لا تزال مؤشرات الموضوع الحكومي ضبابية تتجاذبه الأجواء الإيجابية والسلبية، وهو ما بدا أيضا من أجواء بيت الوسط التي قالت أوساطه لـ “الأنباء الإلكترونية” إن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يحسم نهائيا بعد حمل تشكيلته لعرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون، وربما يبقى الامر الى منتصف الأسبوع المقبل إذا ما سارت الأمور في الإتجاه السليم. وقالت الأوساط إنه في حال لم يلمس الحريري أي تطور إيجابي، فإن تشكيل الحكومة سيبقى مجمداً الى ما بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المقررة في العشرين من هذا الشهر.
عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم استبعد زيارة قريبة للرئيس الحريري الى قصر بعبدا “لأن لا مؤشرات إيجابية لتشكيل الحكومة، فتشكيلها على ما يبدو أصبح أمرا خارجيا مرتبطا بالتطورات الإقليمية، وبالملف النووي الإيراني”. وأضاف: “إذا كان ثمة حلحلة في هذا الملف ستؤدي حتما الى حلحلة في الملف الحكومي، وإذا بقيت الأمور على حالها سيبقى موضوع الحكومة معلقا حتى نضوج التسوية”.
وإذ أمل ان تساعد زيارة ماكرون على حل الموضوع الحكومي، رأى نجم أن “الدخول الأميركي على خط التطورات الإقليمية قد لا يسهل مهمة الرئيس الفرنسي، لأن أهل الحل والربط يفضلون إهداء موقفهم الى الجانب الأميركي وليس الى ماكرون، لأن أميركا برأيهم هي من تحدد سياسة المنطقة”.
واعتبر نجم ان “فريق الحكم لا يريد تشكيل الحكومة لأنها قد تستمر حتى نهاية العهد، إذ يفضل الفراغ على وجود حكومة برئاسة الحريري، وأن إجتماعات المجلس الأعلى للدفاع وإصدار الأوامر الى الحكومة المستقيلة يؤشر الى ذلك”.
وفي المقابل عبّرت مصادر عين التينة عن أملها في أن يحمل هذا الأسبوع أجواء حلحلة في الملف الحكومي، لكنها أكدت أن لا معطيات لديها حول هذا الموضوع لأن التباينات في وجهات النظر كبيرة ومتباعدة. وأشارت مصادر عين التينة الى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى إتصالات وأخذ وعوداً بتجاوز العقد، لكن يبدو أنها لم تحل وهو الذي أخر التشكيل”.