ارتفعت أسعار اللحوم باضطراد، وأمعَنَ كبار التجار والمستوردين في تخزينها والإفادة من الدعم لتحقيق المكاسب. ومع كل تلويح برفع الدعم، يزيد هؤلاء من حجب اللحوم عن السوق. أما وزارة الاقتصاد، ففي خبر كان، إذ تغض النظر عن التخزين والبيع بأسعار مرتفعة، وهنا يكمن لبّ المشكلة.مع كل التقارير والتسريبات المصورة التي تظهر التلاعب بالأسعار، لم تقم وزارة الاقتصاد سوى باستعراضات توهم اللبنانيين أنها تحاول ضبط الوضع. لكن كميات كبيرة من اللحوم المستوردة بالسعر المدعوم، كانت مخبّأة في المخازن "وأفرج عنها في السوق لبيعها بسعر السوق السوداء، أي بثلاثة أضعاف السعر المدعوم"، وفق ما كشفه نقيب تجار اللحوم جوزيف الهبر، الذي أوضح في حديث صحافي أن تلك اللحوم "تنتهي صلاحيتها بعد 10 أيام فقط".
ويشير الهبر إلى أن "اللحوم المبردة يمكن تخزينها 84 يوماً في البرادات"، ولما لم يُرفَع الدعم، جرى تحريرها قبل أن تفسد. موضحاً أن "الدعم لم يستهدف المواطن اللبناني بل أفاد وصبّ في مصلحة عدد من التجار، على غرار كبار تجار اللحوم الذين لا يتجاوز عددهم العشرين تاجراً، والذين استفادوا بشكل كبير من الدعم طوال الفترة السابقة". وأكد أن "الحاوية التي كان يتمّ استيرادها والتي تحتوي على 25 طناً من اللحوم المدعومة، كان يتمّ بيع 5 أطنان فقط منها على السعر المدعوم والباقي على سعر غير مدعوم".وعن احتمال ارتفاع الأسعار بنسبة أكبر، طمأن الهبر إلى أن "أسعار اللحوم في الأسواق اليوم تتراوح بين 80 ألف ليرة و120 ألف ليرة لكليو لحم البقر، و180 ألفاً و200 ألف ليرة لكيلو الغنم، وهي لن ترتفع بنسبة أكبر بعد رفع الدعم بشكل رسمي، لأنّ السعر الحالي تمّ احتسابه على سعر الصرف في السوق السوداء. وترتفع الأسعار وتنخفض وفق سعر السوق".
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع