2024- 05 - 04   |   بحث في الموقع  
logo "بعد الحرب"... إسرائيل تدرس تقاسم السلطة في غزة مع دول عربية! logo تقرير يكشف: قطر مستعدة لطرد قادة حماس من الدوحة logo "قتلى ومفقودون"... الفيضانات تجتاح البرازيل (فيديو) logo الكشف عن خطة نتنياهو لـ"غزة 2035" logo تفاصيل شهادة أول مسؤولة سابقة من دائرة ترمب المقربة logo بلينكن يحذّر من "اجتياح رفح" logo للموافقة على "الإتفاق"... مهلةٌ من إسرائيل لحماس logo "70 راكباً بحالة صحية غريبة"... هبوط اضطراري لطائرة ألمانية
المونة تدقّ أبواب اللبنانيين… تراث لا يعرف الزّوال!
2020-11-13 06:25:08

بعدما كانت «المونة» اللّبنانية تصارع من اجل البقاء باتت اليوم تظهر إلى الواجهة من جديد. هذه العادات الغذائية التقليدية في لبنان كانت في دائرة خطر الزوال نظراً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ونمط الاستهلاك التي شهدها المجتمع اللبناني. لكنّ تقليد تجميع المونة لفصل الشتاء عاد في ظلّ انقطاع الخبز تارّةً وفقدان بعض المواد الأوليّة تارّةً أخرى. بات اللبناني في ظلّ تلك العوامل يتحصّن غذائيّاً تحسّباً لأي طارئ. الأوضاع الاقتصادية عاملٌ آخر جعل من تجميع المونة امراً ملحّاً هذه السنة، نظراً لغلاء أسعار السلع الغذائية، فبات تحضيرها في المنزل «أوفر وأنضف». امّا البعض الآخر فباتت المونة مصدر رزقه.


كيف عادت المونة ودقّت أبواب اللبنانيين؟ هل من عوامل نفسية دفعتهم الى معاودة تخزينها؟ وكيف أصبحت المونة «trend» على وسائل التّواصل الاجتماعي؟

2020 قلبت معايير كثيرة، سياسية، اقتصادية واجتماعية للأسوأ. لكنّها في الوقت عينه قلبت المعايير الغذائية، فبات للوضع الاقتصادي السيئ في لبنان حسنات، اذ عاود اللبنانيون التمسك بعادات وتقاليد أجدادهم.

المونة من الأجداد للأحفاد

اعتادت «امّ سمير»مع بدء فصل الصيف ان تبدأ بتحضير المونة لعائلتها من كشك، كبيس، مربّيات، أجبان، البان، زيت وزيتون وغيرها من الأصناف التي تعتبر بحسب ام سمير أساس المائدة اللبنانية. «المونة بركة بكلّ بيت» هذا التعبير الذي تصرّ ام سمير على ترديده، فبحسب السيدة التي تهوى المونة والحفاظ على العادات: «قبل هذه السنة وما رافقها من أوضاع اقتصادية، كان احفادي يصرّون على ان لا أُحضّر المونة معتبرين ما أقوم به عذاباً لا جدوى منه. لكن هذه السنة انقلبت المقاييس، اذ عندما سمعنا عن انقطاع الخبز من الأسواق بدأ معظم الناس بالهلع، لكن كنت محصّنة اذ وضّبت الطحين، الذرة وكل المونة». امّا عن احفادها فباتوا اليوم يساعدونها، اذ بدأوا من شهر أيلول بمساعدتها لتحضير المربّيات وباتوا يتعلّمون على يد جدّتهم أساس تحضيرها. امّ سمير بدأت ببيع بعض المونة التي تحضّرها وتساعد اهل البيت في المصاريف رغم انّ الأسعار لديها ازدادت «أحاول قدرالإمكان مسايرة الزبائن لكن مع ارتفاع الأسعار اضطررت ان أرفع أسعاري بعض الشيء، لكن من يحضر لي «زجاجيّاته» و«مراطبينه» أحاول قدر الأمكان مسايرته». وأضافت: «اشعر بفرح كبير عند مساندة عائلتي بالمصروف».

عاملٌ نفسيٌّ لتحضير المونة؟

«مونة الشتا متل القرش الأبيض، بتخبّي لليوم الأسود»، مثلٌ ينطبقُ في تلك الحالة، إذ تشرح المعالجة النفسية مارينور فرح ان عاملاً نفسياً يجعل من تحضير المونة امراً ضروريّاً، خصوصًا لدى السيدات الكبيرات سنّاً، اذ يحاولون التحصّن من أي ظرف او أي امر طارئ بإمكانه ان يكون عاملاً مناخياً، كالثلج والامتناع عن الخروج من المنزل، او انقطاع مواد كما شهدنا هذا العام. او يدفعهم الخوف والشعور بالقلق من تكرار الحرب التي مرّوا بها ودفعت معظم اللبنانيين آنذاك بالاكتفاء بما لديهم أو ينتظرون بطوابير امام الافران من أجل ربطة خبز. فتلك الأسباب تُضاف في بعض الأحيان لحبّ تحضير المونة، العادات والأكل النظيف.

المونة اللبنانية «Trend»على وسائل التواصل

اعتدنا المحال الإلكترونيّة والتسوّق الإلكتروني المتعارف عليه، لكن ما لم يكن بالحسبان مع تغيّر نمط العيش ان تصبح المونة «trending». يكفي أن تضع كلمة «مونة» في اللغة العربيّة او الأجنبيّة لتنهمر الحسابات على وسائل التواصل الإجتماعي، من عكّار، الجنوب، البقاع ومختلف القرى والبلدات اللبنانيّة. وفي معظم الحالات تكون الحسابات لأفراد عائلة بدأت الاستثمار وبيع منتجـاتها. تواصلـنا مع مونة «امّ الياس» وهو حسابٌ لتسويق مونة تقوم عائلة بتحضيرها. بدأت عام 2011 بهذا العمل واستمرّت حتى اليوم بفضل وسائل التواصل الإجتماعي ما زاد بشكـلٍ كبـير المبيعـات، فبات تحضير المونـة امراً مربـحاً ومـصدر دخل أساسـياً للعـائلـة. العـمل يتـوزّع بالتـساوي على أفـراد العائلة، منـهم من يعـمل بالـزراعـة، البعض الآخر يحضّر المونة، البعض يهتمّ بصفحات وسائل التواصل الإجتماعي، وتتوزّع الأدوار عليهم لإرسـال طلبات زبائن «وسائل التواصل» إلى بيوتهم.

من عاداتٍ متوارثة لدى القرويين اللبنانيين، إلى مصدرٍغذائي نظيفٍ، صحّيٍّ لجميع اللبنانيين. عادة اقتناء المونة الشتوية تراثٌ لبناني تناقلته الأجيال بات اليوم في ظلّ ظروف البلد، يفرض نفسه من جديد ويقولُ لكلِّ لبنانيٍّ «موّن لعيالك وشيل الهم عن بالك».




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top