2025- 05 - 10   |   بحث في الموقع  
logo تصريح مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي ردًا على ما قاله الرئيس ‏‏الفرنسي logo ‏بيان صادر عن وحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله حول اجتماع لجنة المؤشر ‏ونتائجه المثبتة ‏للعدوان المستمر على عمال لبنان logo بعد المسيرة على مجدلزون.. بيان من “الصحة” logo فرنجية يحذّر من “التشطيب”: التزام اللوائح يعكس مصداقيتنا وثقتنا بأهلنا logo “حزب الله” يرد على ماكرون: مواقفه عدائية وتثير الهواجس logo أحمد فردوس يكرم الرياضيين في مهرجان حاشد في الرابطة الثقافية logo اللواء ريفي يزور مكتبه الانتخابي: نسعى لخدمة طرابلس والنهوض بها logo عصمت صالح.. نسيج طرابلس
كلمات في وداع العلاّمة محمد حسن الأمين
2021-04-11 18:55:45


هنا أبرز من ورد من كلمات فايسبوكية في وداع العلاّمة محمد حسن الأمين.
شوقي بزيع
لا ليس ما حدث لك هو الموت العادي الذي طالما ألفناه يا صديقي وسيدي محمد حسن الأمين ، بل هو ضربٌ من الاحتجاج على الحياة، بعد أن تحولت هي نفسها الى جثة. ولم يكن الكورونا سوى الوباء المخلص الذي وفر لك الذريعة الملائمة للإشاحة بوجهك عما دخل من أشلاء البلاد في طور التعفن النهائي. بلى لقد قضيت اختناقاً يا سيد الكلمات النبيل، ولكن الكورونا ليس وحده مسؤولاً عما أصابك، لأنه لم يقطف منك سوى زفرة الروح الأخيرة، ولأن التضييق عليك بدأ منذ عقود. إذ بقدر ما شكّل فكرك التنويري الوجه الأكثر نصاعة للمقاومة الحقة، بدا في الوقت ذاته نوعاً من الانحراف المحرج عن الامتثال القطيعي و"استقامة" الانغلاق.لم ينفعك بشيء أن تكون عدواً شرساً للعدو الذي أبعدك عن صيدا، قلعة نضالك الصلب، باتجاه بيروت في ثمانينيات القرن الفائت، ذلك لأن جمع سالبين في لبنان ليس سوى سالب ثالث، حيث يمكن لعدو العدو أن يكون عدواً شديد الخطورة بمعايير الطوائف الهائجة والتطهير العقائدي.
كنت، يا سيد، تدرك تمام الادراك معنى أن يكون الانسان غريباً وسط قومه وبني جلدته، وتحفظ عن رسول الله قولته الشهيرة "ولد الاسلام غريباً ويعود غريباً"، كما أنك زرت غير مرة مقام الامام الرضا الملقب بالغريب، ومع ذلك فإن من كانت لديه عفة نفسك وشفافيتك المفرطة لم يستطع، وأنى له ان يستطيع احتمال كل ذلك القدر من الغربة القسرية والتهميش غير المبرر، وصولاً الى التخوين والتسديد اللئيم الى مكان القلب.
منذ ألف عام على وجه التقريب " يا سيد، رأى جدك المتنبي بأن "بعض الموت ضرب من القتل"، بما يشبه تماماً ما حدث لك. وإذ أعلنت من جهتك، ذات قصيدة من بواكيرك "والعصر / إن الشعراء لفي خسر"، كنت تحدس بتقهقر القيم النبيلة التي تمثلها، أمام غيتوات الفتاوى المقفلة وجهنمات المذاهب "الصافية". ولعل أكثر ما آلمك وأوهن قدرتك على الصمود، هو الرحيل المبكر والمباغت للسيد هاني فحص، رفيقك الأمثل على طريق أنسنة الغيب والمغامرة التنويرية، في خيانة موصوفة ،لم تكن لتملك القدرة على استساغتها.
ثمة مقام آخر، يا سيد، للحديث عن صداقتنا الطويلة الراسخة، وعن ثقافتك الواسعة، وإصغائك المرهف الى ما يتفتح في العمق من موسيقى الأكوان وجذرها الينبوعي، وعن افتتانك المفرط بالتجليات المتباينة لجمال العالم. أما ما تبقى، فسأتركه للصورة المنشورة أدناه، حيث تتبدى في محياك وملامح وجهك القمري، كل أمارات الطهارة والرقة، والتأمل الحزين في علاقة الجمال بالموت.
نم إذن حيث تتحد أجفانك بالأعشاب وعيناك بالبرك الموسمية الصغيرة وقلبك بحصى القيعان، يا ابا علي . "نم يا إمام الانتظار الصعب فوق تراب ذاك التل / فلسوف تنهض من عظامكَ سكّةٌ / وتشقّ هذا الانهيار بنصلها الأجملْ / وتقاوم المحتل / وتقاوم المحتل ".
