ترى أوساط سياسية مراقبة أن اللقاءين المنفصلين اللذين عقدهما الرئيس سعد الحريري مع النائبين جهاد الصمد وعدنان طرابلسي المصنفين في فئة "المعارضة السنيّة" (طرابلسي عضو في اللقاء التشاوري والصمد كان عضوا في اللقاء وانسحب منه) ... واللذين حصلا بناء على طلب الحريري الذي بادر الى الإتصال بهما ودعوتهما. هذان اللقاءان هما رد مباشر على زيارة النائب فيصل كرامي الى قصر بعبدا والحركة الناشطة التي قام بها في الآونة الأخيرة وشملت زيارة الى بكركي والى السفارة السعودية...
وفي حين خرج الصمد من اللقاء ليؤكد أنه "مع الحفاظ على الثوابت وعدم خلق أعراف جديدة من شأنها أن تمس
بصلاحية أي مؤسسة من مؤسسات الدولة اللبنانية، وخاصة مقام رئاسة الحكومة الذي نحرص عليه أشد الحرص"، رفض
طرابلسي ما قيل عن أن الحريري يهدف من خلال اللقاء معه ومع الصمد الى إنشاء إصطفاف سياسي جديد أو شد العصب السنّي أو إستمالة المعارضة السنيّة، وكشف انه لم يبحث معه في التفاصيل الحكومية، وخصوصاً في ملف تمثيل
السني الوطني في الحكومة الجديدة، مؤكداً أن الإعلان عن ترشيح عضو اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي هو شخصي وإعلامي، ولم يُبحث في اللقاء التشاوري، وأصلاً الموضوع طرح إعلامياً وليس في أوانه، على اعتبار أن الحريري لم يعتذر ولم يترك مهمته.
في المقابل، تؤكد أوساط سنيّة في 8 آذار أن الحريري يهدف الى تأكيد أنه "محتضن" من الطائفة السنيّة، وانه ليس بعيداً من المعارضة السنيّة، وبذلك رسالة موجهة الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورد على "زكزكته"
عبر "دفش" كرامي لتسويق ترشيحه الى رئاسة الحكومة في حال اعتذر الحريري. وبالتالي، لقاءات الحريري بنواب اللقاء التشاوري فردي، فيه رسالة أيضا الى كرامي الذي كان زار ايضاً السفير السعودي وليد البخاري متضامناً للتأكيد على علاقته وعمقها بالسعودية بالتزامن مع العلاقة العميقة مع سوريا وحزب الله.