2024- 05 - 09   |   بحث في الموقع  
logo مستوطنو الشمال يطالبون بإبعاد "الحزب" بالحرب لا بالسياسة logo "اليوم التالي" في لبنان: تجاوز الانقسام بنفي الغلبة والغبن logo إجراءات لبنانية جديدة ومتشددة لـ"ضبط" وجود اللاجئين السوريين logo ردّ النافعة على "إخبارات" الفساد الأربعة: إجحاف وتحامل؟ logo إخبارٌ من “أمين الفتوى” بحق شادن فقيه logo النائب مطر: يجب محاسبة الفاعلين.. logo الرياضي بيروت بطل منطقة الغرب في سلة “وصل” logo إشكال كبير في طرابلس.. والسبب “إشتراكات مولدات”
بالفيديو.. KING RICHARD .. نسخة معدلة من قصة ويليامز
2021-11-17 22:55:36

تحول ويل سميث من نجم شباك إلى مرشح للأوسكار للعبه دور الملاكم الأسطورة محمد علي، والآن بعد 20 عاما يقدم سميث أداء رائعا آخرا في قصة حول نوع مختلف تماما من الرياضة، عبر تجسيد دور الرجل الذي يقف وراء أعظم بطلتي تنس، وذلك في فيلم «King Richard» والذي يشير اسمه إلى ريتشارد ويليامز، والد بطلتي التنس «فينوس» و«سيرينا ويليامز»، وهو الرجل الذي قاد صعودهما السريع نحو القمة، وعلى الرغم من أن هناك أوقات يبدو فيها الفيلم وكأنه نسخة معدلة من قصة ويليامز، إلا أن سميث يتألق بدور البطولة، فيجمع بين السحر والكاريزما وصفات أخرى غير محببة، مجسدا هذا الرجل المعقد والغامض.

لطالما كان ويليامز شخصية مثيرة للجدل، فقد كان صريحا في المقابلات وحيويا على المدرجات، ويثير في بعض الأحيان استياء أولئك الذين يديرون رياضة التنس الأرضي، لكنه كان أيضا الأب المحفز الذي يمتلك خطة دائما، فقد بدأ كل شيء عندما شاهد ويليامز اللاعبة الرومانية «فيرجينيا روزيتشي» على التلفاز، وسمع كم كانت تكسب من المال، وقرر أن يحول عائلته إلى شركة تقوم بتربية الأبطال، لذا وقبل ولادة «سيرينا» و«فينوس»، كتب ويليامز بيانا من 78 صفحة يخطط فيه طريقهما نحو المجد، ثم أرغم الفتاتين على العيش وفقا لتلك القواعد، والباقي معروف، حيث فازت «فينوس» بسبع ألقاب فردية ببطولات «Grand Slam» الكبرى، وحازت «سيرينا» على 23 لقبا في طريقها لتصبح واحدة من عظماء التنس في التاريخ، وكما قالت «سيرينا» نفسها حول هذا الأمر: «لما كانت هناك فينوس وسيرينا لولا ريتشارد».

تبدأ قصة الفيلم في منطقة كومبتون، حيث يدرب الأب ابنتيه بالنهار، ويعمل كحارس أمن في الليل، في سعيه لتعليمهما قيمة المال، وغرس أخلاقيات العمل فيهما بقوة، فهناك أوقات يبدو فيها «ويليامز» مثل مياغي من الفيلم الكلاسيكي «The Karate Kid»، حيث يوزع الحكمة حول الروح الرياضية، ويقوم بتدريبهما على مواجهة الإعلام حتى تكونان جاهزتان للأضواء، ويستخدم أفلام ديزني لتعليم الفتاتين حول التواضع، لكن بالإضافة لكون ريتشارد شخصا يمتاز باللطف والروح الرائعة فقط، إلا أنه من ناحية أخرى عنيد وعصبي، وهي صفات تدفعه للبحث عن مدرب في وقت مبكر، وفي وقت لاحق يكون بهذه الصفات عند التعامل مع المدراء والعملاء والجهات الراعية الذين يريدون جميعا حصة من الفتاتين.

لا يخشى سيناريو الفيلم الذي جاء من كتابة «زاك بايلن» من التشكيك في دوافع ويليامز أيضا، حيث كانت مؤسسة التنس تعامله على أنه مخادع، خسر الملايين من الدولارات في هذه العملية، لكن يبدو أن العنصرية موجودة أيضا، وتصبح موضوعا رئيسيا في سيناريو «بايلين»، حيث يحارب «ريتشارد» وصمة العار والأحكام المسبقة بشكل يومي.

