في قداس عيد الفصح، هنأ البطريرك الماروني بشارة الراعي اللبنانيين، مشيراً إلى أنه "لو حظي لبنان بحوكمة رشيدة لما كانت الحاجة إلى المرور بالجلجلة والصلب لبلوغ القيامة والحياة". ولو أنّ كلام الراعي واضح في تحميله مسؤولية الانهيار للسياسيين، إلا أنّ عظته طغى عليها الطابع الإيماني، فتطرّق فيها إلى الواقع المحلي البائس من دون الخوض في العناوين السياسية الاعتيادية، بدءاً من تشكيل الحكومة مروراً بالمؤتمر الدولي ووصولاً إلى الحياد والسلاح غير الشرعي وغيرها من العناوين. قال: "نحيي عيد قيامة الربّ يسوع بغصّة ووجع وقلق لحالة البؤس التي وصلنا إليها بسبب سوء الأداء السياسيّ وانعدام الرشد في الحوكمة وسلبيّة الخيارات السياسيّة".أسئلة البؤسوسأل الراعي "كيف نفرح بالعيد، ونصف الشعب اللبنانيّ في حالة الجوع، ومنهم تحت مستوى الفقر؟ كيف نفرح وقوانا الحيّة من شباب خرّيجي جامعات وأطبّاء ومهندسين وذوي إختصاصات يغادرون الوطن، من دون أن ينظروا إلى الوراء؟ أيعقل أن يبدّد اللبنانيون كل تضحياتهم وشهدائهم من أجل نزوات داخليّة ومشاريع خارجية"؟ فدعا جميع اللبنانيين إلى "َوقفة ضمير وتجديد الاعتراف بلبنان وطناً نهائياً، وإلى ترجمة هذا الاعتراف بالولاء المطلق للوطن اللبناني ولدولة مستقلّة وشرعية وحرّة".قيامة لبنانوفي العظة التي ألقاها خلال ترؤسه قداس أحد القيامة في بكركي، قال الراعي إنه "ليس لدينا أدنى شكّ حيال عودة لبنان إلى الحياة"، وأضاف: "وغداً، بعد هذه المرحلةِ الصعبة، لا بدَّ للبنان من أن يُرفرف على هذا الشاطئ المتوسطيّ من حيث انطلقَت سفننا تعلّم الحرفَ وثقافة السلام والتواصل". وقال "نحن شعب لبنان، شعب افتدى كفايةً عبر تاريخه ووجوده وحريته وعزّته، نثق بالناسِ ذوي الإرادة الحسنة، بالأجيالِ الطالعة الواعدة، بالقوى الحيّة، بطاقات أهل الكفاءة والبراعة والنجاح". وختم بالإشارة إلى أنّ "المسيح قام لكي يشرك الجميع في قيامته، القيامة الروحية والاجتماعية والاقتصاديّة والوطنيّة، إنه يريد قيامة الإنسان بكلّ أبعاده، والمجتمع والوطن بكلّ مكوّناته. هذه القيامة أرادها المسيح متاحة للجميع، لمجد الله وخلاص الإنسان وخير البشريّة جمعاء".