2024- 05 - 06   |   بحث في الموقع  
logo إسرائيل تهاجم"يونيسف"بسبب تقريرها عن معاناة سكان جنوب لبنان logo دليل الأمان الرقمي: كيف تحمي أطفالك في عالم الإنترنت logo لبنان كـ"حالة إنسانية".. والانقسام قد ينقلب تمرّداً على "الحزب" logo سرقة بقوة السلاح في طرابلس.. إليكم التفاصيل logo جريح بالرصاص في طرابلس.. ماذا جرى؟ logo انجاز لبناني جديد.. راي باسيل تحرز ميدالية ذهبية في بطولة العالم للرماية logo "وصمة عار "... رسالة من الحجار لميقاتي! logo "فنان العرب" يُعلن إصابته بالسرطان!
وفاة خبيرة التجميل لتسعة رؤساء أميركيين.. من هي ليليان براون؟
2020-10-01 10:25:13

استدعيت فنانة تجميل الرؤساء لزمن طويل، ليليان براون، إلى البيت الأبيض على وجه السرعة في 8 (آب) 1974، حيث رأت الرئيس ريتشارد نيكسون وقد انهمر في البكاء.


كانت فضيحة «ووترغيت» قد غمرت الرئيس الأميركي الذي كان على وشك الظهور على شاشة التلفزيون الوطني والإعلان عن استقالته، وكانت تعلم أن مكياجه سيسيل على وجهه إن لم يتوقف عن البكاء.

تتذكر براون بعد سنوات قائلة إنه «كان في حالة سيئة. كان أمامنا ست دقائق قبل أن يظهر على الهواء وفكرت: ماذا يمكنني أن أفعل لهذا الرجل؟».

حاولت براون أن تستدعي روح الفكاهة وذكّرته بموقف حدث أثناء أحد أعياد الميلاد عندما اصطدم كلبه الآيرلندي «كينغ تيماهو» بشجرة الكريسماس وتسبب بتساقط الحلي المعلقة عليها واضطرت براون إلى اصطحاب الكلب إلى الحمام لإبعاده عن الشجرة، وكما يحدث في الأفلام الكوميدية انتهى الأمر بوجود نيكسون مع براون والكلب في الحمام بعد أن أوصد رجال الخدمة السرية الباب عليهم. هنا انفجر نيكسون في الضحك، ليسهل مهمة براون التي شرعت في وضع الماكياج تمهيدا لظهوره أمام الكاميرات.

قبل وقت طويل من وجود مستشارين إعلاميين باهظي الأجر يتولون تدريب النخبة السياسية، كانت هناك ليليان براون، الفتاة الريفية ذات الحس العالي القادمة من أوهايو. وضعت براون الماكياج لتسعة رؤساء بدءا من دوايت دي آيزنهاور وانتهاء ببيل كلينتون، لكن عملها كان أكثر بكثير من وضع المساحيق على الوجوه، فكثيرا ما قدمت النصح حول الحديث والملابس وأفضل زوايا التصوير.

كانت براون كثيرا ما تنقل مزهريات الزهور إلى مواقع تناسب الإطار التلفزيوني في مكان التصوير، وتضع الخطوط تحت الكلمات المهمة التي يتعين على الرئيس التركيز عليها عند قراءته خطاباته التلفزيونية، وكثيرا ما ساعدت في تهدئة أعصابه قبل اللحظات المهمة. ولذلك لم تكن خبيرة تجميل فحسب، بل خبيرة بطريقة العرض.

قالت براون في مقابلة جرت عام 2010 في «نادي الصحافة الوطني» بواشنطن: «لم أكن أعرف أي شيء عن المكياج. لكن يمكنني النظر إلى الشاشة والنظر إلى الشخص ومعرفة ما يجب القيام به. كنت أذهب للتو إلى الصيدلية وأشتري أي شيء أحتاجه».

توفيت براون، صاحبة اللمحات المؤثرة من وراء الكواليس طوال حياتها، في 13 (أيلول) في منزلها الكائن في منزل رقم 1600 شارع بنسلفانيا، بمنطقة «ماكلين» بولاية فيرجينيا عن عمر ناهز 106 أعوام بعد إصابتها بجلطة، بحسب ابنتها القس كارلا براون جوريل.

جاءت براون كمستشارة شاملة ومستشارة تصوير بمحض الصدفة. فقد تصادف أن وجدت بنفس الكنيسة وقت زيارة آيزنهاور في الخمسينات من القرن الماضي، وهنا بدأ تفكيرها في الرؤساء وكنائسهم، وبالفعل كتبت مسلسلا تلفزيونيا حول هذا الموضوع.

كان ذلك سببا في أن تصبح مقدمة برنامج تلفزيوني محلي، وشاركت في برنامج «فيس ذا نيشن»، على قناة «سي بي إس نيوز». في أحد الأيام، جاء إليها منتج على شبكة «سي بي إس»، ولاحظ أن براون كانت تضع المكياج على وجوه ضيوفها، حتى الرجال، وقال: «ضيوفك يبدون رائعين وأنا أبدو فظيعاً»، وتعاقد معها لتضع الماكياج على وجوه الضيوف مقابل 19 دولاراً لكل جلسة.

