2024- 06 - 17   |   بحث في الموقع  
logo "حزب الله يقودنا نحو التصعيد"... الجيش الإسرائيلي يُهدد بِتدمير لبنان! logo "لبنان قام على فكرة التسوية"... ابو الحسن: حافظوا على "الضمانة" في ظل العاصفة logo 3 قتلى و5 جرحى خلال الـ24 ساعة الماضية! logo لتجنب المزيد من التصعيد... هوكستين يزور تل أبيب اليوم! logo صحيفة أميركية: الحوثي يعتمد لبنان كمركز لشراء قطع المسيّرات logo الجيش الإسرائيلي يعترض هدفًا جويًا "مشبوهًا" عبر من لبنان! logo مأزق إسرائيل شمالاً: حرب مستبعدة وعودة مستحيلة للقواعد القديمة logo بايدن يقدم "المقترح الأفضل" لإنهاء الحرب على غزة!
افتتاحية النهار: أسبوع الميلاد اللبناني: معارك دائرية توسع التخبط!
2020-12-21 04:55:11

بمواجهة القلق الكبير من اتساع الانتشار الوبائي للسلالات القديمة والجديدة لفيروس كورونا، فان لبنان لا يشارك العالم فقط في التخوف من كابوس تفاقم الانتشار الوبائي، وانما يرزح أيضا تحت وطأة سلاسل أزمات متجمعة ومتزامنة ومتقاطعة عند سحق الامل في ولادة حكومة جديدة تطلق مسار إنقاذه من مصير قاتم. ولم تكن التطورات الشديدة السلبية التي طبعت عطلة نهاية الأسبوع الفائت سوى عينة معبرة عن تفجر سياسي خطير جاء غداة الغاء الزيارة الثالثة التي كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يعتزم القيام بها للبنان غدا وبعد غد بسبب إصابته بكورونا، فاذا بالتصعيد المفاجئ يعيد عقارب الساعة الى الوراء مطيحا بكل ما اثاره تحرك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من احتمالات ولو ضعيفة لتطرية الأجواء وإعادة اطلاق المشاورات والمساعي لتحريك مسار تأليف الحكومة الجديدة بما يعني ان كل هذا المسار بدا كأنه تقهقر الى مربع البدايات. والواقع ان المشهد السياسي الداخلي برمته بدا مقبلا على جولات جديدة من المعارك الدائرية السياسية التي اختلطت تعقيدات مسار تأليف الحكومة بتداعيات سائر الملفات الساخنة المفتوحة وفي مقدمها التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت الذي أدى الى شلل التحقيق راهنا في ظل الصراع السياسي القضائي. كما لم يعد ممكنا تجاهل الدلالات الناشئة حديثا لتصاعد أصوات قادة في موقع الخصومة مع العهد العوني ينادون بتنحي او استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون وهو الامر الذي، وان كان يصنف عادة في خانة التنافس التقليدي بين القيادات المارونية على طريق الرئاسة الأولى، يكتسب الان دلالات أخرى ومختلفة تتصل بواقع المعارك الدائرية الناشبة بين العهد وتياره الحزبي وزعيم التيار ووارث الرئيس عون وهذه القيادات. هذه الظاهرة أخذت تشكل نقطة اهتمام في ظل تعاقب مواقف مماثلة لكل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي نعى العهد العوني ومن ثم رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه وبعده رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اول من امس علما ان فرنجيه وجعجع ،على ما بينهما ، توافقا على موقف واحد يعتبران فيه ان على الرئيس عون التنحي. وحتى لو لم تكن لهذه المواقف من الرئيس عون مفاعيل متوقعة على الواقع السياسي المباشر، فلا يمكن القفز فوق دلالاتها السياسية والمعنوية لجهة اتساع المعارك التي يخوضها “التيار الوطني الحر” مع خصومه من جهة كما لجهة تصعيد هؤلاء الخصوم او بعضهم نوعية الضغوط المتنوعة والمختلفة على العهد وسط الاحتدام الكبير الذي بلغه المأزق الداخلي في ظل تعثر تأليف الحكومة الجديدة وانعدام افق التسويات والحلول الداخلية اقله في اللحظة الراهنة. وارخت جولة السجالات الحادة التي اشتعلت بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” السبت بشكوك عميقة وكثيفة على المسعى الذي باشره البطريرك الراعي ولو ان الأخير تمسك بالمضي بمسعاه وقرر عدم التراجع عنه. وفاجأت حدة السجالات بين الفريقين المراقبين والاوساط السياسية اذ كشف انفجار السجال الجوانب الاساسية من مجريات ازمة تأليف الحكومة المتعلقة بصراع مباشر بين “التيار الوطني الحر” ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بما يثبت الشراكة الكاملة بل التدخل الأساسي للتيار ورئيسه جبران باسيل في مجريات عملية تأليف الحكومة خلافا لكل ما يصدر عن التيار والعهد لنفي هذا الواقع. وبرز هذا البعد بقوة في السجال الدستوري والسياسي الذي خاضه الفريقان من جهة كما في الوقائع التي تكشفت عقب زيارة باسيل لبكركي الجمعة الماضي بعد زيارة البطريرك لبعبدا بحيث بات واضحا ان طريق الحلحلة او زيادة التعقيد تمر بالتيار العوني اسوة بمرورها في بعبدا بالذات. كما ان ثمة من اعتبر ان حدة الهجوم الذي باشرته الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر قبل ظهر السبت على الحريري وتسببت عبره بفتح جولة السجالات العنيفة إنما كانت انعكاسا ضمنيا للانزعاج من مواقف للبطريرك بدا فيها مرتاحا او مقتنعا بامور اطلع عليها من الحريري وتصب في خانة دعم تشكيلته الحكومية . ومع ذلك تواصلت المحاولات لتوظيف المسعى البطريركي في إيجاد ثغرة في جدار التصعيد والتعقيدات علما ان الأيام الأخيرة أظهرت ان مداولات جديدة طرأت على موضوع توزيع الحقائب الوزارية في التشكيلة الحكومية الجديدة. وذكر ان من العقد الجديدة التي برزت ان الفريق الرئاسي وافق فعلا على التخلي عن الثلث المعطل ولكن في مقابل حصوله على حقيبتي الداخلية والعدل بالإضافة الى حقيبة الدفاع وان الرئيس الحريري رفض هذا الطرح لانه يحصر أولا الحقائب الأمنية كلها مع فريق واحد ومن ثم لان ذلك يعني تسييس التركيبة الحكومية وإسقاط طابع الاختصاصيين غير المنتمين الى أي فريق سياسي او حزبي.

