2025- 05 - 22   |   بحث في الموقع  
logo عناوين الصحف logo أسرار الصحف logo منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان: مستعدون لتسليم السلاح logo حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأربعاء logo عن “التطبيع مع إسرائيل” وحصر السلاح.. هذا ما قاله رجّي! logo الحجار جال في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب logo مقدمات نشرات الاخبار logo في هذه البلدات.. فوز لائحة “التنمية والوفاء” بالتزكية
عكار في وضع خطير: الحرائق تنطلق من وادي جهنم
2021-08-06 13:55:51

تعيش عكار أيامًا عصيبة، بعد أن تحولت غاباتها وأحراجها ووديانها، إلى فريسةٍ لألسنة اللهب، ما ينذر هذه المحافظة الخضراء التي تختزن أكبر قدرٍ من ثروة لبنان الطبيعية، بالتصحر الكبير. الخطر الكبير وإذا كانت الحرائق التي تعم شمالي لبنان امتدت إلى سوريا، كم تشتعل في غابات تركيا، غير أن مشهد اليباس والتفحم، يخيّم على عكار. ويقضي على الثمار وأشجار الصنوبر وتلك الصمغية، كما يهدد شجر الأرز، في بلدٍ لم تتعلم سلطاته يومًا من حرائق الماضي، وتستمر باستجداء المساعدات بطوافة سورية من هنا، وأخرى قبرصية من هناك، من دون اتخاذ الحد الأدنى من التدابير الاستباقية واللوجستية، وتترك قوى الدفاع المدني والشباب المتطوعين يقارعون الحرائق بمواردهم البدائية والمحدودة.
وحسب آخر التقديرات، فإن خسائر حريق القبيات-عندقت-أكروم–الشربين، الذي اندلع قبل أيام، طالت نحو 1200 هكتار. وهي تعد من أعلى نسب الخسائر المسجلة بموسم واحد في لبنان. لكن ما حدث بالقبيات، لم يتوقف، ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون أكثر خطورة في عكار، مع بلوغ حرارة طقس آب ذروتها، فيما الجهات الرسمية والبلدية والأجهزة الأمنية والقضائية، لم تفتح تحقيقًا جادًا وشفافًا، للكشف عن ملابسات الحرائق إن كانت مفتعلة، وسط شكوك كبيرة أن تكون صنع الطبيعية. واكتفت النيابة العامة، بإرسال خبير بيئي للكشف على التربة وفحصها بعد الحرائق. وادي جهنم منذ ثلاثة أيام، بدأت الحرائق تندلع بمنطقة "وادي جهنم" العكارية، الواقعة بين بلدتي مشمش والقمامين، وهي وعرة جدًا.
ويفيد المتطوع في جمعية "درب عكار" خالد طالب، في حديث لـ"المدن"، أن الحريق يمتد لمستويات خطيرة، وأن العدد القليل للمتطوعين، وهم بالعشرات فقط، يصعّب مهمة السيطرة على النار التي تلتهم واحدة من أهم المناطق الطبيعية في لبنان، فيما الآليات صغيرة، ويعاني المتطوعون من نفاد المحروقات والمياه لتسهيل مهامهم.
وقال طالب إن اثنين من المتطوعين تعرضا للإصابة نتيجة انزلاق الصخور نحوهم، ومن بينهما شقيقه، الذي كاد يلقى بصخرةٍ على رأسه، وأن العاملين على الأرض استطاعوا فقط السيطرة على الحرائق بارتفاع منخفض، لكنها تمتد نحو الأعلى، بارتفاع يتجاوز 1700 متر عن سطح البحر، وهو ما يستحيل الوصول إليه من دون آليات كبيرة بسبب التضاريس الصعبة. ووصلت الحرائق إلى غابة أرز القلة، والتي تعد من أهم غابات عكار التي تختزن عددًا كبيرًا من أشجار الأرز.
وللإشارة، يعد "وادي جهنم"، واحدًا من أكثر الوديان عمقًا، ليس في لبنان فحسب، وإنما بالشرق الأوسط، ويصل إلى مئات الأمتار عمقًا، بارتفاع يتراوح بين 850 و2000 متر عن سطح البحر. ويمتاز بأحراجه الصنوبرية والشوح وبغابات كثيفة وعدد من الينابيع، وعند حدوده يتشكّل نهر البارد الشمالي.
لكن الحريق لم يبقِ شيئًا من نباتاته النادرة، والخسائر مرشحة بالتصاعد. وحسب طالب، فإن معدل حرائق عكار بالآونة الأخيرة، تجاوز مساحة 2200 هكتار، بينما معدل لبنان السنوي بالحرائق كان لا يتجاوز 1000 هكتار. ويتوقع مع نهاية آب أن تتجاوز حرائق عكار وحدها معدل ثلاث سنوات، في سابقة خطيرة. لوم البلديات والمحافظةويشدد طالب على ضرورة مؤازرة الجهود للدعم اللوجسيتي من أجل مواجهة الحرائق، نظرًا للمعاناة الكبيرة للمتطوعين على الأرض، ولأنه رغم تدخل الدفاع المدني وطوافات الجيش، فلم تكن كافية، وبدل إرسال طوافتين، فإن حجم الحرائق يحتاج ما لا يقل عن 4 طوافات.
وحسب معلومات "المدن"، فإن كثيرين في عكار، يوجهون أصابع اللوم إلى البلديات أيضًا، التي تخضع لسيطرة الأحزاب السياسية، والتي تلكأت طوال الفترة السابقة، عن وضع خطة استباقية للحرائق، أو مجرد التحذير منها، ضمن الأراضي الواقعة تحت سلطتها. وبينما تتلهى بتقاذف المسؤوليات بدل الاعتراف بمسؤولياتها، تُلام البلديات أيضًا لجهة عدم توفير كل الموارد اللازمة للمتطوعين، تسهيلًا لمهامهم.
غير أن محافظ عكار، عماد لبكي، ينفي ذلك، ويشدد لـ"المدن" على تضافر جميع الجهود المدنية مع القوى الأمنية والجيش والبلديات لإطفاء الحرائق.
ويعتبر أن تحميل البلديات المسؤولية أو حتى المحافظ، ليس بمكانه، لأن "الأمر يحتاج لجهود على مستوى الدولة والوزارات المعنية، لوجستيًا وميدانيًا وفي الخطوات الاستباقية".
ومع ذلك، لا ينكر لبكي الحجم الكبير للأضرار، وقد امتدت لبعض الأراضي الزراعي، وفقه، ويرجح اتساع نطاق الحرائق في الأيام المقبلة، وأن تبلغ ذروتها نظرًا لارتفاع حرارة الطقس. وقال "إن عكار بوضع خطير، لكن الوقت هو لإخماد النيران، ومن ثم تحديد الخسائر قبل الانتقال إلى مرحلة تحديد المسؤوليات للعمل على خطة استباقية".


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top