الجراد يغزو مناطق جديدة.. أصلُهُ وفصله ومسارات انتشاره
2021-04-25 18:55:58
بعد تدخل طائرات الجيش اللبناني لمكافحة أسراب الجراد التي وصلت قبل يومين إلى منطقة عرسال، أبلغت بلديات اليوم الأحد 25 نيسان عن بدء وصول أسرابه إليها: مزرعة سجد ومحلة زغرين في الهرمل، حيث حلق الجراد على ارتفاع متوسط، مما أدى إلى حال من هلع الأهالي. وأبلغ أهالٍ من السكسكية جنوباً عن وصول الجراد إلى البلدة.
وناشدت البلديات المعنيين في وزارة الزراعة والجيش اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة التي تشهدها بلداتها.
مصادر وزارة الزراعة أكدت لـ"المدن" أن وحدات الإرشاد تتحرك في المناطق وتنسق مع البلديات لمكافحة هذه الأسراب، التي لا تشكل تهديداً بعد، موضحة أن الوضع تحت السيطرة ويتم التعامل معها وفق المطلوب.الجراد حقاً فاحذروهمن ناحيتها شرحت رئيسة مختبر الحشرات في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، زينات موسى أن موجة كبيرة من الجراد وصلت إلى سوريا وتمت مكافحتها، وأكملت طريقها إلى لبنان فظهرت في منطقة عرسال ومناطق محيطة. وانتقلت إلى مناطق أخرى بحسب اتجاه الرياح. حتى أن بعضها عاد إلى سوريا لاحقاً.
وطمأنت موسى أن أعدادها ما زالت لا تستدعي الذعر. لكن يجب عدم التساهل مع الأمر. ويجب مكافحتها بالسرعة المطلوبة. لذا طلب وزير الزراعة من الجيش استخدام طائراته لرشها بمبيدات. وأبلغت الوزارة كل مراكز الإرشاد في المناطق الطلب من البلديات والمواطنين أخذ الحيطة والحذر والإبلاغ عن أي حالة في مناطقهم، لمعالجتها في الوقت المناسب. فالجراد يغزو كل منطقة يجد فيها سبل حياته. ولا يكتفي بالمناطق الزراعية والبراري، بل يصل إلى المدن أيضاً، كما قالت.
وأكدت موسى أن لبنان لم يشهد أي موجة جراد مثل الحالية، إلا تلك التي يحكى عنها في الحرب العالمية الأولى والثانية. فقد كان المواطنون في السابق يرسلون صوراً عن تجمعات لقبابيط، لكنها لم تكن جراداً واختفت.القبوط أصل الجرادأما حالياً الأمر مختلف تماماً: أنه الجراد حقاً، وهو موجود في إفريقيا والقرن الإفريقي، وانتقل إلى اليمن وإيران منذ سنة تقريبا ومنظفة الفاو تتابعه عن كثب، ووصل إلى السعودية وسوريا منذ أكثر من أسبوع وتتم مكافحته.
وشرحت أن العوامل المناخية والطقس الحار يساعد في تكاثره. فهو في الأصل نوع من القبوط العادي ويعيش إفرادياً في البراري. لكنه يمتلك قابلية ليصبح موجات جماعية تغزو مناطق، فتجردها من كل شيء أخضر.
والأمر يتوقف على المناخ والطعام اللذين يدفعان القبوط كي يصبح جراداً في مدة قصيرة جداً. وهذا عندما يشعر القبوط أن الفرصة مؤاتية له ليحول نفسه، بفرزه مادة معينة من داخله، فتجعله جراداً يتكاثر سريعاً. ويقتات كل شيء بشراهة غير طبيعية، كتكاثره الناري في غضون أيام، بعدما يضع البيوض في التربية.
وعملياً يتحول القبوط من حال فردية ليصبح كتلاً جماعية تستدعي بعضها وتغزو المناطق. وعندما تصبح الظروف المناخية والطبيعية غير ملائمة له ينقرض، ويصبح مجرد قبابيط منفردة.
ولفتت موسى إلى أن الوزارة توصي بمكافحة الجراد. فهي بعكس موجات الخنافس السنوية التي تغزو لبنان وتنجذب في اتجاه الضوء. وجل ما تقوم به الوزارة إصدار توصية بإطفاء الأضواء لتجنب الإزعاج وعدم مكافحتها، لأنها مفيدة للطبيعة لفتكها ببعض الديدان المضرة بالمزروعات. لكن الجراد ظاهرة خطرة لأنه تأتي على كل شيء أخضر ويجب مكافحته.
Nk/وكالات