ليس هناك شك في أن «ريتشارد» قام بإسقاط آماله وأحلامه على الفتاتين، ولكن عندما أخرجهما من حلبة بطولة الناشئين لأخذهما في مسار أقل تقليديا، يتساءل المرء عما إذا كان ذلك لمنع الثنائي من الإنهاك، كما حدث للعديد من نجوم التنس في ذاك الوقت، أم لأنه يخشى أن تبتعدا عنه بعد الشهرة، فالسيناريو المتوازن يناقش كلا الجانبين، ويترك القرار للجمهور.

في حين أن «King Richard» عبارة عن دراسة شخصية من جزئين، فإن الجزء الثالث هو فيلم رياضي، ينجح بالارتقاء للتوقعات، وهناك لمحات مبكرة على موهبة ثنائي التنس الشهيرتين، لكن المخرج رينالدو ماركوس غرين يحتفظ بالتفاصيل الغنية بذكاء حتى الوقت المناسب، ثم تبدأ الفتاتان بإطلاق العنان لموهبتهما حقا.

وما يساعد بتحقيق ذلك هو أن سانيا سيدني التي تلعب دور «فينوس» وديمي سينغلتون التي تلعب دور «سيرينا» تلعبان التنس بمهارة تصل لمستوى مهارتهما بالتمثيل، كما أن عدم لجوء الإخراج إلى أسلوب تقطيع المشاهد يجعل مشاهدة التنس مذهلة، فكلتا الممثلتان تتألقان وتجعلانك تصدق الرابطة التي تجمعهما بقدر موهبتهما، وتتشاركان مشاهد رائعة مع المدربين بول كوهين (توني غولوين) وريك ماتشي (جون بيرنثال) لكن السلاح السري للفيلم هي أنجانو إيليس بدور «براندي»، زوجة «ريتشارد» المخلصة والتي عانت طويلا في نهاية المطاف، في الأماكن العامة تقف «براندي» إلى جانب زوجها وتدعم ابنتيها، ومن الجيد أن نرى شخصا تم حذفه من التاريخ يتم الاحتفال به بهذه الطريقة، لكنها قصة مختلفة خلف الأبواب المغلقة، وتتألق إيليس في المشاهد التي تواجه فيها «براندي ريتشارد» حول غروره وخيانته.

إنها الإشارة الوحيدة إلى أن «ريتشارد» كان أقل التزاما تجاه عائلته مما يوحي به «King Richard»، كما يتم التشكيك في تعاملاته التجارية الشخصية بشكل مقتضب، ثم يتم نسيانها بالسرعة نفسها، وهذا ليس مفاجئا عندما تكون «فينوس» و«سيرينا» مشاركتان في إنتاج هذا العمل. ينجح سميث بالتقاط الطبيعة المتباهية والشجاعة عندما يكون «ريتشارد» بائعا، لكنه يقدم أداء أفضل عندما يوحي بالخوف الذي يكمن وراء أفعاله، الخوف من ألا يتم احترامه، الخوف من أن يبدو كأحمق، وفي نهاية المطاف تكون كل تلك المخاوف خطأ، إنها أمور معقدة ودقيقة، تعطينا شعورا بالاضطراب الداخلي الذي يعاني منه «ريتشارد»، وتشرح شعوره بعدم الأمان وعدم القدرة على التنبؤ بسلوكه.

كل ذلك يضيف شعورا بالتوتر إلى حكاية لا يبدو أن فيها أي توتر ظاهري، فالعالم يعرف قصة الشقيقتين ويليامز، ولأن الفتاتين شهدتا النجاح بسرعة كبيرة، فإن الفيلم مجبر على العثور على مواقف نزاع خارج الملعب، كتلك التي تدور في المكاتب وغرف الفنادق، من خلال الاجتماعات والمفاوضات، لكن عندما يبدو أن «King Richard» سيصل ذروته بخطأ مزدوج بدلا من نجاح كبير، يقدم القائمون عليه مباراة تنس مليئة بالتوتر والمفاجآت، وتجمع بين الأكشن والعاطفة لتنتهي قصة المنشأ هذه بالنهاية الرائعة التي تستحقها.



safir el shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top