السيد حسن الأمين

فاجعة كبرى رحيل العلاّمة الكبير السيد محمد حسن الأمين رحمه الله. نور من لبنان والشرق أشعل قناديله ويرحل إلى الله حيث اختاره إلى جواره. الكلمات عاجزة خرساء مفجوعة حزينة..
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر.
فزعت فيه بآمالي إلى الكذبِ
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً ..
شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بيعباس بيضون
اليوم وانا اراجع الفيسبوك فوجئت بصورة السيد محمد حسن الأمين وتحتها التعازي. لم يعد ممكنا نفي الخبر ولكن بقي مع ذلك ملفتا. كنا علمنا بأن السيد اصيب بالكورونا منذ وقت، وتتبعنا من بعيد اخبار مغالبته للمرض ولما ابتعدت هذه الأخبار خلنا ذلك ايعازا بنجاته. وبشرنا انفسنا بذلك. لم نكن نتوقع ان يحمل الينا الفايسبوك خبرا كهذا. شعرنا عند ذاك اننا تركنا السيد وحيداً لصراع كنا نعرف خطره. ها هو السيد بوجهه المشرق يعود الينا، -لكن راحلا. الآن ليست اشراقة الوجه سوى جمال كنا نعهده دائما للسيد. جمال يزيده الوداع، الذي لم يتح لنا سموا. كثيرون وكثيرون جدا سيعيدون لأنفسهم قصتهم مع السيد، فالسيد من هؤلاء الذين يتركون قصة من اي شيء، من الذين ينقلون رسالة بأقل حركة وبادرة، ولن تكون هذه الرسالة اقل من بشارة او صداقة او تحية. رسالة هي ايضا قلب كامل يهدى ويتقاسم. السيد هو هذا القلب الذي تنم عنه، لا ابتسامة من الداخل فحسب، بل ايضا وجه يطل كروح وصوت يسري في الجو كنسيم من الجنة. لم يسبق وجه السيد نعي كأنما لم يجد احد في نفسه الطاقة على ان ينعاه. لقد ظل يبتسم ايضا في نعيه وكأنه ما زال يهدي قلبه وما زال يغذي المحيط ببسمته. كان الوداع هو اللحظة التي ينفصل فيها كتحية وكإشراقة واثيرية. لقد غادرنا السيد وعلمنا كيف نكون مستحقين له ولوداعه. لقد طار من بيننا ونحن الذين بقينا خارج الصورة، خارج النور الذي فاض منها، سنجد انفسنا فقط في الخارج، ولا نزال تحت الجوأئح والقساوات.يحيى جابر
هو السيد محمد حسن الأمين لفكرة أهل البيت للجميع، المناصر لنا كعشاق العلمانية وللزواج المدني والرافض بقوة للطلاق مع لبنان. الغاضب الضاحك المصغي لقصيدتنا المنثورة الفوضوية. ياسيّد كنت الشاعر بنا و كنت بيت القصيد. وداعا.
جودت فخر الدين
صداقة عميقة جمعتني بالسيد محمد حسن الأمين على مدى أكثر من أربعين سنة، قوامها الشعر والأسئلة. فهو لم يتخذ من مكانته الدينية موقعاً لتقديم الأجوبة، كما يفعل رجال الدين في معظمهم، بل كان مولعاً بطرح الأسئلة في كل مجال وفي كل مستوى... هكذا كانت القيَمُ الشعرية لديه أعلى من القيَم الأخرى على أنواعها... نخسر برحيله شاعراً وعالماً وباحثاً فذّاً.
جنى نصرالله
في نيسان من العام ١٩٩٧، اي قبل ٢٤ عاما، التقيت السيد محمد حسن الأمين في دارته في صيدا لإجراء حوار بشأن اكثر القضايا العلمية المثيرة للجدل في حينها وكانت عن الاستنساخ، نشر في محلق النهار.
عرض السيد الامين في المقابلة كما ورد في المقدمة آراءه وأفكاره الجريئة والمشاكسة والعميقة أشد العمق. والأهم انه استقبل صحافية كانت لا تزال تتلمس طريقها في المهنة. مما قاله في المقابلة: العبادة في الدين لا تعني الصلاة والصوم، بل التأمل في الكون واكتشاف اسراره
لا يمكن أن نوقف العقل بحجة ان اكتشافاته تتعارض مع صلاحيات الله سبحانه وتعالى
العلم حيادي في طبيعته، وعلى الإنسان أن يوظف هذا المصدر من مصادر الطاقة الهائلة التي اكتشفها العلم في خدمة الإنسانية وتطوريها.
