حذّر سفير إيران ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية كاظم غريب آبادي من أن عدم تنفيذ اتفاقية الضمانات سيسمح للسعودية بإخفاء بعض أنشطتها النووية الخاصة من خلال إبعادها عن عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تتمتع بأدنى الصلاحيات للتحقق في البرنامج النووي للسعودية.
وقال: "رغم أن السعودية عضو بمعاهدة حظر الانتشار النووي، ولديها اتفاقية ضمانات ثنائية شاملة سارية المفعول مع الوكالة، لكنها للأسف ما زالت ترفض قبول عمليات التفتيش من قبل الوكالة رغم الطلبات المتكررة من هذه الأخيرة طوال سنوات، ولم تنفّذ التزاماتها بالسماح بقيام بعمليات التفتيش".
وأشار إلى أن "السعودية ليس لديها أي مفاعل نووي بحثي أو طاقوي لتسعى وراء إنتاج الكعكة الصفراء"، معتبراً أن "الإجراءات السرية للسعوديين في المجال النووي وعدم السماح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى منشآتهم، بالإضافة إلى أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، يثير المخاوف حول وجود برنامج سري للأسلحة النووية في هذا البلد".
ودعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تقديم تقرير بشأن ما أسماه ب "البرنامج النووي السري" السعودي، بعدما تردد مما أسمته الوكالة ببناء مصنع سعودي لإنتاج الكعكة الصفراء.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في آب/أغسطس 2020، أن السعودية شرعت في تشييد منشأة لاستخراج اليورانيوم في مدينة العلا شمال غربي البلاد بمساعدة صينية، في إطار تعزيز برنامجها النووي ذي الأغراض السلمية، وفقاً لمصادر غربية مطلعة.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن المنشأة الجديدة بُنيت بمساعدة كيانين صينيين لم يتم التعرف على هويتهما، ولا توجد معلومات إضافية متعلقة بالمنشأة، وما إذا كانت قد بدأت عملياتها. في حين قال خبراء الحد من انتشار الأسلحة النووية، إن "الموقع لا ينتهك الاتفاقات الدولية التي تُعدّ السعودية طرفاً فيها".
ولكن وزارة الطاقة السعودية نفت بشكل قاطع المعلومات الخاصة بالموقع الجغرافي، وقالت في بيان لها إن "المملكة تعاقدت مع الصينيين لاستكشاف اليورانيوم في مناطق معينة"، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وأكمل بيان وزارة الطاقة السعودية أن "البرنامج النووي السعودي يتوافق تماماً مع جميع الأُطر والقوانين الدولية المتعلقة بالطاقة النووية واستخدامها السلمي".
وفي الشهر نفسه، أرسل أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة تحذير إلى الرئيس السابق دونالد ترامب أبرزوا فيها أخطار برامج نووية وصاروخية سرية تقوم بها السعودية بمساعدة الصين.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ حذروا ترامب من أن برامج السعودية النووية والصاروخية السرية تمثل تهديداً لجهود الحد من انتشار تلك الأسلحة في المنطقة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 6 آب/أغسطس 2020، أن وكالة المخابرات الأميركية تحقق في الجهود التي تبذلها السعودية لتعزيز قدرتها على إنتاج الوقود النووي الذي يضع المملكة على أول طريق تطوير الأسلحة النووية.
وفي السياق، أبلغت الحكومة الإسرائيلية حينها إدارة ترامب قلقها من المنشأة النووية السعودية، والتي تردد أنها ستقام في الصحراء بمساعدة صينية، بحسب موقع "أكسيوس".
ونقل الموقع عن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين بارزين قولهم إن هناك مؤشرات مقلقة بشأن ما قد يفعله السعوديون.