2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo بالفيديو: جيش العدو يزعم قصف أهدافاً لـ “الحزب” logo “الحزب” يستهدف موقع المطلة وتجهيزاته التجسسية logo فضحية اغتصاب الأطفال: الدولة غارقة في الفوضى والتقصير logo الأسد ينال إجماع البعث:معاناة سوريا شبيهة بفلسطين واليمن logo بعد اشتباك دام لِأكثر من 15 ساعة... استشهاد 4 قساميين في دير الغصون logo لِإزالة "التهديدات"... الجيش الاسرائيلي يزعم قصف مبنى عسكري لِحزب الله logo إتصال بين ميقاتي وبري.. ماذا دار فيه؟ logo جريح بحادث سير في الضنية
بالفيديو.. No Time to Die.. مغامرة متفجرة ومؤثرة.. وأخيرة لدانيال كريغ
2021-10-06 23:55:38

أخيراً، بعد ما يقرب من عامين من تأجيل الإصدار في دور السينما، وصل «No Time to Die» إلى الشاشة الكبيرة في جميع دور العرض العالمية، وهذا هو بالضبط المكان الذي يستحق فيه الفيلم الختامي لعصر «دانيال كريغ» أن تتم مشاهدته به.

يقدم العمل الجديد للعميل البريطاني «007» مغامرة متفجرة ومؤثرة، لكنه يظل فيلم آخر من أفلام «بوند» المصمم خصيصا لدور السينما، ولسوء الحظ يعاني الفيلم من الضياع بين تقديم إثارة عصرية وبين الحفاظ على العناصر الكلاسيكية، ما يجعله غير متوازن، ويفشل تقريبا بالتفوق على أفضل اللحظات في هذه الملحمة الطويلة.

وكما قد تتوقع من فيلم الوداع، يستعرض «No Time to Die» كل شيء قدمه كريغ لـ «بوند»، مع خلطة قوية بمقادير متساوية مختلطة وعاطفية، فيكمل عمله كعميل مخابرات ويكسر القالب التقليدي لشخصية «007»، حتى وإن كان الفيلم من حوله مصمم على الحفاظ على بعض الطابع الكلاسيكي، لكن أفضل طريقة لتذكر «كريغ» هو تحويله إلى سلاح آدمي، ويضاعف «No Time to Die» من هذه الفكرة، حيث يقدم كل المشاعر الإنسانية في هذا العمل الشيق، بدءا من لحظات مليئة بالسعادة والحب الصادقين، وصولا إلى الغضب المتفجر وحتى الحزن المؤلم، وينفذ كريغ ذلك بمهارة لا تصدق، تاركا وراءه انطباعا لا يتزعزع بأنه لم يكن فقط «جيمس بوند» المناسب للعصر الحديث، بل أيضا إنه أفضل «بوند» بين الجميع، وعلى مر العصور.

استطاع كريغ القيام بذلك، على الرغم من أن «No Time to Die» يمثل رحلة آمنة للغاية وغير مفاجئة إلى حد كبير للعميل «007»، إنه فيلم في حالة حرب مع نفسه، فهو من نواح عديدة فيلم «بوند» عصري تماما، ولكن غالبا ما يبدو وكأنه يقوم بمهمة تنفيذ كل العناصر المطلوبة بالسلسلة بطريقة تبدو كما لو أن «No Time to Die» لا يزال خاضعا للماضي بدلا من أن يقوم فقط بالإشارة له بطريقة مجازية، والمحصلة هي قصة تربط كل خيوط الحبكة الكثيفة التي رأيناها خلال حقبة كريغ، لكنها تحاول أيضا سرد حكاية قائمة بذاتها تبدو وكأنها مأخوذة من الستينيات، والنتيجة الأولى مذهلة جدا لكن الأخيرة سطحية وباهتة، وفي حين أن هذه المكونات متداخلة بسلاسة إلا أن بنية القصة تكثف أفضل الأشياء في الساعة الأولى من الفيلم الذي يمتد على 163 دقيقة.

