وتتولى جين فريزر، الرئيسة الحالية لقسم المستهلك العالمي في سيتي غروب، منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة خلفا لمايكل كوربات الذي يتقاعد في شباط المقبل.
ويغادر كوربات منصبه بعد 37 سنة قضاها في البنك العالمي، من بينها ثمانية سنوات قضاها في رئاسة المؤسسة.
ويأتي ذلك وسط ضغوط يتعرض لها عالم المال في الولايات المتحدة، الذي يسيطر على قياداته الرجال، في اتجاه تنويع المناصب القيادية.
وتعمل أسكتلندية المولد فريزر لدى سيتي غروب منذ 16 سنة. وتولت منصبها الحالي، الذي يتضمن الإشراف على أعمال المجموعة في 19 دولة، عام 2019 بعد سنوات قضتها في رئاسة قسم أمريكا اللاتينية بالبنك.
وكونها من النجوم الصاعدة بين قيادات وول ستريت، كانت هناك توقعات بأن تتولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة مالية أمريكية عملاقة أخرى هي ويلز فارغو.
وقال جون دوغان، رئيس مجلس إدارة سيت غروب، إن فريزر سوف تأخذ البنك إلى “المستوى التالي”.
وأضاف: “لديها خبرة عميقة في جميع القطاعات العمل والمناطق التي يعمل بها البنك، ولدينا ثقة كبيرة بها”.
وعين بنك أسكتلندا الملكي أليسون روز مديرة تنفيذية للبنك العام الماضي لتكون المرأة الأولى التي تتولى رئاسة أحد الأربعة الكبار في عالم البنوك في المملكة المتحدة.
وحتى 2019، كان عدد القيادات النسائية في المناصب العليا في الشركات الأمريكية الكبرى المدرجة في مؤشر ستانداردز آند بورس 500 لبورصة نيويورك 39 امرأة فقط، ولكن دون أن تتولى أي منهن الرئاسة التنفيذية لأحد البنوك الأمريكية الكبرى.
ووجه الكونغرس الأمريكي في جلسة استماع انعقدت العام الماضي أسئلة لرؤساء أكبر سبعة بنوك أمريكية، من بينهم رئيس سيتي غروب مايكل كوربات، عن غياب التنوع في قيادات القطاع المصرفي.
ولدى سؤال مديري المصارف الكبرى في القطاع عما إذا كانوا يفضلون أن يخلفهم في مناصبهم امرأة أو شخص من لون آخر، لم تأت إجابة أي منهم بـ”نعم”.
وتولت فريزر المسؤوليات التي تنطوي على أكبر قدر من المتاعب بين أعمال سيتي غروب، رابع أكبر بنك في الولايات المتحدة. فعملت الرئيسة المرتقبة للمجموعة المالية الأمريكية الكبرى في قسم الرهون العقارية بعد بداية الأزمة المالية العالمية.
كما تولت رئاسة قسم أمريكا اللاتينية عقب الفضيحة التي تعرض لها البنك في المكسيك، مما يرجح أنها مسؤولة المهام الصعبة لدى المؤسسة.
وتستعد المديرة المستقبلية للمجموعة لتولي القيادة وسط صراع البنك الأمريكي من أجل الصمود في مواجهة التبعات الاقتصادية التي خلفها وباء كورونا، وهو ما يتضح في تراجع أرباح سيتي غروب بواقع 73 في المئة بسبب تخصيص البنك 7 مليار دولار لتغطية الخسائر التي تعرض لها في الفترة الأخيرة.
وقالت فريزر، التي بلغ أجرها 12.5 مليون دولار العام الماضي، إن تولي المناصب القيادية يحتاج إلى الشجاعة اللازمة لاتخاذ “القرارات الصعبة” وإثارة التساؤلات.
“لا يمكنك الفوز بكل شيء”
كونها من مواليد أسكتلندا، حصلت بريتون جاين فريزر على درجات علمية من كلية هارفارد لإدارة الأعمال وجامعة كمبريدج. وبدأت المرشحة لتولي منصب الرئيس التنفيذي لسيتي غروب، 53 سنة، حياتها المهنية في القطاع المالي في بنك غولدمان ساكس في لندن. وانضمت إلى سيتي بانك بعد ارتقت في المناصب حتى أصبحت شريكة لعملاق الاستشارات ماكنزي.
وقالت إنها انتقلت إلى الولايات المتحدة بسبب الفرص التي تراها متاحة أمام المرأة هناك. كما تحدثت عن مواجهة هيمنة الرجال على المناصب القيادية في القطاع المصرفي أثناء توليها منصب الرئيسة التنفيذية لأعمال سيتي في أمريكا اللاتينية.
وقالت الزوجة والأم لاثنين، في مقابلة أجرتها معها شبكة سي إن إن الإخبارية في 2014 أثناء الحديث عن التوازن بين الحياة الخاصة والعمل: “لا يمكنك الفوز بكل شيء في نفس الوقت. لكن يمكن الفوز بكل شيء على مدار عقود من الزمن. أفكر في حياتي كمراحل مختلفة. فعندما كان أطفالي صغارًا، كنت أحتاج للبقاء معهم لوقت طويل. لكن الأمر اختلف الآن”.
لكن أثناء مقابلة صحفية أُجريت معها في 2018، نفت فريزر أن تكون لديها تطلعات إلى منصب قيادي في القطاع المصرفي.
وقالت فريزر “أتطلع إلى رؤية امرأة في منصب الرئيس التنفيذي لإحدى مؤسسات وول ستريت مهما كانت”.
لكنها أضافت: “لم أطمح أبدا إلى تولي منصب الرئيس التنفيذي لسيتي أو غيرها من المؤسسات. والأمور تتغير بمرور الوقت. لكن في الوقت الحالي، لا يزال لدي الكثير لأتعلمه”.