2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo عملية جديدة لحزب الله logo "مبلغٌ بائسٌ"... شمعون يُعلّق على قرار الإتحاد الاوروبي logo "بعد الحرب"... إسرائيل تدرس تقاسم السلطة في غزة مع دول عربية! logo تقرير يكشف: قطر مستعدة لطرد قادة حماس من الدوحة logo "قتلى ومفقودون"... الفيضانات تجتاح البرازيل (فيديو) logo الكشف عن خطة نتنياهو لـ"غزة 2035" logo تفاصيل شهادة أول مسؤولة سابقة من دائرة ترمب المقربة logo بلينكن يحذّر من "اجتياح رفح"
سامي مروان مبيّض.. نوبل السورية، وداعاً
2021-09-21 20:25:57

منذ يومين، أعلن القائمون على #مكتبة_نوبل، الواقعة مقابل فندق الشّام وسط العاصمة #دمشق، بأنها ستُغلق أبوابها إلى الأبد.
منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت هذه المكتبة معلماً ثقافياً في دمشق، ولها فضل على ملايين الناس الذين اقتنوا منها كتباً زادت جمالية بيوتهم ومعرفتهم ومعرفة أولادهم من بعدهم. كان قرار الإغلاق مؤلماً بالنسبة إليهم وللكثيرين من رواد مكتبتهم، لكنه كان متوقعاً.
لا تلوموا أصحاب المكتبة أبداً، فمن لم يُجرب الكَيّ لا يعرف مواجعه، ويا له من كيّ تعرض له جميع أصحاب المكتبات في السنوات القليلة الماضية.
الناس اليوم تفضل القراءة السريعة على هاتفها الذكي، ولم تعد تهتم بقراءة الكتب، ناهيك عن سعر الكتب (وخصيصاً تلك الصادرة في لبنان ومصر) وتكلفة إنارة وتشغيل وتدفئة المكتبات. وكم من مرة رأيت فيها "زبائن" يفاوضون اصحاب المكتبة على سعر الكتب، وكأنها جُرزة نعنع أو كيلو خيار. وكم من مرة سمعتهم يقولون: "هذا الكتاب ممنوع... وهذا الكتاب نافد... وهذا الكتاب لم نطلبه لأنه غالي الثمن".
تُضاف "مكتبة نوبل" إلى سلسلة من المكتبات الشهيرة التي أغلقت أبوابها في السنوات القليلة الماضية، مثل "ميسلون" المجاورة لمكتبة "نوبل" ومكتبة "اليقظة" عند مقهى الكمال، التي أصبحت محلاً لبيع الأحذية، أو مكتبة "الذهبي" في الشعلان التي تحولت إلى محل بيع فلافل. لا أعرف كمية المقاهي في دمشق اليوم، لكنها وبالتأكيد تفوق عدد المكتبات بأضعاف مضاعفة.
فقد أصبحت مدينتنا اليوم، دمشق التي كانت قِبلةً للكتاب والناشرين في زمن مضى، أصبحت معقلاً للنراجيل، لا للكتب. فلا فرق بينهما، كما قال دريد لحام في مسرحية "ضيعة تشرين": "هاد بليرة وهي بليرة... والأركيلة ما بتودي عالحبس بس الكتاب بيودي، وياما كتب وأفكار ودت أصحابها على المشنقة".شكراً للأخ ادمون، فقد كنت صديقاً لي في أيام المراهقة، وعندك قرأت روائع نزار، من "قالت لي السمراء" و"سامبا" وصولاً إلى "بلقيس" و"الرسم بالكلمات". وعندما كبرت ودخلت الجامعة أصبحت مصدري الرئيسي عن تاريخ سوريا الحديث، ومنك اقتنيت مذكرات خالد العظم وأوراق فارس الخوري وخطابات شكري القوتلي. ثم دارت بنا الأيام لتصبح مكتبتك مركزاً لبيع مؤلفاتي في دمشق (الطبعات الأصلية منها وليس المقرصنة). بذلك، لك ثلاثة أفضال في حياتي... لن أنساها أبداً.في أيام الحرب العالمية الثانية، أصدرت الحكومة البريطانية تعليمات بضرورة إبقاء المسارح والسينمات والمكتبات مفتوحة أمام الناس، لكي يحافظ اللندنيون على توازنهم النفسي والفكري في ظلّ تساقط القنابل الألمانية اليومي عليهم وعلى مدينتهم. فهل من أحد مهتم بالحفاظ على توازننا النفسي والفكري، نحن سكان دمشق؟
(*) مدونة نشرها الكاتب السوري سامي مبيّض في صفحته الفايسبوكية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top