كان أول عميل لها في البرنامج هو المتحدث باسم مجلس النواب سام رايبورن الذي كان يعتقد أن المكياج كان للمخنثين، لكن المنتجين كانوا قلقين من رأسه، حيث كان أصلع، أنها قد تلمع تحت الأضواء. أخبروا براون أنه كان عليها إقناعه بالسماح لها بأداء طقوس سحرها.

وبحسب كلمة لها عام 2009 في واشنطن، قالت براون، فكرت في الأمر لبرهة، ثم قالت له: «سيد سام، إذا سمحت لي بمسح أنفك، فلن أؤثر على رجولتك»، لتجعل الضيف ينفجر في الضحك والقهقهة بصوت عال ويطلب منها أن تبدأ في عملها قائلا: «تفضلي يا عزيزتي».

عملت براون في مجال التجميل طيلة 40 عاماً في مكتب قناة «سي بي إس» في واشنطن حيث التقت العديد من الشخصيات المؤثرة التي ظهرت في برنامج «فيس ذا نيشن»، وكان من بين عملائها صحافيو التلفزيون والتر كرونكايت، وإريك سيفريد وكذلك إليانور روزفلت بعد خروجها من البيت الأبيض، ومارتن لوثر كينغ جونيور.

غالباً ما كان أولئك الذين أصبحوا رؤساء يتواصلون معها للحضور إلى البيت الأبيض قبل الظهور التلفزيوني. وذكرت براون أن جون كينيدي ربما بدا وكأنه طبيعي على التلفزيون، لكن ذلك تطلب الكثير من العمل من أجله، مضيفة «لقد دفعنا إلى الجنون» بأسئلته المستمرة مثل ما إذا كان يجب عليه وضع ساق على أخرى، وما إذا كان يجب أن يأخذ دروساً في الإلقاء. وأشارت إلى أنه اتبع نصيحتها وحضر ورشة عمل في مدينة نيويورك حول الظهور التلفزيوني.

وفي تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» عام 1994 قالت براون: «لقد أراد أن يفهم ما فعلته به الكاميرات والأضواء والعدسات. كان يسير خلف الكاميرات ويسأل التقنيين، «كيف تخلط الصوت؟ لماذا لديك هذا الضوء هناك؟»، مضيفة أنه كان أول رئيس يفهم عبارة «الكاميرا جاهزة».

لقد فهمت براون أكثر بكثير مما فهمه عامة الناس في ذلك الوقت. فقد فهمت مقدار الألم الجسدي الذي يشعر به الرئيس، وذكرت أنها كانت تشعر بالدعامات على ظهره عندما تشرع في تعديل سترته.

كما أنها كانت خبيرة الماكياج للعديد من السيدات الأوائل مثل جاكلين كينيدي التي كان من الممكن أن تعتمد على فناني الماكياج الأكثر تطوراً في العالم، لكنها اختارت براون لإعداد مكياجها خلال جولتها التلفزيونية الشهيرة في البيت الأبيض بعد أن أعيد تجديده عام 1962. استطردت أن رونالد ونانسي ريغان، القادمين من هوليوود، يعرفان كل شيء عن المكياج وأحباه كثيرا، لكن منتجي التلفزيون اعتقدوا في كثير من الأحيان أن الرئيس كان يصل إلى موقع التصوير وقد وضع مساحيق بشكل مبالغ فيه، وكانوا يوجهون براون قبل وقت البث مباشرة لإزالتها».

كانت براون تتوجه إلى البيت الأبيض بمجرد تلقيها لاتصال هاتفي ومعها علب المساحيق وكريمات لتخفيف البقع، وكريم الأساس السائل، والمناديل الورقية. تضمنت حقيبتها أيضاً ربطة عنق داكنة (في حال كان الرئيس يرتدي واحدة قد تتلألأ على شاشة التلفزيون) وزوجاً من الجوارب السوداء العالية (في حال كان يرتدي أقصر، فهي لم تكن تريده أن يعقد ساقيه ويكشفها عارية).

الجدير بالذكر أن قواعدها الأساسية للون الزي لا تزال سارية حتى اليوم. فهي دائما ما تنصح بتجنب ارتداء اللون الأحمر لأنه يطغى على الشاشة، وتجنب اللون الأبيض لأنه يجعل من يرتديه يبدو أكثر بدانة، وكانت تنصح بتجنب الملابس التي تحمل طباعة أو خطوطا. وكانت تفضل اللون الأزرق الغامق والرمادي، فهي لم تكن تريد الملابس أن تشتت الانتباه عن الشخص نفسه، وأرادت أن يبدو الشخص طبيعياً.

في تصريح لصحيفة «ذا تايمز»، قالت براون: «على عكس فناني الماكياج الذين يرغبون في جعل الشخص يبدو ساحراً قدر الإمكان، فإن هدفي هو جعل الناس يشبهون أنفسهم تماماً».

– خدمة «نيويورك تايمز»




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top