″إذا نحنا تفرقنا بيجمّعنا حبك″.. جملة من أغنية ″بحبك يا لبنان″ التي غنتها السيدة فيروز وكتبها الاخوين رحباني عندما خطّا رائعة ″بترا″.
الا ان هذه الجملة وللاسف اضحت مجرد ″تمتمة″ في اغنية نستمع اليها ضمن روائع فيروز كل صباح.
فعذراً يا وطني لاننا بتنا ونحن على ارضك مجرد اناس تجمعهم الهوية وتفرقهم الطوائف والمذاهب والسياسة والاحزاب.
عذراً يا وطني لاننا نزعنا منك صفة ″درة الشرقين″ بحروبنا العبثية التي جررنا اليها تحت مسميات طائفية وسياسية ليتضح فيما بعد انها كانت فقط لارضاء بعض امراء الحرب.
عذراً يا وطني لاننا بتنا نفكر بالهجرة والهجرة فقط بحثاً عن ملاذ آمن لطموحاتنا.
عذراً يا وطني لاننا حولنا بيروت ″ام الشرائع″ الى مدينة منكوبة، فنحن من ارتضينا بـ”دكمة” حكام فاسدين وسلمناهم مراكز المسؤولية فحصل بنا ما حصل.
عذراً يا وطني لاننا حولنا ″وطني دائما على حق″ الى ″الحق دائما على وطني″.
عذراً يا وطني لاننا ارتضينا ان نعيش كما اراد لنا المتحكمين بالسلطة وليس كما كنت انت دائماً “شامخاً ابيّاً″.
عذراً يا وطني لان حرية التعبير واحترام الرأي لم تعد موجودة وبات قمع الكلمة سيد الموقف.
عذراً يا وطني لان العمالة للعدو الاسرائيلي اضحت وجهة نظر ولم يعد لدى البعض ″مشكلة ايديولوجية″ مع من قتلوا اطفالنا ونساءنا، شيوخنا ورجالنا ودنسوا أرضنا.
واذا اردنا الاستمرار لأمضينا يا وطني العمر كله نعتذر اليك عن كل ما اقترفناه بحقك انت الذي كنت “سالماً مُنعّـماً وغانماً مُكرّماً″.
فعسانا نعتبر لنحافظ على ما تبقى من ″وطن″ علّنا نعطي الاجيال القادمة وطناً يليق بهم.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
