لم تفلح كل المفاوضات والاتصالات التي أجرتها قوى السلطة لتوحيد معركتها بوجه ائتلاف "النقابة تنتفض" وقوى التغيير في انتفاضة 17 تشرين. اليوم، أعلن ممثل تيار المستقبل ومرشّحه لمنصب نقيب المهندسين في بيروت، باسم العويني، استمراره في الترشّح، وأنه سيخوض الانتخابات "مدعوماً من التيار وجمعية متخرجي جامعة بيروت العربية واتحاد جمعيات العائلات البيروتية". وبذلك يكون في استحقاق الغد، ثلاثة مرشحين بارزين، هم العويني، عارف ياسين مرشّح 17 تشرين، وعبدو سكرية المدعوم من نقابة المقاولين.أمل تدعم العوينيفي اتصال مع "المدن"، أكد العويني أنه مستمرّ بترشّحه "وبالتوافق مع حركة أمل التي قرّرت دعمي بناءً لسيرتي الذاتية وبرنامجي الانتخابي". ويضيف العويني أنّ "أغلب الأحزاب سحبت مرشحيها، وهذه حال حزب الله والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، وقد تركت هذه الأحزاب للمهندسين حرية الخيار". وفي هذا الإطار، يقول العويني: "أتمنى على كل الزملاء التصويت على أساس البرامج الانتخابية وسير المرشّحين، في حال فزت سأبحث عن التعاون مع أعضاء مجلس النقابة من أجل تنفيذ برنامجي، وفي حال خسرت سأهنّئ الفائز وأضع برنامجي بخدمته".موقع الأحزابفي انتخابات النقيب، بات العويني مرشّح تيار المستقبل ومدعوماً من حركة أمل. بات عبدو سكرية مدعوماً بشكل غير معلن من حزب الله والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وعارف ياسين مدعوماً من قوى 17 تشرين. ومقابل دعم العويني، سيدعم تيار المستقبل مرشّح حركة أمل سلمان صبح لعضوية مجلس النقابة عن الفرع السادس. وتبقى قدرة هذه الأحزاب على تجييش قطاعاتها الهندسية وإعطاء الزخم اللازم لعملية الاقتراع، خصوصاً على جبهة سكرية، باعتبار أنه فعلياً لا يمثّل الأحزاب التي تدعمه. مع العلم أنه حتى ساعات متأخرة من مساء الجمعة، ظلّت الاتصالات قائمة في محاول لثني العويني والمستقبل عن الترشّح بهدف دعم سكرية كمرشّح أوحد في وجه "النقابة تنتفض".حملة على ياسينوكما كان متوقعاً، استمرّت الحملة الإعلامية والسياسية والإعلانية مستهدفة مرشّح "النقابة تنتفض" عارف ياسين. فبعد محاولة ذمّه بالمدنية والعلمانية، وسوق الافتراءات بأنه ينتمي إلى أحزاب مختلفة، كان جديد هذه الحملة اليوم بعنوان طائفي مذهبي بحت. فتم التداول على وسائل التواصل الاجتماعي بأنّ ياسين مدعوم من حزب الله. وجاء في رسالة التجييش أنّ "حزب الله يحارب السنة والبيارتة في منصب نقيب المهندسين ويطالب مناصريه بانتخاب المرشح الشيعي عارف ياسين". فبات تشويه صورة ياسين وصورة "النقابة تنتفض" نقطة إجماع لدى كل أحزاب السلطة. وهو ما يؤكد صوابية دعم هذا الائتلاف في وجه المنظومة الحاكمة.الواقع الانتخابيفي قراءة سريعة للواقع الانتخابي في نقابة المهندسين، يمكن القول إنّ انقسام أصوات أحزاب السلطة بين مرشحين اثنين (العويني وسكرية) يؤدي حكماً إلى إضعاف هذه الجبهة وتشتيت أصواتها. في المقابل، أعلن تجمّع "مهندسون مستقلّون" في بيانه أنه "حرصاً على توحيد جهود المعارضة في وجه أحزاب السلطة ومرشحيها في انتخابات نقابة المهندسين نوجّه دعمنا لمرشحي النقابة تنتفض لا سيما المستقلين وغير الحزبيين منهم". كما أعلن التجمّع سحب مرشحيه مع استكمال النشاط لتعزيز دور الرقابة في النقابة وتفعيل دورها المهني والوطني.
يشي كل ما سبق، بأنّ نقابة المهندسين ستكون غداً الأحد 18 تموز على موعد مع معركة طاحنة يكون فيها وزن 17 تشرين كبيراً. هذه القوى والتجمّعات والمجموعات والجبهات، تدخل المعركة موحدّة في وجه أحزاب السلطة ومرشّحيها.
مشهد انتصار قوى التغيير في نقابة المهندسين، على الأرجح، سيتكرّر. ومشهد قضم المواقع وتقليص تمثيل السلطة وسيطرتها على القطاعات والنقابات، على الأرجح، سيتكرّر أيضاً. ومشهد إسقاط السلطة، هنا وهناك، اليوم وغداً وبعده، لا بد أن يتكرّر.