جرت العادة ان يمضي يوم 1 نيسان بمتّسع كبير للكذب، تنقله وسائل الاعلام وتتعاطى مع تلك الاخبار الزائفة على أنها حقائق، قبل أن ينتهي مفعولها في اليوم الثاني. لكن لم يتوقف أحد عند أشهر الكذبات التي تحولت الى حقائق، بعد فترة من الزمن.
ووثقت "الايكونوميست" الاميركية اشهر الكذبات التي تحولت الى وقائع بعد وقت، وذلك في زمن "الاخبار الكاذبة" التي تنتشر في العالم، والتي لم تترك مجالاً للكذب في هذا اليوم فقط، حيث أشارت المجلة الى الانباء الكاذبة في زمن "كورونا"، وتجربة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي كان "ينتج 21 كذبة يومياً" في إشارة الى تغريداته.وتوقفت "الايكونوميست" عند محاولة منتج برنامج "دكتور هو" في قناة "بي بي سي" في العام 1983، للتخلص من التسريبات حول برنامجه من ضمن فريقه، فأطلق كذبة حين أدرج نصّاً بعنوان "زوجة الطبيب" في لائحة الأفكار التي يريد انتاجها. كانت الملاحظة بمثابة فخّ رسمه لمسربي الاخبار من مكتبه، لكنها تحولت الى حلقة حقيقية، بعد 27 سنة حين نفذها خلفه.وفي العام 2009، أصدرت هيئة السياحة السويسرية مقطع فيديو حول عمال النظافة الذين تم توظيفهم لتنظيف جبال الألب. كانت تلك المبادرة بمثابة تخيّل فتح شهية شركة التلفريك في جبال الألب على تحويلها الى حقيقة في مرحلة لاحقة، وقدمت دورات حقيقية في تنظيف الجبال. في العام 1934، قام الطبيب النسائي روبرت ويلسون بصناعة نموذج لرقبة الوحش "لوك نيس" مع الرأس من الخشب البلاستيكي ووضعه في بحيرة لوك نيس والتقط صورة انتشرت بسرعة وسميت صورة "الجراح" ليتبين في التسعينيات ان لا وجود للوحش، وكانت الصورة مزيفة، لكن هذه الاسطورة تدرّ الآن حوالي 41 مليون جنيه إسترليني سنوياً للاقتصاد الاسكتلندي.وفي العام 2015، نصب النشطاء ضد عنف السلاح في الولايات المتحدة فخاً للراغبين بشراء الأسلحة النارية، حيث افتتحوا متجراً لبيع الأسلحة في مانهاتن، وثبّتوا كل سلاح بعلامة أنيقة تحمل تفاصيل حادثة حقيقية موثقة. لكن تلك الأسلحة لم تُستخدم في الواقع في تلك الجرائم، وكانت خدعة لتلقين حاملي الاسلحة درساً أخلاقياً.