إيران ترفض مقترحاً أميركياً..قبل تقديمه
2021-03-30 12:55:56
بعد أيام من تصريح مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن مسألة الطرف الذي يجب أن يتخذ الخطوة الأولى لإستئناف الإلتزام بالإتفاق النووي الإيراني "ليست مشكلة بالنسبة الى واشنطن"، تحدث تقرير نشرته مجلة "بوليتيكو" الأميركية عن أن إدارة الرئيس الديمقراطي "ستُظهر مرونة جديدة بهدف إطلاق محادثات مع إيران، عبر تقديم اقتراح هذا الأسبوع يُطالب طهران بوقف عمل أجهزة طرد مركزي متطورة، ووقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة والذي يسمح بصنع أسلحة نووية، في مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية".
ورفض مسؤول كبير في إدارة بايدن التعليق على الإقتراح الذي ربطت "بوليتيكو" توقيته ب"التصعيد الإيراني المتوقع في هذا الملف خلال الأسابيع المقبلة، وقرب إنطلاق موسم الانتخابات في إيران"، موضحاً استعداد واشنطن للعودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي، وانفتاحها على محاورة الشركاء الدوليين حول أفضل طريقة لتنفيذ ذلك، وبينها اتخاذ سلسلة خطوات أولية ومتبادلة".
ويقول محللون إن "مسؤولي إدارة بايدن مدركون لهذا الجدول الزمني، لكنهم عازمون على عدم السماح بأن تضعهم إيران في موقف ضعيف".
في المقابل، رفضت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة الاقتراح الأميركي الذي أوردته "بوليتيكو"، وصرحت بأن "لا حاجة لأي خطة لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي، بل إلى قرار سياسي منها لتنفيذ تعهداتها بشكل كامل وعاجل". وأبلغت البعثة وكالة "نور نيوز" الإيرانية، أن "طهران تتواصل مع شركاء الإتفاق النووي حول مواضيعه".
من جهتها، نقلت قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنكليزية، عن مسؤول إيراني بارز تأكيده أن "طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، حتى رفع كل العقوبات الأميركية"، معتبراً أن التخصيب بنسبة 20 في المئة "يتماشى مع الفقرة 36 من الاتفاق النووي".
وسبق أن رفضت طهران اقتراحاً أميركياً بتحرير مبالغ صغيرة من أصول ايرانية مجمّدة بمليارات الدولارات، مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، إذ وصفته بأنه "غير مقبول". ثم اقترحت بدورها وقف التخصيب لمدة شهر مقابل رفع الولايات المتحدة كل العقوبات المفروضة عليها، وهو ما رفضه فريق بايدن أيضاً بحجة أنه "سيُجهض فكرة بدء محادثات".
ويُشير محللون الى أن بايدن "لا يبدو في عجلة للعودة إلى اتفاق 2015، لأنه يُدرك أن الرأي العام الأميركي أكثر انشغالاً بجائحة كورونا وتحسين الاقتصاد، ويعلم أن انقسام مجلس الشيوخ بين الديمقراطيين والجمهوريين يمنحه مساحة أقل للمناورة. وهو يسعى بالتالي ببساطة إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات".
وكانت مجلة "فورين بوليسي" نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين أن مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان اقترحوا أن ترفع الإدارة الأميركية جزءاً من عقوبات كان الرئيس السابق دونالد ترامب فرضها على إيران بعد إنسحابه من الاتفاق، وذلك تمهيداً للعودة الى طاولة المفاوضات.
وكالات