2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo احتفال مركزي لمناسبة يوم العمال في طرابلس.. وبُشرى من وزير العمل logo بِحجّة وجود مذكرة... فرنسا توقف طبيب فلسطيني - بريطاني في "شارل ديغول" logo مصر تُكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات على شمالي غزة logo "حزب الله الخليجي" يظهر في معقل أميركا العسكري... "سرايا الأشتر" الى ساحات القتال: لبيك يا علي! logo كلية الإقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة الحكمة نظمت النسخة الأولى من مسابقة ريادة الأعمال logo لِـ ايجاد السيادة البحرية... "مهدوي" تخترق خط الاستواء للمرة الأولى logo سلاح "متطور" يدخل المعركة مع اسرائيل وتحرك عسكري لفصيل ممانع... "رفح ستشعل كل الجبهات"! logo منتدى جمالي متميّز في بيروت
جنون الجمهورية.. غادة عون تفتح قضاء على حسابها!… غسان ريفي
2021-04-17 05:56:12

لم يكن ينقص لبنان الغارق في كم هائل من الأزمات والمآسي، إلا ضرب وتشويه صورة أحد آخر حصونه وهو القضاء الذي تعرض يوم أمس الى ما يشبه زلزال أظهر كل عيوبه وفي مقدمها الاستقواء السياسي على قرارات مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز.


لا يختلف إثنان على أن القضاء كالعسكر، تسري عليه قاعدة “نفذ ثم إعترض” فالجندي عندما يرفض تنفيذ أمر قائده يعاقب بالخيانة، وكذلك عندما يتسبب قاض مهما علا شأنه أو كانت دوافعه وحججه في إضعاف كيان العدالة بالتمرد على قرارات رؤسائه من المفترض أن يُتخذ بحقه الاجراءات المسلكية والعقوبات الرادعة، ولذلك كان هناك مجلسا للقضاء الأعلى، وهيئة للتفتيش القضاء من أجل مراقبة عمل القضاة حرصا على تحقيق العدالة المنشودة.


عندما تُصدر أي محكمة قرارها بحق أي شخص بالحبس، فإن هذا القرار يصبح نافذا فورا، ومن ثم يتم البحث بإمكانية الاستئناف أو الطعن أو اللجوء الى محكمة التمييز لتجديد المحاكمة وإعادة النظر في حيثيات القرار.


هذا يعني أن كل المواطنين مهما علا شأنهم يتعاطون مع القضاء على قاعدة “نفذ ثم إعترض”، لكن أن تُقدم القاضية غادة عون على فتح قضاء “قطاع خاص”، أو قضاء على “حسابها”، وتتمرد على قرار مجلس القضاء الأعلى بكف يدها وسحب الملفات القضائية منها ومنعها من إعطاء إشارات أمنية، فضلا عن إمتناعها عن المثول للتحقيق معها أمام أعلى سلطة قضائية على خلفية أدائها والشكاوى المتعددة المقدمة ضدّها والمتعلقة بمجمل نطاق عملها القضائي، فهذا يشكل سابقة خطيرة جدا في تاريخ القضاء اللبناني من شأنها أن تهدم هيكل العدالة على رؤوس الجميع.


لم تكتف القاضية عون بذلك، بل مارست عملها بشكل طبيعي ضاربة كل قرارات مجلس القضاء الأعلى بعرض الحائط، وإقتحمت مع مرافقيها ومع عدد من عناصر “متحدون” مكاتب إحدى شركات الصيرفة، لتنتقل بعد ذلك الى ممارسة “شعبوية” لا تليق بالقضاء من إلقاء الخطب الحماسية من على الشرفات، ورفع يديها لتحية الجماهير المتضامنة معها، وتأكيدها أمامهم بأنها مستمرة في كشف الفاسدين ومحاربتهم وكأنها قاضية “مقطوعة من شجرة” ليس لها مرجعية ونظام وقانون لتحديد عملها وعمل كل قاض.


ما قامت به القاضية عون لم يكن ليحصل لولا أنها تشعر بفائض قوة من الحماية التي يوفرها لها “الرئيس القوي” ميشال عون الذي يعطل التشكيلات القضائية منذ أكثر من عام كرمى لعيون ما بات يُعرف بـ”ذراعه القضائي” الذي لديه “ضوء أخضر دائم من فوق” لتصفية الحسابات مع الخصوم وإستهداف كل من يحاول أن ينغض على “الجنرال” ولايته أو يقطع الطريق على طموحات جبران باسيل الرئاسية، والأمثلة على ذلك كثيرة.


لم يعد صدفة هذا التدمير الممنهج لكل مؤسسات الدولة، وهذا الدفع القوى والمستمر للبنانيين بإتجاه جهنم التي يبدو أن القرار صدر بسوق القضاء برمته إليها، فكانت الضربة القاضية له على يد القاضية عون التي قد تكون دقّت المسمار الأخير في نعش القضاء، إذا لم يكن هناك عملية إنقاذ شاملة وفورية تبدأ من حراك وزيرة العدل ماري كلود نجم التي تعقد إجتماعا اليوم مع  رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس هيئة التفتيش القضائي والنائب العام التمييزي للبحث في معالجة هذه الفضيحة التي إنقسم حولها سياسيون بين من أدانوا القاضية عون ووصفوا ما حصل بعبارات قاسية من “جنون الجمهورية والعصفورية ونشر الغسيل الوسخ” وبين من تضامنوا معها على حساب مصلحة مؤسسة القضاء التي في حال تم إضعافها في هذه الظروف فإن لبنان سيتجه الى شريعة غاب يأكل فيها القوي الضعيف..



مواضيع ذات صلة:

  1. أليس لدى رئيس الجمهورية ″تلفزيون″ في قصر بعبدا؟!... غسان ريفي
  2. الارتطام الكبير بات وشيكا.. والمعرقلون لن يجدوا بلدا يحكموه!!... غسان ريفي
  3. فضيحة الترسيم: خرق للدستور.. أم تواطؤ لتفعيل حكومة تصريف الأعمال؟... غسان ريفي
  4. محاور وخطوط تماس وإشتباكات في كل مناطق لبنان!!... غسان ريفي


 




safir shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top