طوال 19 عاماً عملت كندة نسلي كمذيعة في التلفزيون السوري، وظهرت هذا الأسبوع في حوار مع إذاعة "NewsTalk" الأيرلندية، أعلنت فيه أنها اضطرت للهروب من الحرب الأهلية المستمرة في بلادها منذ عشر سنوات، في أول ظهور إعلامي لها منذ سنوات.
وقالت نسلي أنها لاجئة في أيرلندا مبررة قرار مغادرتها مدينتها دمشق بأنه "من أجل أطفالها ومستقبلهم وسلامتهم ورفاهيتهم" وليس لسبب شخصي، مشيرة إلى أن أطفالها كانوا في خطر حسب تعبيرها، فيما لم تذكر في تعليقاتها النظام السوري أو رئيسه بشار الأسد، ما استوجب مجموعة من التعليقات الغاضبة من قبل ناشطين سوريين في مواقع التواصل الاجتماعي.وفيما يمكن الحديث هنا عن الجدل السوري-السوري حول من يحق له الحصول على اللجوء ومن لا يحق له ذلك، تبعاً للمواقف السياسية الشخصية، فإن قوانين اللجوء عموماً لا تتوقف عند الميول السياسية عند اتخاذ القرار، خصوصاً في حال البلاد التي تشهد صراعاً مستمراً مثل سوريا.لكن استمرار ذلك الجدل حتى اليوم لا يعني بالضرورة تعصباً ونشراً للكراهية بين السوريين أنفسهم، بل يشير إلى حالات فاقعة لشخصيات عملت مع النظام أو كانت موالية له، وفجأة باتت حاصلة على حق اللجوء الذي لا يحصل عليه الكثير من المعارضين الهاربين من إجرام النظام. ويحيل ذلك إلى نقاش على المستوى السياسي والأخلاقي، خصوصاً إن كان اللاجئون الموالون للنظام في أوروبا مثلاً، يدافعون عن مواقفهم السياسية ويروجون لها ويشيطنون اللاجئين المعارضين، كحال الناشط الأسدي كيفورك ألماسيان في برلين على سبيل المثال.وفي سردها لمبررات بشأن هجرتها، ذكرت نسلي أنها، بينما كانت تقدم شيئاً ما على الهواء مباشرة، وعاجزة عن استخدام الهاتف المحمول، سقطت قنبلة في مدرسة ابنها ما أدى إلى مقتل عدد من أصدقائه ومعلّمه. وقالت: "في مثل تلك الظروف تتوقع سقوط القنابل في كل دقيقة، لذلك اعتدنا الذهاب للاستحمام ونحن نرتدي نصف الملابس لأنك لا تريد أن يراك جارك في موقف كهذا".وتابعت نسلي التي غادرت البلاد قبل نحو 6 سنوات: "إنه نوع من الفصام.. تريد أن تعيش حياتك، تطبخ وتفعل أشياء أخرى، لكنك تتوقع الموت في كل لحظة"، معربة عن اعتقادها بأن سوريا وإيرلندا تتشابهان وتتشاركان الكثير، كما أن الشعبين يشتركان في الكثير من التاريخ.