أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس "القائمة العربية الموحدة" منصور عباس سيُلقي الخميس، كلمة يُعلن فيها نيات حزبه في شأن تشكيل الحكومة المقبلة، إثر إنتخابات الكنيست غير الحاسمة لأي من معسكري اليمين الاىسرائيلي.
وتوقّعت القناة أن تكون كلمة عباس مفصلية في خيار تشكيل الحكومة المقبلة، بعدما بات حزبه "بيضة القبان" بين المعسكرين، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلي عن مصدر في "الموحدة" أن عباس قرر دعم حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو من خارج التشكيلة، شرط عدم تولي إيتمار بن غفير من الصهيونية المتدينة منصباً وزارياً.
لكن المصدر نفسه استدرك أن موقف "الموحدة قد يتغير إذا تلقّت عروضاً أفضل، أو إذا لم تلبِّ مطالبها"، وبينها أيضاً زيادة الميزانية الخاصة بمحاربة الجريمة في المجتمع العربي، وإلغاء قانون "كامينتس" الذي يشرّع الهدم والبناء في مناطق عربية، وتغيير قانون القومية اليهودية أو تعديله، ومنح السلطات المحلية صلاحيات أوسع.
وكان لافتاً كشف موقع "واللا" الإلكتروني أن حزب "ليكود يمارس ضغوطاً على زعيمه نتنياهو للترشح لمنصب الرئيس، مع اقتراب نهاية ولاية رؤوفين ريفلين في تموز/يوليو 2021، من أجل تدارك احتمال فشله في تشكيل حكومة، ومنحه حصانة من محاكمته بمخالفات فساد جنائية خطيرة". لكن القناة 12 قالت إن "نتنياهو يرفض الترشح للرئاسة، ويُفضل أن يبقى رئيساً للحكومة".
ومع استمرار السجال داخل المعسكر المناوئ لنتنياهو حول ترشيح رئيس حزب "ييش عتيد" يائير لبيد، أو رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت لتشكيل حكومة جديدة، رجّحت القناة 12 أن يُفاجئ الرئيس ريفلين الجميع بتكليف بينيت تشكيل الحكومة في المشاورات التي ستحصل ليوم واحد الاثنين.
وأوضح ريفلين لدى تسلمه نتائج الانتخابات أنه سيدرس أي من المرشحين يملك أكبر حظوظ لتشكيل حكومة، وذلك استناداً الى قدرة ائتلافه على نيل ثقة الكنيست.
وتابع: "لم تنتهِ سنوات ولايتي السبع، وهذه المرة الخامسة التي أتسلم فيها نتائج انتخابات للكنيست، والمرة الرابعة خلال أقل من سنتين. ولا حاجة إلى وصف الوضع المعقد الذي يتواجد فيه المجتمع والسياسة الإسرائيلية. لكن آمل في أن يستمع من انتخبهم الجمهور لمطالب الشعب، وينفذوا تحالفات غير مألوفة لمعالجة التصدعات وترميم المجتمع الذي تلقى ضربة شديدة بسبب وباء كورونا، ويحتاج إلى حكومة تصادق على ميزانية الدولة، وتعمل لتفعيل الأجهزة المدنية التي تضررت، وإنقاذ مؤسسات الدولة من الجمود السياسي".
ومع ترقب مبادرة ريفلين لتكليف بينيت، دعا زعيم حزب "تكفا حدشاه" جدعون ساعر، رئيس حزب لبيد إلى "تغليب المصلحة العامة على الخاصة، والتوصية بمنح بينيت التكليف". ورد لبيد بأن حزبه "مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة لمحاولة تغيير الواقع"، ما قد يعني إمكان دعمه بينيت.
أما حزب "أزرق أبيض" الذي يرأسه بيني غانتس، فقالت مصادره: "نوشك على الاستسلام وعدم الاستمرار في التوسط بين لبيد وبينيت اللذين يواصلان التحصن في مواقفهما، ولا يوجد حالياً طرف خيط بينهما من أجل استئناف المحادثات".
وتابعت: "أبدى بينيت عدم استعداده لمناقشة أي شيء يتعلق بالمعسكر المناوئ لنتنياهو، طالما لم ينَل أي تعهد بأنه سيكون الأول في التناوب على رئاسة حكومة يشكلها هذا المعسكر. أما لبيد فيتمسك بأن يكون الأول بالتناوب في رئاسة الحكومة، بعدما حصل حزبه على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست وبفارق كبير عن يمينا، كما أن عدداً أكبر من الأحزاب ستوصي به أمام رؤوفلين".