تستعد ألانيا وميليسا فوديرا، وهما فتاتان من صقلية تم تبديلهما عند الولادة وقرر أبواهما تربيتهما معاً، لإصدار كتاب وفيلم يوثقان حياتهما، بعد أن نشأتا في كنف الأم الخطأ بعد تبديلهما بمستشفى في مازارا ديل فالو، وقد اكتشفا هذا الخطأ وهما في سن الثالثة وقررت عائلتاهما البيولوجيتان تربيتهما معاً، بل عاشوا جميعاً في منزل واحد لفترة من الوقت.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، وُلدت الطفلتان بفارق 15 دقيقة في المستشفى نفسه، قرب منتصف ليل 31 كانون الأول عام 1998، وتبدلت الطفلتان بالخطأ أثناء احتفال الممرضات بالعام الجديد.
فقد أشارت كل أم إلى أن الطفلة التي تسلمتها لم تكن ترتدي الملابس التي أعطتها للمستشفى، لكن الممرضات هدّأن من مخاوفهما وقلن إن الملابس هي التي تبدلت وليس الطفلتان.
يقول ماورو كابوريتشو، مؤلف فيلم Sisters Forever، الذي أنتجته قناة RAI الإيطالية وسيُعرض هذا الأسبوع: “نشأت الفتاتان فعلياً مع أربعة آباء وثمانية أجداد، ونجحت التجربة”.
كما تذكرت مارينيلا ألانيا، واحدة من الأمّين، هذه الحادثة بعد ثلاث سنوات حين ذهبت لتصحب طفلتها ميليسا من الحضانة، ولاحظت التشابه المذهل بين فتاة أخرى، كاترينا، وابنتيها الأخريين.
تقول مارينيلا (51 عاماً): “تعرفت على والدة كاترينا، جيزيلا فوديرا، من جناح الولادة وراودني الشك، وبعد 15 يوماً أجرينا فحوصات الحمض النووي وشُلّ تفكيري. كان أمراً يفوق الخيال”.
في البداية، كرهت الأُمَّان بعضهما وفكرة تبديل الطفلتين غريزياً، تقول مارينيلا: “كنا غريبتين، كل واحدة على وشك أن تسرق طفلة الأخرى”.
في حين صرحت جيزيلا (46 عاماً): “أتحدى أي شخص أن يربي ابنة لمدة ثلاث سنوات ثم يتخلى عنها بسبب خطأ بسيط”. لكن كلتيهما قررت المضي قدماً في المبادلة التي بدأت تدريجياً بقضاء ميليسا وكاترينا بعض الوقت مع العائلتين، وعاشت العائلتان في منزل واحد فترة من الوقت.
من جانبها، تقول ميليسا، التي ربتها مارينيلا ألانيا، إنها وكاترينا عرفتا بأمر تبديلهما عند الولادة حين بلغتا الثامنة من العمر. وقالت: “بدا الأمر مثل اللعبة، واليوم لا تملك أي منا ذكريات عن الحياة قبل بلوغنا الثالثة. نشأتُ ومارينيلا أمي الثانية، ولا تزال كذلك حتى الآن”.
ومن المشكلات التي واجهتها الفتاتان، أن الحكومة الإيطالية سجلت إحداهما رسمياً باسم الأخرى بعد اكتشاف هذا الخطأ. تقول ميليسا، التي كانت تدرس في الجامعة نفسها مع كاترينا: “احتفظنا باسمينا اللذين استخدمناهما طيلة عمرنا، ولو نودي اسمانا في الصف، ترفع كلتانا يدها”.
في حين صرح كابوريتشو قائلاً: “اليوم هما مثل التوأم وأكثر من مجرد أختين والحب يربط بين العائلتين”.