ترخي الأزمة الاقتصادية وتفشّي وباء كورونا، الذي أجبر المدارس على الإقفال، بظلّ ثقيل فوق أكتاف اللبنانيين وخصوصاً الأطفال منهم. وأتى تفجير مرفأ بيروت وما نتج عنه من أضرار مادية ومعنوية، ليكمل المشهد المأساوي. وفي النتيجة المباشرة على الأطفال لتلك الأحداث، سجّلت منظمة اليونيسف تأثّر 1.2 مليون طفل في سن التعليم بإقفال المدارس. وفي حين يتابع هؤلاء تعليمهم عن بُعد عبر الانترنت، تشير إحصاءات اليونيسف إلى أن العديد منهم يواجه عدم كفاية أو انعدام الانترنت والتجهيزات الالكترونية اللازمة للتعلّم.أما زيادة معدلات الفقر والبطالة لدى الأسر، فأثّر على مستوى تلقّيها الخدمات الصحية والغذاء ومياه الشرب، ما حذا بدولة اليابان إلى تقديم مساعدة طارئة لأطفال لبنان، عبر دعم برامج اليونيسف بقيمة 2 مليون و225 ألف دولار، ستخصص لبرامج الصحة والصرف الصحي والنظافة الصحية في لبنان. وحسب بيان للمنظمة يوم الثلاثاء 30 آذار "ستضمن هذه المساهمة، التي تم تلقيها في وقت سابق من هذا الشهر، حصول الفتيات والفتيان والشابات الأكثر حرماناً على ممارسات صحية وتحصينية أفضل، كما وعلى مياه الشرب المأمونة، وبيئات صحية أفضل".النفايات الطبيةوفي السياق، أكدت المنظمة على أن هذا الدعم سيعزز "سلسلة الإمداد الوطنية للقاحات والمستلزمات الأساسية للتطعيم الروتيني، من خلال تقييم الإدارة الفعالة للقاحات في مرافق الرعاية الصحية الأولية المعتمدة، وتدريب القائمين على التطعيم لصالح مراكز التنسيق المعنية ببرنامج التحصين الشامل. كما ستحرص اليونيسف على إدارة النفايات الطبية واللقاحات، والتخلص منها بأمان".ومن جهته، اعتبر السفير الياباني في لبنان أوكوبو تاكيشي، أن هذه المساعدة تدل على "قناعة بلادنا الراسخة بأن المستقبل يكمن في أيدي الأطفال. وستواصل اليابان دعمهم من خلال قنوات وخطط مختلفة من أجل مستقبل أفضل للبنان". وتجدر الإشارة إلى أن المساهمات المالية اليابانية في هذا المجال، قد تخطّت قيمتها الـ35 مليون دولار.العنف الأسريوكانت اليونيسف قد لفتت النظر في تقرير سابق، إلى أن الأوضاع التي تعيشها الأسر في لبنان "رفعت معدّل العنف الأسري وآليات التكيّف السلبية بما في ذلك العنف ضد الأطفال وعمل الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي". لكن المنظمة تعمل جاهدة على التقليل من الآثار السلبية عبر برامجها التي أدّت في العام 2020 إلى "استفادة 293 ألف و270 طفلاً من الوصول العادل إلى التعليم الرسمي، و27 ألف طفل من التعليم غير الرسمي عن بعد. وإلى تلقيح 365 ألف طفل ضد مرض الحصبة وشلل الأطفال. وتلقّى 70 ألفاً من الأطفال الأكثر ضعفاً والمتأثرين بالأزمة الاقتصادية في أنحاء لبنان مساعدة نقدية، بينما يتلقى 80 ألفاً من الأطفال والأفراد الأكثر ضعفاً والمتضررين من الانفجارات تحويلات نقدية طارئة لمرة واحدة. كما أنه جرى توزيع المكملات الغذائية الأساسية على أكثر من 22 ألف طفل دون سن الخامسة".