعل جُرميّ ما عاد أمامه سواه، وبالتالي إلى السجن بعد تحويله إلى مذنب.
الدولة بخطة الاستحواذ على أموال المودعين، حولت مواطنيها الى مذنبين ومجرمين وإرهابيين. وتنبأ كثيرون بأن ما قام به المودع في جب جنين، قد يدفع آخرين للسير على خطاه، وهنا مكمن الخطورة.
#جب_جنين .. هل تتكرر هذه الحالة في كل المناطق ؟؟بعهد #ميشال_عون , جعنا وانسرقنا ومرضنا وتكورنا ونهبنا وانهانت كرامتنا وشحدنا وانسرقت مصرياتنا وضاع مستقبلنا.الله ينتقم منو و من كل اللي دعموه و جابوه. #كلن_يعني_كلن
— loquacious - لوكاسيوس (@loquacious_lb) January 18, 2022