دخل تيار المستقبل على خط مواجهة محافظ الشمال رمزي نهرا دفاعا عن رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق الذي تعرض لسلسلة إساءات في مكتبه كانت مثار رفض وشجب من المدينة بمرجعياتها ونوابها وقياداتها وثورتها وشعبها الذين طالبوا “بكف يد المحافظ وإحالته الى التفتيش المركزي”، الأمر الذي ترك بعض علامات الاستفهام حول جدوى المؤتمر الصحافي الذي عقده التيار الأزرق في مقره في طرابلس ودعا إليه رئيس البلدية الذي سارع الى المشاركة في خطوة كان من المفترض أن تُدرس من قبله ومن قبل مستشاريه ومن قبل أعضاء المجلس البلدي الداعمين له بشكل أكبر.
في الشكل، من حق تيار المستقبل أن يتضامن مع رئيس بلدية طرابلس وأن يرفض أي ظلم تتعرض له المدينة أو البلدية التي دفعت ثمنا باهظا خلال الاحتجاجات الماضية بحرقها من قبل موتورين ومندسين.
أما في المضمون، فإن الجهود التي بذلت منذ وقوع الاشكال في مكتب المحافظ نهرا لعدم تسييس القضية أو تطييفها وإبقائها ضمن الآداء الوظيفي السيء للمحافظ الذي يجب أن يحاسب عليه بعد إجراء التحقيقات المطلوبة معه، قد ضربها المستقبل في مؤتمره بعرض الحائط، خصوصا أن هناك من قد يعمل على الاستفادة منه في تسييس القضية ووضعها ضمن إطار تصفية الحسابات بين المستقبل والتيار الوطني الحر أو ضمن الصراع القائم بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل فيضيّع حق طرابلس وحق رئيس بلديتها، علما أن الجميع يعلم بأنه خلال شهر العسل الأزرق ـ البرتقالي كانت العلاقات ممتازة بين المحافظ نهرا والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري من خلال بعض الموظفين الذين كان لديهم ولاءات مزدوجة.
لا شك في أن تيار المستقبل قد أخطأ في عقد هذا المؤتمر، خصوصا بعد الموقف الموحد لنواب طرابلس الذين يمثلون التنوع السياسي في المدينة ومن بينه المستقبل، وبعد المرور الهادئ لمشاركة منسق تيار المستقبل بسام زيادة في المؤتمر الصحافي للدكتور رياض يمق كممثل لنقيب المحامين محمد المراد الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المشاركين الذين إتهموا المستقبل بركوب الموجة البلدية بشكل غير مباشر خصوصا أن نقيب المحامين لا يحتاج الى منسق المستقبل ونقيب المهندسين في آن لتمثيله بل كان يمكن أن يرسل أي من المحامين للقيام بهذه المهمة، لكن الخطيئة جاءت من الدكتور رياض يمق الذي كان يفترض به أن يستقبل قيادة المستقبل في زيارة تضامنية الى مكتبه في البلدية لا أن يذهب الى مقر حزبي لحضور مؤتمر صحافي تضامنا معه، خصوصا بعدما تضامنت طرابلس عن بكرة أبيها معه ودافعت عنه.
وكان تيار المستقبل عقد مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم تحدث فيه المنسق العام النقيب بسام زيادة فأكد أن طرابلس ليست مكسر عصا وأن القانون لا يخضع لمزاج شخص، وسأل هل يريد المحافظ إهانة الكرامات أم يريد المساءلة الشفافة؟.
وبعد كلمة للدكتور يمق عرض فيها ما حصل معه، تحدث نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش فأكد أن رئيس البلدية هو ممثل طرابلس المنتخب، ويجب على الموظفين إحترام هذا الأمر، مشددا على “إن أحد اسباب نكبات مدينة طرابلس هو مجموعة من الموظفين الحاقدين على المدينة، ويقومون بالتصرف غير اللائق والمخرب احيانا بشكل واضح، لذا فالاشكالية الكبرى هي في شخصية من يأتي للمدينة حاملا الضغائن والدونية، والتي تشبه نوعا ما جنون العظمة، وهي وجهان لعملة واحدة، وأن محافظ الشمال أثبت انه يتمتع بهذه الصفات”.