توعّدت قناة "الجديد" بمعركة ستخوضها ضد الرئاسة اللبنانية، على خلفية منع مراسلتها ليال سعد من الحضور الى القصر الرئاسي في بعبدا، بعد "كلام مسيء ونابٍ بحق رئيس الجمهورية"، بحسب ما قالت الرئاسة، لترد عليها القناة بالقول: "ليال أو لا أحد".
وتعود جذور المشكلة الى 22 آب/أغسطس الماضي حين شكت سعد تعرضها لهجوم لفظي من ضابط في القصر الجمهوري، حين سمعها تقول "عون بدو يحكي؟"، فطالبها بأن تقول "فخامة الرئيس".
وشككت مراسلة "أو تي في" جويس نوفل، في رواية سعد، وأوضحت انها بقيت مصرة على نزع الصفة عن عون، وأنها كانت تصرخ في رواق القصر. وبعدها، ردت سعد قائلة إن مسؤولي القصر اتصلوا للاعتذار، وهو ما نفته نوفل قائلة انه "لو لم تشعري بخطأك، لما كنت تحاولين الحديث معي وتبرير ما جرى".
وأثارت الحادثة توتراً بين "الجديد" والرئاسة اللبنانية، استوعبته القناة حين توصلت الى تسوية تقضي باستبدال سعد بمراسل آخر، بحسب ما قالت الرئاسة اليوم في بيان، مشيرة الى انه "تم بالفعل ارسال مندوبين آخرين طوال الفترة الماضية، من دون أي اشكال". وأضاف بيان الرئاسة: "بتاريخ اليوم، أعيد إبلاغ إدارة المحطة باستمرار التدبير نفسه لجهة ارسال مندوب غير الإعلامية سعد، في انتظار معالجة تداعيات الإساءة التي نتجت عن الكلام الذي صدر عنها بحق رئيس الجمهورية"، مشيرة الى ان "المحطة أصرت على ارسال الإعلامية سعد لتغطية جلسة مجلس الوزراء اليوم خلافاً لما كانت أبلغت به إدارة المحطة. وعليه، طلب الى الإعلامية سعد مغادرة القصر ريثما تتم معالجة ما حصل سابقاً".
مكتب الاعلام في الرئاسة يوضح حقيقة ما حصل مع الإعلامية ليال سعد اليوم ويأسف ان يصار الى استغلال الخطأ الذي ارتكبته وتحويله الى مادة للاستغلال خلافاً للأصول المهنية والأخلاقية، وتصوير ما حصل وكأنه قمع للحرية الإعلامية.التفاصيل الكاملة على الرابط التالي:https://t.co/AgRzYMa7gx
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 16, 2021
وتبلغت قناة الجديد قراراً رسمياً من قصر بعبدا يقضي بمنع سعد من دخول القصر لتغطية نشاطات رئيس الجمهورية. وقالت القناة في بيان: "يسرنا ان نبلغ بدورنا قصر بعبدا أن قناة الجديد ليس لديها أي فرع آخر .. ولن تنتدب أي زميل ينوب مكان ليال سعد مع أن زملاء عديدين من الكفاءات المهنية العالية هم قادرون اليوم على التغطية وتعبئة الهواء بأفضل ما يتمتعون بخبرات في هذا المجال على مدى سنوات".
وأطلقت القناة معركة قالت انها "أصبحت في صلب الحريات وتحويل بعبدا الى أداة لقمع الكلمة والوجود"، وذلك كون "الأمر لم يعد يتعلق ببديل". وتابعت "الجديد" في بيان قائلة: "ينُصح في هذا المجال تعديل بنود البيان الوزاري ليتضمن فقرة عن هذا القمع المدمر الذي لا يتقبّل الا الصورة النمطية التقليدية على شاكلة يَحيا الزعيم المفدى".
وأكدت القناة "حرصها على كرامة الزملاء في عبارة واحدة يعرفها الرؤساء قبل مستشاريهم: ليال سعد أو لا أحد". وعليه، أعلنت مقاطعتها إرسال مندوبين لتغطية نشاطات قصر بعبدا، مضيفة: "ونكتفي بما يرد في الإعلام الرسمي إذا كان له من ضرورة".
وقالت "الجديد": "امام حالة منعنا هذه، فإن الجديد تجد نفسها مضطرة الى رفع دعوى قضائية ضد المعنيين في قصر بعبدا والذي يعُتبر قصراً لكل الشعب، فالقانون لم يحظر على مواطن لبناني الدخول الى اي مؤسسة رسمية الا تلك التي من غير المتاح دخولها لمقتضيات الأمن القومي".
وأثار المنع موجة استنكار لتصرف الرئاسة، خصوصاً أن القضية تتكرر للمرة الثانية بعد منع مراسلة "أم تي في" جويس عقيقي من التغطية في القصر في وقت سابق.
اقوى رَد من ال mtv على ميشال عون "مش بيت بيَّك سيد عون" pic.twitter.com/OLxDLg2pnq
— RAYAN (@ryan___RK) August 31, 2020
ورفض "تجمّع نقابة الصحافة البديلة" المنع، قائلاً انه "يُعتبر انتهاكاً سافراً للحريات الاعلامية التي يكفلها الدستور والقوانين المرعية الإجراء". كما رفض "تصفية الحسابات السياسية مع المراسلين والصحافيين عبر صد أبواب المقار الرسمية ومنها مقر رئاسة الجمهورية، فهذا لا يعكس إلا نهجاً قمعياً في دوائر القصر". وأضاف التجمع: "المقرات الرسمية ليست ملكاً لساكنيها ولا مسرحاً للأمنيين والمستشارين فيها كي يقرروا من يدخلها ومن لا يدخلها من الصحافيين".
ان منع مراسلة الجديد الزميلة ليال سعد من دخول قصر بعبدا لتغطية جلسة مجلس الوزراء يُعتبر انتهاكا سافرا للحريات الاعلامية التي يكفلها الدستور والقوانين المرعية الاجراء pic.twitter.com/WtZihcZbbp
— تجمّع نقابة الصحافة البديلة (@NakabaBadila) September 16, 2021