يحسب للمخرج كاري جوجي فوكوناغا أن «No Time to Die» لا يبدو طويلا مثل مدته الفعلية، فهو يتحرك بوتيرة متسارعة، لاسيما في المشهد الافتتاحي المليء بالتقلبات، ويقدم مفاهيم جديدة مع كل منعطف رئيسي، وأثناء قيامه بكل ذلك، يبدو الفيلم رائعا من الناحية البصرية، فهناك لقطات ساحرة واسعة لإيطاليا كما لو أنها لوحة مرسومة بألوان بنية، ومشهد في النرويج يمكنك أن تشعر فيه ببرودة الجليد، ومشهد مطاردة في الغابة يكتنفه الكثير من الضباب والتوتر يصبح أقرب إلى مشهد رعب، وهناك أيضا بعض مشاهد الأكشن الرائعة والمؤثرة، خاصة مطاردات السيارات التي تشتهر بها السلسلة، ومشهد مبكر يحتوي على سيارة «بوند» المليئة بأدوات الجواسيس (Aston Martin DBS) وهو مشهد رائع للغاية، والذي يمثل بلا شك أفضل استخدام لمركبة في كامل السلسلة منذ حقق فيلم «Casino Royal» رقما قياسيا عالميا في قلب سيارته الـ(DBS) سبع مرات على التوالي.

وفي حين أن الإخراج قوي، إلا أنه لا يوجد أي شيء مميز أو خاص مقارنة بعمل سام مادنيس مخرج فيلم «Sky Fall»، ولا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كانت تقاليد السلسلة تعيق رؤية مخرج الجزء الأخير الياباني فوكوناغا، والتي ربما لا تتسامح مع حسه المغامر مثلما فعل في أعماله السابقة «True Detective» و«Maniac».

ربما لم يتمكن فوكوناغا من استعراض عضلاته الإخراجية الفريدة، لكنه يدير فريقا من الشخصيات الجديدة تتمكن من تقديم أفضل ما لديها، وربما أفضل ما قدمته سلسلة أفلام «بوند» في هذه الحقبة هي الروابط الشخصية بين العميل «007» والأشخاص الذين يعمل معهم، ويبدو هذا جليا هنا، فهناك صراع كبير بين «بوند» ورئيس جهاز الاستخبارات البريطانية «MI6»، «إم» (رالف فينيس)، ما يساعد على دفع الحبكة الأخلاقية الفوضوية إلى الأمام، ويعود بلوفيلد (كريستوف والتز) لأداء دوره، ويتفاعل الثنائي بشكل متساو من العدوانية المفاجئة وروح الدعابة الممتعة، وتضفي الممثلة «آنا دي آرماس» لمسة متجددة على أدوار التجسس، والتي تلعب دور عميلة الـ«CIA» «بالوما» مع طاقة متميزة تطلق العنان للجانب الألطف لدى «كريغ»، إنها أفضل شخصية غير «بوند» في كامل العمل، ما يجعل ظهورها العابر يبدو فرصة ضائعة.

تبقى أقرب العلاقات لشخصية بوند في «No Time to Die» هي مع شخصية ماديلين سوان (ليا سيدو) التي تعود من فيلم «Spectre»، ونايومي (لاشانا لينش)، ويفشل أداء «سيدو» القاتم بأسر المشاهدين، لكن الحب بين «سوان» و«بوند» ينجح في ذلك، خاصة عندما يطاردهما شبح حبيبة «جيمس» السابقة «فيسبر ليند»، فهناك إحساس حقيقي بالصعوبة في علاقتهما، ورغم أن الفيلم يمر بعجالة على بعض التفاصيل المهمة بدلا من التعمق فيها، إلا أن علاقتهما الرومانسية تسهم في جعل «بوند» إنسانيا للغاية.

ولو كان ماذكرناه يبدو كثيرا جدا على هذا الفصل من السلسلة على حساب الأكشن، فإنه تتم موازنته بالعميلة «00» الجديدة «لينش»، والتي تعمل بمنزلة منافسة ممتعة وشريكة قيمة لـ «بوند»، يمكن أن يكون الخلاف بين الاثنين كثيرا في بعض الأحيان، ولكن عندما يكون في أفضل حالاته، فإن المزاح يبقي التنافس ممتعا، وهذا الشيء ينطبق في جميع جوانب الفيلم، حيث إن «No Time to Die» أكثر مرحا بكثير من الوداع الكئيب الذي كنا نتوقعه.

الشخصية غير المضحكة على الإطلاق هو الشرير سافين (رامي مالك)، والذي يبدو بأنه أقرب إلى شخصية على شكل بشري أكثر من كونه شخصية فعلية بالفيلم، وبالرغم من أنه يأتي مسلحا بالتفاصيل الكلاسيكية التي اعتدناها بأفلام «بوند» كسلاح إبادة جماعية ولهجة أجنبية ووجه مشوه، إلا أن شخصيته لم تحصل على التطور الذي تستحق، ومع ذلك فإنه يحظى في الفيلم بهيبة أكبر مما يستحق لدرجة أنه يضحي بفرصة تقديم نهاية مرضية وذات مغزى لصراعات «بوند» الطويلة.





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top