قالت حكومة النظام السوري إنها ستطرح قريباً كميات كبيرة من المشتقات النفطية في الأسواق، بعد وصول شحنة جديدة من النفط الخام إلى مرفأ طرطوس، وعودة مصفاة بانياس إلى لعمل بكامل طاقتها الانتاجية.
وكانت صحيفة "البعث" الرسمية ذكرت السبت، أن ثلاث ناقلات محملة بالنفط الخام وصلت إلى مرفأ بانياس، وأن الكميات الواردة ستغطي احتياجات السوق المحلية من البنزين والمازوت والفيول والغاز لمدة شهرين، متوقعة وصول المزيد من الشحنات خلال الفترة القادمة.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أزمة خانقة على صعيد المشتقات النفطية، ما أدى إلى سلسلة من التخفيضات في مخصصات الأفراد والمؤسسات منها، كما توقفت مصفاة حمص بشكل كامل بسبب هذه الأزمة، بينما استمرت مصفاة بانياس بالعمل على فترات متقطعة.
وبعد وصول الدفعة الجديدة من النفط، أعلن مدير عام مصفاة بانياس محمود قاسم عودة المصفاة إلى العمل بطاقة إنتاجية "ممتازة"، مما يساعد بطرح كميات أكبر من المشتقات النفطية في الأسواق المحلية، وسيلمس السوق ارتياحاً بتوفر المادة قريباً جداً، كما قال.
وتوفر مصفاة بانياس نحو 130 ألف برميل من المشتقات النفطية يومياً في حال عملت بكامل طاقتها الانتاجية، وبناء عليه، توقعت مصادر في حكومة النظام أن تشهد مخصصات البنزين وكمياتها التي توزع من خلال البطاقة الذكية ورسائلها الالكترونية بعض الحلحلة، إثر أسابيع من النقص الحاد في هذه المادة، ما أدى إلى تعطل حركة السير وتوقف جزء كبير من وسائل النقل عن العمل، الأمر الذي تسبب في ارتفاع كبير في أجور المواصلات واللجوء إلى سيارات الشحن ووسائل نقل بدائية للتخفيف من آثار الأزمة.
لكن المحلل الاقتصادي أحمد عزوز لا يتوقع أن تُحلّ ازمة الوقود في مناطق سيطرة النظام رغم التطور الأخير، بسبب سوء الإدارة والفساد وتخصيص الجزء الأكبر من المواد لصالح المجهود الحربي.
ويضيف في تصريح ل"المدن"، "نظرياً فإن عمل مصفاة بانياس بكامل طاقتها الإنتاجية يحل بالفعل الأزمة التي تفاقمت خلال الأسابيع الماضية بشكل أكبر من قبل، فاحتياجات السوق المحلية من مشتقات النفط لا تزيد عن 120 ألف برميل في اليوم، وبالتالي يجب أن يكون هناك وفرٌ ما لايقل عن عشرة آلاف برميل يومياً"، مشيراً إلى أنه "إذا صدقت تصريحات الحكومة عن استمرار تدفق الشحنات إلى سوريا، فإن هذا يعني حل المشكلة على المدى المنظور بالفعل، لكن عملياً فإن ما يجري لا يتطابق مع الأقوال".
ويرى عزوز أن الفساد والمحسوبيات في توزيع المشتقات النفطية كان أحد أسباب الأزمة المزمنة على هذا الصعيد، إلى جانب أسباب أخرى موضوعية، وهذا الأمر مستمر وسينشط المتنفذون بشكل أكبر مع توفر المواد للاستحواذ على أكبر كمية ممكنة منها على حساب المواطن العادي الذي ربما يلمس فرقاً بسيطاً لكن ليس إلى حد انتهاء الأزمة، ناهيك طبعاً عن أن معظم إنتاج مصفاة بانياس سيذهب لصالح مؤسستي الجيش والأمن كما هو معروف.
رغم وعود حكومة النظام في كل مرة باستمرار تدفق شحنات النفط الإيرانية إلى سوريا، إلا أن أزمة الوقود باتت مشكلة مزمنة تعاني منها مناطق النظام بسبب عدم توريد كميات كافية من هذه المواد بشكل منتظم، ما يجعل الكثيرين يخفضون من سقف توقعاتهم بحل مشكلة معقدة يعاني منها النظام مثل توفير المشتقات النفطية.