كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن باشرت سحب جزء من عتادها من منطقة الخليج، في إطار عملية لإعادة تنظيم الوجود العسكري الأميركي تشمل أيضاً خفض عدد القوات.
وتعكس السياسة الجديدة، بحسب محللين، استراتيجية الإدارة الديمقراطية في التوجه مجدداً نحو آسيا، وهو ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائباً له.
كما يرى محللون أن هذا التوجه "يندرج ضمن المرحلة المبكرة من حراك إدارة بايدن لخفض الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، ويحتمه اليوم تصاعد الصراع الإستراتيجي مع روسيا والصين، والتطورات في بحر الصين الجنوبي، ومتطلبات تقليص كلفة الإنتشار".
وأشارت الصحيفة أن هذه الخطوة تعني أن آلافاً من القوات الأميركية قد تغادر المنطقة أيضاً، علماً أن نحو 50 ألف جندي تواجدوا فيها حتى نهاية 2020، في مقابل نحو 90 ألفاً في ذروة التوتر بين إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وإيران.
وفيما تتزامن الخطوة مع استمرار تعرضّ السعودية إلى هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة تطلقها جماعة الحوثي الموالية لإيران، وتستهدف أساساً منشآت نفطية أبرزها لشركة "أرامكو"، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن وزارة الدفاع (البنتاغون) تبحث خيارات لمساعدة السعودية تشمل مبيعات أسلحة دفاعية، وتبادل للمعلومات الاستخباراتية.
وأبلغ المسؤولون الصحيفة أنه جرى سحب 3 بطاريات صواريخ "باتريوت"، إحداها من قاعدة الأمير سلطان الجوية بمحافظة الخرج وسط السعودية، كما تم تحويل قطع عسكرية من الشرق الأوسط بينها حاملة طائرات وأنظمة رادار متطورة لتلبية الإحتياجات في مناطق أخرى.
وتوقع المسؤولون إمكان إجراء تخفيضات أخرى في المعدات قريباً، لكنه أكدوا أن واشنطن ستبقي قوات في المنطقة، إضافة الى برامج تدريب وأخرى خاصة بمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع حلفائها.
كما كشفت الصحيفة عن اقتراح لإزالة منظومة دفاع جوي صاروخية من نوع أرض جو، تُعرف باسم "ثاد" مخصصة للتصدي للصواريخ الباليستية، لكن مصادر عسكرية أكدت للصحيفة أن المنظومة ستبقى في المنطقة في الوقت الحالي. كما ستتم إعادة نشر بعض المعدات والتجهيزات العسكرية، بما في ذلك طائرات المراقبة بدون طيار، لزيادة التركيز على ما يعتبره المسؤولون "منافسين عالميين" كالصين وروسيا.
وذكر مسؤولون للصحيفة أن الانسحابات العسكرية تشكل المرحلة الأولى من جهود إدارة بايدن لتفعيل خطة تقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، بعد أن استمر وجوده عقوداً طويلة.