المشهد العام على الساحة اللبنانية بات مثيراً للريبة بحسب مصدر دبلوماسي غربي، أكد لإحدى المرجعيات اللبنانية
أنه ليس مشهداً صحياً أن يقوم رئيس أكبر كتلة مسيحية، ورئيس أكبر كتلة سنيّة في البرلمان اللبناني بتسليم مفاتيح
الحل والربط لـ"الثنائي الشيعي"، وهو ما يكرس سطوة هذا الفريق على الحياة السياسية اللبنانية، فيما يدور الآخرون في
فلكه، وسط متغيّرات إقليمية تسمح لهذا الفريق بصياغة مستقبل لبنان بعدما باتت كل الأطراف مستسلمة وضعيفة، وهو أمر لا يمكن التغاضي عنه. مع العلم أن الدبلوماسي الأوروبي أقّر بأن الاتحاد الأوروبي لا يملك أدوات التأثير في ظل عدم
رغبة واشنطن في بلورة استراتيجة جديدة خاصة بلبنان، حيث لا تزال غير مكترثة بما يحدث هنا.
وقد أيضاً علم أن الرئيس الحريري عمم من الإمارات العربية المتحدة، التي سافر إليها قبل مؤتمر باسيل، الى نوابه والمسؤولين في "المستقبل" أن "لا تعلّقوا وتردوا على أي سؤال حول مؤتمر جبران باسيل". لكن نائبه مصطفى علوش ربما كان إستثناء عندما صرح لإحدى الإذاعات مؤكداً موقفاً كان سبق وأعلن مثله الحريري نفسه بأن "الرئيس عون سلم أمره لجبران".
ينتظر حزب الله شرحاً من باسيل لما قصده من طرحه تجاه السيد ليبني على الحديث وينطلق منه في محاولة حكومية
جديدة. يحتاج ما قاله لشرح مفصل ومن المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة تواصلاً للوقوف على خلفيات الموقف والبناء
عليه. ويكشف مقربون من باسيل أن الحزب والتيار في صدد تحضير مفاجآت سياسية خلال المرحلة المقبلة، ستثبت
للصديق والخصم على حد سواء أن تحالفهما السياسي طويل الأمد ولم تنته مدة صلاحيته بعد.
و من ناحية أخرى يرى الرئيس نجيب ميقاتي أن لبنان على وشك أن يفقد ثلاث ميزات كان يباهي بها طوال عقود عدة خلت، وهي القطاع المصرفي، والقطاع الإستشفائي الذي يعيش حال نزف سريع، والقطاع التعليمي والتربوي. وثمة قناعة لديه بأن لا
عودة الى لبنان الذي عرفناه منذ عام 1990 .وعليه أعيد الإعتبار أخيراً الى دعوات من نوع الفدرالية والرهان على مؤتمر تأسيسي. وفي السياق عينه، يكشف أنه التقى أخيراً "دعاة الفدرالية الذين قدموا إليه طرحاً متكاملاً وشاملاً عن أبعاد تلك الدعوة والدافع إليها. ولا يخفي أن في طيات هذا الطرح ما يلفت ويثير الإهتمام، ولكنه بادر فوراً بعد محاورته إياهم الى دعوتهم الى تغيير عنوان الطرح المحوري (الفدرالية في الجمهورية اللبنانية).