ومع ذلك بدت زيارة النائب ابراهيم كنعان امس لبكركي بناء على دعوة البطريرك الراعي انعكاسا لمضي البطريرك في مسعاه وسط الاتجاه الى عقد اجتماع جديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري قبل عيد الميلاد غدا الثلثاء للبحث مجددا في المخارج الممكنة من المأزق .

كنعان وقزي

وقال النائب ابرهيم كنعان لـ”النهار” ان البطريرك الراعي حرك الركود الذي ساد ملف التاليف وسعى الى وقف السجالات منطلقاً لاعادة البحث الجدي في الملف الحكومي. واعتبر ان ما نقله البطريرك عن الرئيس عون انه لا يطلب الثلث المعطل دقيق تماما، اما مطالبة “التيار الوطني الحر” بحصص وحقائب تبقى مداولات اعلامية غير رسمية لان احداً لم يبحث في الملف مع قيادة التيار. واذ اكد ان الرئيس عون لم يوفد رئيس “التيار” الى بكركي، بل ان باسيل وكنعان لبيا دعوة البطريرك لتوسعة مروحة المشاورات، ودفع عملية التاليف قدما. واكد كنعان لـ”النهار” ان الرئيس عون مستعجل الحكومة اكثر من غيره “لكن ضمن الثوابت التي حددها الدستور انطلاقا من كونه شريكا اساسيا وليس ساعي بريد”. وتابع ان المبادرة الفرنسية هي “كل متكامل ولا تؤخذ بالقطعة”. وابدى تفاؤله باللقاء الذي سيجمع الرئيس عون بالرئيس سعد الحريري، بمبادرة من الاول، اليوم او غدا، للخروج باتفاق واخراج للحكومة، وختم “ان المسار الذي خلقه البطريرك مهم”.

كذلك اكد الوزير السابق سجعان قزي، مستشار البطريرك الماروني، لـ”النهار” ان البطريرك الراعي ماض في مسعاه لخير البلد، وهو لن يتراجع، لانه كما قال في عظته، لم يجد اسبابا جوهرية تمنع الاتفاق على التشكيلة، الا اللهم اذا كانت لدى البعض حسابات خارجية واقليمية تفرض نفسها. واعتبر ان اللقاء المتوقع غدا الثلثاء جاء بناء لتمن مباشر من الراعي للفريقين، لانه يرى في اللقاء فرصة اخيرة لاعلان الحكومة قبل اخر السنة الجارية. واعتبر ان الخلافات القائمة لا تقارب واقع السعي الى حكومة اختصاصيين مستقلين، بل يبدو الصراع سياسيا بامتياز. وختم ان البطريرك متخوف من مشهد الانحلال، والانهيار الذي يصيب الدولة تدريجا، وهو يقوم بواجبه الضميري والاخلاقي والوطني.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top