فتحت الفضيحة التي قام بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، بازار الاستعراض والتضامن مع المملكة العربية السعودية. فتحوّل مقرّ إقامة السفير السعودي في بيروت إلى محجّة مسؤولين وسياسيين ورجال دين لبنانيين، حضروا للتأكيد على رفض فضيحة وهبي، وعلى إدانة ما صدر عنه، وعلى عمق علاقة الأخوية بين البلدين. وفي حين كان وهبي يقدّم أوراق إعفائه من منصبه لرئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال، حوّل السفير السعودي وليد البخاري دارته إلى محطة استقبال شعبي وحزبي وسياسي. فنصب فيها خيمةً واستقبل الزوّار المتضامين على الطريقة البدوية، وفي جلسة "عربية". هذا ما أتى به فريق العهد لنفسه وللبلاد. فوصف بلدان الخليج وشعوبها بـ"البدو" لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، ويبقى أنه يعبّر عن عنصرية واضطراب الفشل، خصوصاً إن صدر عن وزير خارجية يحتّم عليه منصبه التحلّي بالدماثة واللياقة والديبلوماسية.البخاري: سرّ وعلنفي دردشة سريعة مع الإعلاميين أكد السفير السعودي على أنّ "ما أكسب المملكة احترام المجتمع الدولي، أنّ لديها لغة وخطاباً سياسياً واحداً في العلن وفي السر". وأضاف البخاري أنّ "ما يحكى عن سعي المملكة لترحيل اللبنانيين لا أساس له من الصحة".مسؤولون ووزاء سابقونوغصّت الخيمة البدوية الأنيقة في دارة البخاري بالشخصيات والوفود السياسية التي زارته. فاستقبل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، محمد فهمي، الذي قال بعد اللقاء إنّ الزيارة "للتأكيد على أنّ ما صدر في حق المملكة العربية السعودية هو كلام مدان، كما أريد أن أؤكد أن الكلام عن نينوى وتدمر والأنبار بصفتي وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال حالياً، عار من الصحة جملةً وتفصيلاً". وأضاف أنّ "المملكة هي صمام أمان للدول العربية كافة من دون استثناء، ومنها لبنان. ولا يسعني أن أنسى 300 ألف مواطن لبناني يعملون في المملكة العربية السعودية". وفي السياق نفسه، شدّد الوزير السابق مروان شربل بعد لقائه سفير البخاري على أنه "في هذه الظروف الصعبة نحن نعرف دور المملكة في تقريب وجهات النظر ومساعدة كل لبنان". وشدد على وجوب "عدم نكران فضل السعودية على لبنان، وآمل من كل الطوائف الإجماع للخروج من مشكلتنا، لأننا عزلنا كل العالم عنا بما فيها دول الخليج، والمملكة لم تخطئ أبداً في حق لبنان".نواب وساسةكما التقى البخاري النائب عبد الرحيم مراد، الذي استنكر "الاساءة للمملكة العربية السعودية. ولبنان ثروته الأساسية علاقته المميزة مع الاخوة العرب". كما قال النائب نهاد المشنوق بعد لقائه البخاري: "أتمنى عدم تكرار هذه الغيمة السوداء. ولن نسمح بتكرارها أيًّاً كانت الظروف. فهذه دار الخير والصدق والاهتمام باللبنانيين". ومن بين الشخصيات السياسية المتضامنة أيضاً، النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من كتلة اللقاء الديموقراطي. وقال جنبلاط بعد اللقاء إنّ "الإساءة للمملكة ودول الخليج مرفوضة. وأكدنا للسفير بخاري أن كلام وزير خارجية لبنان غير مسؤول ولاأخلاقي. أعربنا عن تحيتنا ومحبتنا لإخواننا في الخليج العربي". وقال النائب فؤاد المخزوني: "جئنا نعلن دعمنا المطلق للمملكة ورفضنا للكلام الذي صدر عن وزير الخارجية المستقيل، والذي نتمنى أن يعلن اليوم انسحابه من الحكومة، لأننا لا نستطيع تحمل كلامه. بالنسبة إلينا، هذه بداية الطريق. لكن هذا لا يعني أن المواقف التي أعلنت قد أصبحت خلفنا". وقال النائب بيار أبو عاصي بعد لقائه البخاري إنه " لا نستنكر كلام وهبي فقط إنما استسهال السياسيين تدمير علاقات وجسور بناها الشعبان الخليجي واللبناني"، مشيراً إلى أنّ "البعض يدمر هوية لبنان ومصلحته وعلاقته بدولة شقيقة ودول مجلس التعاون الخليجي، ووجود جبران باسيل على رأس الخارجية لدورتين واليوم وجود وهبة أضرّ بمصلحة لبنان والأمر يستأهل المحاكمة ويجب وضع الأمور في مسارها". كما زار وفد من تيار المستقبل دارة البخاري وشدد على إدانة ما حصل. مسؤولون روحيونوكان أول زوّار دارة البخاري صباح اليوم، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي شدد بعد اللقاء على أنّ "الزيارة للتضامن مع السعودية وسائر دول مجلس التعاون. هذه الدول الشقيقة التي لم تتخلّ يوما ًعن لبنان. وما صدر من كلام فيه إساءة الى المملكة ودول الخليج يسيء للبنانيين أيضاً". ولفت دريان إلى أنه "ننتظر الإجراءات الحاسمة التي يمكن أن تصحح ما صدر من إساءات في حق السعودية ودول مجلس التعاون. وعلى المسؤولين اللبنانيين الإسراع في رأب هذا الصدع". كما أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، بعد لقائه السفير السعودي على أنّ "دور المملكة العربية السعودية في دعم لبنان وصونه من الأخطار، وصونه من الخلخلة في الأمن والاستقرار في مبادراتهم الكريمة ومساعيهم الشريفة لصون هذا البلد"، مشيراً إلى استنكار ما حصل وإلى صلابة العلاقة بين لبنان ودول الخليج. كما استقبل البخاري وفداً علمائياً من طرابلس وعكار برئاسة مفتي عكارالسابق الشيخ زيد زكريا، ومفتي بعلبك الشيخ خالد صلح على رأس وفد علمائي، ووفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية.