صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب "مسألة العربي"، مؤلفته دوروثي ميتليتسكي هي أستاذة الأدب العربي بجامعة ييل، وقد اشتغل على الترجمة الدكتور شكري مجاهد، كما كتب مراجعة نقدية للكتاب الذي ينقسم إلى قسمين...
القسم الأول عنوانه: "المعرفة العلمية والفلسفية" يقع في أربعة فصول: يتناول الفصل الأول: النقل، والحروب الصليبية، والثقافة العربية في كلٍّ من صقلية وإسبانيا. ويتناول الفصل الثاني: "ذخيرة الكتب العربية في إنجلترا"، وأهم من نقلوها إلى اللاتينية في إنجلترا، وطرائق نقلها. ويقدِّم الفصل الثالث: "مذهب العرب"، وهو بإيجازٍ تقديم الخبرة والتجربة والعقل على النقل من المراجع، أو الاستشهاد بالمرجعيات أو المعلمين الأوائل. ويمهِّد الفصل الرابع إلى الدخول إلى عالم الأدب؛ إذ يتناول "أقوال العرب" في الأدب الإنجليزي الوسيط.
ويختصُّ القسم الثاني بعرض "التراث الأدبي" ومناقشته، ويضمُّ أربعة فصول أيضاً: أولها عن "المصادر العربية" التي نقلت إلى اللاتينية بأشكالٍ وعناوينَ جديدةٍ. وثانيها - وهو الفصل السادس - هو أطول فصول الكتاب حتى كاد يكون كتاباً بذاته، وهو يختصُّ بصورة العربي والمسلم في الرومانسة القروسطية، وعلاقة الرومانسة بواقع العلاقة التاريخية بين "عالم الإسلام" و"عالم المسيحية". ويُفرد الفصل السابع لواحدٍ من أهم كتب الرحلات والأسفار لشخصيةٍ خلافيةٍ وعملٍ خلافيٍّ: "رحلات السير ماندفيل وأسفاره". أما الفصل الثامن والأخير، فأقربُ إلى خلاصة الأبحاث الأكاديمية. حيث نجد حديثاً أقربَ إلى التصريح عن معنى "مسألة العربي" ومعنى الرومانسة. وأحد أهم خلاصات هذا الفصل ما جاء في آخر فقراته من أن روح القرون الوسطى "في أدنى مستويات المواجهة المسيحية مع المسلمين هي روح التعصُّب الديني والكراهية ... وفي المستوى الأعلى ... يتداخل الموضوع العربي تماماً مع العمل الأصلي، ما يكشف السعي الحثيث لاقتناص التناغم من التنافر ... [أو] "تأليف الأضداد" أو "جمع المتباينات" على أرض الثقافة الغربية نفسها".