بعد ما يقارب ثمانية أشهر على انطلاق المبادرة الفرنسية لحلّ الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، لا يزال التعطيل والتعنّت سيّدا المواقف بين القيادات السياسية اللبنانية. وبفعل استمرار هذا الواقع، تحرّك مجدداً وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان،تجاه لبنان. فاتّصل بكل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وخلال هذه الاتصالات، عبّر لودريان عن "أسفه للتعطيل المستمر منذ أشهر في ملف تشكيل الحكومة"، في حين يستمرّ لبنان في الانغماس أكثر في أزمة اقتصادية واجتماعية وإنسانية وسياسية حادة، وهي أزمة سياسية وشعبية تضع البلد في توتر خطير وغير ضروري".وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أعاد لودريان تحميل القوى السياسية اللبنانية مجتمعة مسؤولية الإخفاق الحاصل على مستوى الأزمة التي تعصف بالبلاد، داعياً إياهم إلى الوقف الفوري لتعطيل تشكيل الحكومة من خلال المطالب المتبادلة. وذكّر لودريان المسؤولين اللبنانيين بـ"النقاشات التي دعا إليها نظرائه الأوروبيين الأسبوع الماضي من أجل تحديد المعطّلين وممارسة الضغوط اللازمة لوقف التعطيل".وكرّر لودريان التأكيد على "وقوف فرنسا، كما دائماً، إلى جانب اللبنانيين"، مشيراً إلى أن حكومته "كانت ولا تزال مستمرة في الدعم الإنساني للبنانيين جراء انفجار مرفأ بيروت يوم 4 آب، كما أمّنت حشد الشركاء الأوروبيين والدوليين لهذا الهدف". وجدّد القول إنّ "الحل لخروج لبنان من أزمته يبدأ بتشكيل حكومة كفوءة على استعداد للعمل بجدية للصالح العام، وتنفيذ الإصلاحات التي بات الجميع يعرفها". وختم مكتب لودريان البيان بالتشديد على أنّ "المسؤولية تقع على جميع القوى السياسية اللبنانية التي التزمت أمام رئيس الجمهورية الفرنسية بتنفيذ الحلول من أجل لبنان واللبنانيين، والوزير لودريان وضع الشركاء الأوروبيين بعد 7 أشهر من تعطيل الحلول بضرورة التشدّد بالضغوط".