عادت الإصدارات الجهادية المرئية للظهور في سوريا، بعدما تناقل ناشطون سوريون في "تيليغرام" أخباراً عن إصدار مرئي بعنوان "جيل الفاتحين" نسب إلى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على مناطق واسعة شمال غربي البلاد.
ويظهر الإصدار المرئي الجديد "جانباً من تدريبات مجموعات أشبال في القوات الخاصة التابعة لتحرير الشام" حسب ما تم تناقله، ويظهر فيه أطفال يتدربون على حمل السلاح الفردي وتكتكيات عسكرية مختلفة، منها إطلاق النار الحي وتفجير قنابل صوتية. وذلك بشكل مشابه للأفلام التي كان يصدرها تنظيم "داعش" قبل سنوات عن الأطفال الذين جندهم ضمن معسكرات "أشبال الخلافة".ونفت الهيئة التي فكت ارتباطها بتنظيم "القاعدة" قبل سنوات، وحافظت على مستوى التطرف نفسه والانتهاكات لحقوق الإنسان، في تصريحات لوسائل إعلام سورية معارضة، أن يكون الفيلم صادراً عن الأذرع الإعلامية التابعة لها.وفيما انتهى الفيلم بترداد عبارات "دستورنا القرآن، سبيلنا الجهاد، قادمون يا حلب"، وهي كلمات اعتادت الجماعات الجهادية تردادها في معسكرات إعداد مقاتليها، قال مسؤول التواصل في الهيئة، تقي الدين عمر: "لا صحة لتنجيد أطفال قاصرين في صفوف هيئة تحرير الشام أو غيرها من فصائل الثورة، والمشاركة في المعارك ضد المليشيات تقتصر على الرجال القادرين والكفؤين، ويمنع منعا باتاً اقتراب من لا تتوافر فيه الشروط اللازمة". وأضاف عمر أن "صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فيديو يظهر أنشطة لشباب في مقتبل العمر، نسبته بعض الجهات لهيئة تحرير الشام مع إضافات وتحليلات لا تمتّ للحقيقة بصِلة"، مضيفاً أن الهيئة ستجري تحقيقاً حول الجهة صاحبة الفيديو.وكانت وكالة "رويترز" قالت في شباط/فبراير الماضي أن سوريا تعتبر من بين الدول الأربع الأولى عالمياً في مجال تجنيد الأطفال. كما ذكر تقرير لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، في أيار/مايو 2020، أن مختلف الأطراف العسكرية في سوريا جندت أطفالاً، لكن بنسب مختلفة، علماً أنه وفق المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل في القانون الدولي، يمنع تجنيد الأطفال في القوات المسلحة أو استخدامهم في الأعمال القتالية دون سن 18 سنة، بينما يعتبر تجنيد الأطفال دون سن 15 سنة جريمة حرب.وتخالف معلومات التقرير، المزاعم التي أوردها عمر عن عدم تجنيد الهيئة للقاصرين. حيث قال باحثو المنظمة بأنّ الهيئة قامت بتجنيد عشرات وربّما مئات الأطفال، ما دون سن الثامنة عشرة، خلال حملات تجنيد أطلقتها بالتزامن مع الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري مع حلفائها على محافظة إدلب، أواخر العام 2019 وبدايات العام 2020، فقط.وتبرز بشكل أساسي هنا حملتا "جاهد بنفسك" و"انفروا خفافاً وثقالاً"، حيث استهدفت هذه الحملات بالدرجة الأولى سكان مخيمات النازحين داخلياً بالقرب من الحدود التركية السورية، وتحديداً الأطفال، من خلال تقديم المغريات المادية.