ومما قاله قبل 24 عاما ينطبق على ما يجري في العالم من تعاطي مع اللقاحات الخاصة ب كوفيد: تحدثت هذه الدول عن خطورة مثل هذا الاكتشاف(المقصود استنساخ النعجة دوللي) هذه مواقف فارغة تقف وراءها دوافع تنافسية، وليست خلفيات اخلاقية(...). فالولايات المتحدة الأميركية يهمها مثلا أن تستأثر مختبراتها في تطوير هذا الاكتشاف. ذلك أن العلم قوة، ومن يمتلك وسيلة من وسائل العلم ويحتكرها ويوظفها في سرعة في مجالات اقتصادية يكون هو الفائز بها.
شربل فارس
وداعاً
سيدي محمد حسن الأمين
وشكرًا
رحل العلامة، المفتي الشاعر، المبدع في الدين والدنيا، الإمام المناضل في الصفوف الأمامية والصديق الجميل.
في وداعك اليوم، يتصدَّر تاريخ أيار ١٩٨٩ ذاكرتي. التاريخ الذي فجَّر فيه "أصوليون مجهولون" النصب الذي كان لي شرف تنفيذه في عاصمة الجنوب صيدا، بعنوان"المقاوم المجهول" تخليدًا لأبطال المقاومة الوطنية وشهداء الإجتياح الإسرائيلي....
كان من المقرر إزاحة الستار عن النصب في ٦حزيران ١٩٨٩، في الذكرى السابعة للإجتياح الإسرائيلي. لكن، وقبيل هذا التاريخ قام "الأصوليون المجهولون" بتفجيره مرتين! مما أدى إلى تدمير النصب ووقوع أضرار جسيمة في الأبنية والمؤسسات المجاورة...
وفي خِضم التوتر والاستنفار والخوف من عواقب وتداعيات التفجير والسجالات الحادة حول تحليل أو تحريم النحت في الإسلام.. طلع علينا صوتك، صوت قاضي الشرع الجعفري في صيدا السيد محمد حسن الأمين في جريدة "النهار" _ ٣١ أيار ١٩٨٩_ مستنكرًا " الإعتداء على النصب التذكاري الذي يجسد رمزًا فنيًا لمقاومة هذه المدينة ضد العدو الإسرائيلي.." ويضيف السيد الأمين:"خصوصًا أن النصب هو تعبير فني لا يتنافى مع أي من أحكام الإسلام..." وأكد السيد الأمين:" على ضرورة المحافظة على مثل هذه الإنجازات التي تشكل تعبيرًا عن بطولة هذه المدينة في وجه العدو الإسرائيلي وعملائه... ".
وعندما رحت أشكر السيد محمد حسن الأمين على موقفه المشرِّف قال لي: "لا شكر على واجب... من واجباتي الملحة اليوم الدفاع عن الثقافة والفن، فكيف إذا كان تمثالك نصبًا تذكاريًا يشكل رمزًا فنيًا لمقاومة الإحتلال... "
وكما شاء المفجِّرون تم ترحيل النصب، وأقف اليوم والدمعة في عيني وأقول: وداعاً سيدي محمد حسن الأمين وشكرا مجددًا.
اتحاد الكتّاب اللّبنانيّين

من لا يعرفه لا يعلم حجم الخسارة التي اصابت اللبنانيّين برحيله عشية شهر رمضان المبارك.
فمن عرفه عن قرب ادرك عمق رسالته الإنسانية الجامعة. فهو في الدين شيخ معمّم، وفي القانون قاضٍ عدل وشرع حنيف، وفي الأدب أديبٌ مميزٌ، وفي الخطابة سيد المنابر، وفي الشعر عذب العطاء، عميق الأثر، مبدع لصورة الجمال النقي النابع من القلب. اما في الوطنية فهو الجامع بين الّلبنانيّين جميعا، وفي العروبة داعية حضارة وانفتاح وتكامل. لم تغب فلسطين يومًا عن اهتماماته، فقد كان مقاومًا من اجل تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني وكان الصوت الصادح دعما للقضيّة الفلسطينيّة في كل المحافل والمنابر.
العلّامة السيد محمد حسن الأمين رحل عن هذه الدنيا تاركًا إرثًا عروبيًا ووطنيًا وإرثًا لا ينضب في الشعر والأدب، والأهّم انه قدّم نموذجًا للإنسان كما ينبغي ان يكون في الدوائر المتعددة التي يتحرك فيها، حيث التكامل لا التناقض بين الدائرة الأضيق والدائرة الأوسع.
تغمدّه الله بواسع رحمته، وألهم أهله وذويه ومحبيه وقادريه الصبر والسلوان.
ان اتحاد الكتّاب الّلبنانيّين، أمينًا عامًا وأعضاء هيئة اداريّة ومنتسبين، يفتقدون في رحيلك، ايها الراقي بانسانيته، سنديانة شعر وأدب، وصخرة عنفوان وكرامة.
في جنّات الخلد ايها الراحل الكبير.
بيروت في ١١/٤/٢٠٢١


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top