تحاول الولايات المتحدة دفع طرفي الحوار الكردي في سوريا نحو استئناف الحوار، عبر تجاوز الملفات الخلافية، وحالة عدم الثقة.
وفي هذا الإطار، أكد نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ديفيد براونشتاين التزام بلاده بتنفيذ أي اتفاق يتم الاتفاق عليه بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، والمجلس الوطني الكردي".
جاء ذلك، خلال اجتماع أجراه براونشتاين الجمعة، في مقر المجلس الوطني الكردي، في مدينة القامشلي، لبحث إطلاق الحوار مجدداً.
وحول ما دار في الاجتماع، يؤكد عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف الذي كان حاضراً في الاجتماع، أن المجلس طلب من المسؤول الأميركي ضمانات عديدة قبل استئناف الحوار.
ويوضح ل"المدن"، أن الضمانات تخص ضمان عدم تكرار ما حصل بحق المجلس من انتهاكات، تمثلت بحرق لبعض مقرات المجلس واعتقالات ضد أنصار المجلس، كما طالب بوقف تصريحات وحملات التخوين من الطرف الآخر، مشيراً إلى أن المجلس أكد التزامه باستمرار المفاوضات مع أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، بعد إزالة تلك العقبات القائمة، وضمان عدم تكرارها مستقبلاً.
ورداً على سؤال عن توقعه لموعد استئناف الحوار، يجيب اليوسف: "استئناف المفاوضات، أمر مرتبط إلى حد كبير بخلق أجواء الثقة، ومرتكزات بضمان ما نتوصل إليه من تفاهمات وعدم استهدافها"، ما يؤشر إلى عدم حصول المجلس على ضمانات من براونشتاين. وبهذا الخصوص يؤكد اليوسف أن "براونشتاين لم يؤكد أنه سينقل مطالبنا هذه إلى الطرف الآخر".
ويؤيد عضو الائتلاف السوري عن المجلس الوطني الكردي شلال كدو ما ذهب إليه اليوسف من غياب لأجواء الثقة بين الطرفين، ويرى في حديث ل"المدن"، أن "من السابق لأوانه تحديد موعد استئناف الحوار، في ظل هذا الوضع".
ويقول: "لا تزال هناك عقبات وملفات خلافية، ومن الواضح أن الولايات المتحدة راعية الحوار، تحاول تنقية الأجواء"، مستدركاً: "لكن المطلوب من واشنطن ضمانات واضحة لتنفيذ أي اتفاق قد يتمخض عنه الحوار".
وعلى الطرف المقابل، يلفت الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) رياض درار إلى الإصرار الواضح من الولايات المتحدة على المضي في الحوار، لأهميته لشمال شرق سوريا، وكذلك لترتيب علاقة قوى المنطقة ببقية أطياف المعارضة السورية.
ويؤكد ل"المدن"، أن الولايات المتحدة أكدت مراراً أن الحوار سيستمر بمن حضر، والطرف المتغيب يتحمل المسؤولية.
وتسببت تصريحات هجومية أدلى بها سابقاً، رئيس وفد أحزاب الوحدة الوطنية آلدار خليل ضد قوات "بيشمركة روج"، متهماً إياها بالارتزاق لتركيا، بازدياد حدة الخلاف بين الجانبين، وعلى إثرها طالب المجلس باعتذار وتوضيحات، قبل استئناف الحوار مجدداً.
ولم تُسفر الجولات السابقة من الحوار الكردي التي انطلقت في نيسان/أبريل 2020، عن تفاهم واضح، باستثناء الاتفاق على تشكيل "المرجعية السياسية العليا"، فيما بقيت الملفات الخلافية عالقة، ومنها التشاركية في مهام الحماية والدفاع، ودور "بيشمركة روج" التي يشكل المجلس الكردي المرجعية السياسية لها، والمناهج الكردية، والشراكة في الحكم، بحيث يطالب الاتحاد الديمقراطي الطرف الآخر بالانخراط في الإدارة الذاتية.
ويمكن القول إن استئناف الحوار مرتبط إلى حد كبير بمدى رعاية الولايات المتحدة للحوار، ودرجة الرعاية هذه يحددها مدى وكيفية تعاطي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الملف السوري، وهي الكيفية التي لا زالت في طريقها إلى التبلور، إذ كشفت مصادر أميركية قبل أيام، عن قرب الإعلان عن تشكيل الفريق الخاص في الملف السوري، التابع لوزارة الخارجية الأميركية.