انتخابات الأسد.. "اقتراع الانتصار"!
2021-05-20 15:55:56
أثبت التلفزيون الرسمي السوري "حياديته" المعتادة، خلال تغطيته للانتخابات الرئاسية التي تجري الخميس في سفارات النظام السوري في عدد من الدول، حيث تبادل المذيعون والمحللون تحية الصباح بشعار الحملة الانتخابية لبشار الأسد "صباح الأمل بالعمل"، بدلاً من "صباح الخير"، فيما تم وصف الأسد بأنه "مرشح الجمهورية العربية السورية لرئاستها".
وإن كانت السخرية من الإعلام الأسدي الذي سارع إلى نشر صور "الحشود" من أجل ممارسة الحق الدستوري في الانتخاب في مختلف دول العالم، باعتبارها واجبة وطبيعية، فإن تلك السخرية تأخذ شكلاً مختلفاً لدى بعض موالي النظام الذين ينظرون للانتخابات نفسها بنوع من السخرية لا تقل عن سخرية المعارضين منها، خصوصاً أن الخطاب الإعلامي والدبلوماسي للنظام ينشر صورة لا يمكن للموالين تصديقها عن واقع البلاد، بوصفها واحة للحريات والديموقراطية وسط صحراء من الإرهاب والقوى الرجعية الشريكة في المؤامرة الكونية، إلى جانب تقديم سوريا الأسد كبلاد تعيش رخاء ورفاهية اقتصادية رغم أن المشاكل الخدمية والمعيشية كانت طاغية في السنوات الأخيرة ووصلت إلى حد التظاهر في مناطق موالية في مقابل انتشار الطوابير والفقر الذي يعانيه 80% من السوريين على الأقل بحسب الأمم المتحدة.وأثارت قضية الاعتداءات التي تعرض لها سوريون حاولوا الوصول إلى السفارة السورية في لبنان، غضباً واستياء لدى الجانب الموالي، لم يتم توجيهها نحو اللبنانيين كما جرت العادة في خطاب عنصري متبادل بين الطرفين، بل نحو حكومة النظام السوري نفسها بوصفها حكومة لا تمثل كل السوريين. وعلت أصوات ضمن الإعلام الموالي نفسه من أجل إصدار بيان على الأقل بهذا الخصوص.وكان الإعلامي في قناة "العالم سوريا"، علاء الخطيب، أشد قسوة في انتقاداته عندما اعتبر أن الخطاب الدبلوماسي والإعلامي يركز على أفكار مثل هيبة الدولة والشعور القومي، بينما تشكل صور الاعتداءات على السوريين في لبنان مساً بتلك الأفكار تتجاهله حكومة النظام. وأكمل: "تصرفوا كدولة مع الكل وبكل زمان ومكان أو خلص بلاها قصة انو نحنا دولة ومؤسسات وكزا ومدري شو".ويحشد إعلام النظام لفكرة أن الانتخابات الحالية لا تشكل دليلاً على النصر على الإرهاب فقط، مثلما كان الحال في السنوات الماضية في أي قضية سورية، بل يتجاوز تلك الفكرة للقول أن الإرهاب والحرب الكونية لم يؤثرا في طبيعة "الدولة السورية" كدولة مؤسسات، وهو ما يمكن الدلالة عليه بتغطية قناة "ألإخبارية السورية" صباح الخميس، مع الإشارة إلى أن تغطية صحيفة "تشرين" رفعت شعار "اقتراع الانتصار".ويتجاهل الإعلام الرسمي الحديث عن اللاجئين، ويصبح كل السوريين الموجودين خارج البلاد عبارة عن مهاجرين ومغتربين، ويتم تعميم مقولات زائفة حولهم بأنهم جميعاً داعمون للدولة السورية وأنهم يشاركون بكثافة في انتخابات تثبيت شرعيتها، ويتم تعريف الدولة هنا بأنها الإطار الجغرافي والحدود والثوابت الوطنية.وكتبت صحيفة "تشرين" الحكومية: "اليوم يُهزم الأعداء مجدداً وكذلك المتآمرون، ومن أغلق السفارات ومنع إتمام هذا الاستحقاق نالته الهزيمة أيضاً حيث اليوم الانتخابي مستمر والجاليات السورية في البلدان التي لا يوجد فيها سفارات بإمكانها التوجّه نحو أقرب سفارة للاقتراع وهذا بدا جلياً على الأرض". وأكملت: "مع مضي الساعات الأولى من اليوم الانتخابي يثبت السوريون بجدارة قل نظيرها كيف يرسمون خريطة وطنهم المستقبلية بأيديهم ليدفعوا بمشاركتهم الواسعة إلى الواجهة مؤكدين أن الانتخابات الرئاسية قرار وطني جامع وتعبير عن انتمائهم للوطن وتمسكهم بالقرار السيادي وأن سورية للسوريين ولا أحد يمكنه تقرير مصيرها إلا أبناؤها والكلمة الأولى والأخيرة لهم فقط".
سيتم أخذ التفقد بس الحضور بشكل طوعي طبعًا
وكالات