قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إنه طالب فرنسا بموقف بناء، وعدم الانصياع للعقوبات الأميركية. وقال ظريف في تغريدة، إنه "في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الفرنسية، حث فرنسا اليوم على إبداء موقف بناء بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة في اجتماع الأسبوع المقبل في فيينا".
وأضاف "لقد دعوت فرنسا إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، والكف عن الالتزام بالعقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة".
وحثّت باريس طهران على اتخاذ موقف بناء ووقف خرق التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي خلال المحادثات المرتقبة في فيينا حول الاتفاق الموقع في 2015. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان السبت، أن الوزير جان إيف لودريان رحّب خلال اتصال بنظيره الإيراني، "بجولة المحادثات الجديدة التي ستُعقد الثلاثاء في فيينا حول الملف النووي الإيراني، وشجع إيران على تبني موقف بنّاء خلال المحادثات المقبلة".
وتابع لودريان: "دعوت إيران إلى اتخاذ موقف بناء في المشاورات القادمة التي ينبغي أن تساعد خلال الأسابيع القادمة في تحديد الخطوات الواجب اتخاذها من أجل العودة إلى تطبيق الاتفاق النووي بالكامل".
ولفت إلى أن جميع الدول الأطراف في الاتفاق النووي، والولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، مشدداً على أن فرنسا ستشارك في المشاورات بشكل براغماتي وجدي. وقال: "في ظل إبداء جميع الأطراف استعدادها لخوض هذه المباحثات بحسن نية من أجل التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، دعوت إيران إلى الامتناع عن أي مخالفات جديدة لالتزاماتها الحالية في المجال النووي، ما يهدد بتقويض ديناميكية المباحثات".
وفي السياق، وضع تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقديرات لموعد وصول إيران لامتلاك سلاح نووي. وقال التقرير إن إيران توقفت في الأشهر الأخيرة عن الالتزام بالعديد من البنود الرئيسية في الاتفاق النووي، مما قلص الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج سلاح نووي.
وفي 23 شباط/فبراير قالت إيران إنها لن تسمح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول اليومي للمنشآت النووية، وأعلنت أيضاً، أنها لن توفّر اللقطات الأمنية على مدار الساعة، لأنشطتها في الموقع.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن إيران اتخذت في كانون الثاني/يناير، واحدة من أكبر خطواتها حتى الآن، في انتهاك بنود الاتفاق النووي، حيث أعلنت أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء وصلت إلى 20 في المئة، متجاوزة بذلك النسبة المقررة في الاتفاق الذي من المفترض أن تعمل طهران بموجبه.
وتساءل التقرير عن نية إيران باستمرارها في تخصيب اليورانيوم بكميات صغيرة، وفي ظل نفيها المستمر لوجود أي نية لديها للوصول إلى سلاح نووي، مع أن اليورانيوم يستخدم في صنع الأسلحة النووية.
ومنذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي، تراكم لدى إيران مخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب يبلغ 2968 كيلوغراماً، أي أكثر من 14 ضعف الكمية المسموح بها بموجب الاتفاق النووي.
ويختلف الخبراء بخصوص الزمن المتبقي لوصول إيران إلى السلاح النووي. ونقلت "وول ستريت جورنل" عن مسؤولين غربيين أن إيران ربما تحتاج من سنتين إلى ثلاث لإنتاج رأس نووي، على افتراض عدم وجود أي تدخل خارجي قد يؤثر على العملية.
وأشار التقرير إلى رأي خبير أمني، يعتقد أن إيران قد تفجّر جهاز اختبار خلال تسعة أشهر، وتصنع سلاحاً نووياً أساسياً في غضون عام، وبعد عامين تكون قد ثبّتت رأساً نووياً على صاروخ باليستي.
وقال تقرير "وول ستريت جورنال" إن السؤال الذي لا يعلم أحد إجابته حتى الآن، هو مدى إتقان إيران بناء وتركيب رأس نووي على صاروخ. وقد أظهر الاختراق الإسرائيلي للأرشيف النووي الإيراني في عام 2018، أن طهران احتفظت بكثير من خبرتها في مجال الأسلحة النووية من برنامج أسلحتها السابق.