2024- 11 - 01   |   بحث في الموقع  
logo سلسلة غارات إسرائيلية على النبطية.. logo لا وقف قريباً لإطلاق النار ولا مفاوضات logo "ألاعيب" نتنياهو والتفاهمات الأميركية الإسرائيلية تُضمر حرباً طويلة logo أكسيوس: إيران تستعد لهجوم وشيك على إسرائيل.. من العراق logo محكمة باريس تُلغي قرار منع الشركات الإسرائيلية من "يورونيفال" logo حقيقة استقبال ميناء الإسكندرية لسفينة أسلحة إسرائيلية! logo إليكم أسباب تعيين أول حاكم عربي لمحافظة خوزستان الإيرانية logo قبل الانتخابات الأميركية... إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من العراق!
خاص: نحن و"الحريريون" والشرخ غير القابل للعلاج ... بالوقائع والأحداث
2020-08-19 19:26:49



خاص: حسان الحسن-


في شهر آب من العام 2004، خضعت لدورة تدربيبة صحافية في جريدة النهار، بعدها وافقت إدراة التحرير في الجريدة على إبقائي صحافياً متدرجاً في قسم المحليات السياسية فيها، وكان يديره آنذاك، الصحافي المخضرم نبيل بو منصف، وكان وقتها دوام العمل في القسم المذكور في فترة بعد الظهر لغاية المساء، إذا لم يكن هناك ثمة تغطية خاصة قبل الظهر. يوم الإثنين 14 شباط 2005، قصدت كلية الآداب في الجامعة اللبنانية- الفرع الثاني في الفنار، في حينه كنت طالباُ في السنة الثانية لمرحلة الإجازة في قسم التاريخ. وقبيل الأولى بعد الظهر، شاهدنا من مبنى الكلية المذكورة، والمشرفة على بيروت سحب دخان مرتفعة في سماء العاصمة، من دون معرفة الأسباب، قصدنا مكتب الهيئة الطالبية في الكلية، حيث كان يوجد تلفاز، أذكر تماماً أننا تابعنا الأخبار عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وكان على الهواء مباشرة من بيروت، الإعلامي بسام أبو زيد، الذي أشار الى أن هناك انفجارًا ضخماً، ضرب منطقة السان جورج، وقد يكون استهدف الرئيس رفيق الحريري، ثم أعلن استشهاد يحيى العرب، "مرافق الحريري"، ولم يمض لحظات، حتى كشف أبو زيد أن الحريري، ارتقى شهيداً.


 


 


رغم الاختلاف بين سياستنا في التيار الوطني الحر والرئيس الشهيد، ولكن بكل صدق، صدمنا، وتأثرنا كثيراً، من هول رؤية موكب الشهيد، وقساوته، حين كانت تلتهمه النار، ولم أنس مشهد عنصر قوى الأمن، الذي كان يجهش بالبكاء، حزناً على ذلك المشهد المروّع. فنحن كنا نناضل في صفوف تيار رفع شعار: "غانديون حتى التحرير"، وهو ينبذ كل أشكال العنف. أثر ذلك مباشرة، اتصلت بوالدتي الموجودة في الكورة، للاطمئنان إلى ابن العائلة ونسيبي المقدم وسام الحسن، فلم تكن تعلم بوقوع الجريمة، بعدها بدقائق، تلقيت اتصالًا منها، أخبرتني، أن وسام بخير. على الفور، ركبت سيارة أجرة، والتحقت بمركز عملي في الجريدة في وسط بيروت.


 



وكلفت من إدارتي، بتغطية الحدث في ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث دفن الشهيد الحريري ورفاقه، ثم كانت منطلقاً، لما عرف بـ "انتفاضة الاستقلال 2005". قمت بمهمتي بتفانٍ وحماس واندفاع لم أشهده في كل مسيرتي الإعلامية حتى الساعة. وبقيت في بيروت منذ ذلك الوقت، الى موعد الانسحاب السوري في ٢٦ نيسان من العام عينه. وكنت أزور والدتي في الكورة في فترة قبل الظهر، بين الحين والحين.


 



بالنسبة للتيار الوطني الحر، فقد اعتبر رئيسه العماد ميشال عون أن الحريري، هو شهيد كل لبنان، ودعا أنصاره الى المشاركة الكثيفة في تشييع الشهيد، متخطياً كل الخلافات، مع الحريري وفريقه، أشدها كان تصريحات الأخير، ومفادها: "أن للعماد ملفًا قضائيًا ماليًا"، بينما كان الحريري على بينة، أن الملف فارغ. وهذا الأمر يمس بشرف العماد عون. ولكن كعادته، تعالى على الجراح، كما غفر للذين حاولوا قتله.


 



الى ذلك، شارك التيار بقوة في التظاهرات التي تلت تشييع الحريري، وصولاً الى يوم 14 آذار 2005. كما أبقى رمزياً على نصب خيمة، في ساحة الشهداء، الى جانب خيم ا"شباب نحو الحرية" قدامي لقوات اللبنانية، لغاية إطلاق رئيسها سمير جعجع من السجن، رغم المحاولات الجنبلاطية لإزالة هذه الخيم، لأن النائب وليد جنبلاط، كان متجهاً وقتها ، لإقامة التحالف الانتخابي الرابعي، مع الثنائي الشيعي، فتصدى المرحوم أنطون الخوري حرب، لتلك المحاولات، ثم إنضم اليه المخرج شربل خليل، والمهندس حكمت ديب، والصحافي جان عزيز ، وسواهم، بعدما أحضرت السيدة نورا وليد جنبلاط والنائب السابق الياس عطاالله أسياخ الشورما، لتكريم المعتصمين في الساحة، تمهيداً لإزالة المخيم.


 



الشرخ المزمن غير القابل للعلاج: بدلاً من أن يستغل أنصار تيار المستقبل وحلفاؤه، قدسية الشهادة، لتوحيد أكبر قدر ممكن من اللبنانيين، حول ضرورة إستعادة السيادة والحرية والإستقلال، وبناء شراكة وطنية حقيقية، خصوصاً مع القوى التي تضامنت مع "المستقبل" في مصابه، لا بل إستغل الحدث الجلل، للإستيلاء على السلطة والتفرد بها، وتشويه صورة التيار السيادي، في هذا السبيل، من خلال إطلاق الإشاعات، أبرزها بأن عودة العماد عون المرتقبة الى لبنان، تمت بـ "صفقة مع السلطة" وقتها. وعند عودة "الجنرال" من منفاه الباريسي، على الفور، وبعدما زار ضريح الجندي المجهول، قصد ضريح الحريري، فلم يلاقه هناك أي من أفراد عائلة الحريري، أو نواب التيار "الأزرق"، بعد غيابه لمدة 15 عاماً عن بلده، بعدما فشل "المستقبل" وحلفاؤه في محاولة ثني السلطات الفرنسية عن عودة العماد عون الى وطنه، الى ما بعد الإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها في صيف 2005، لخنقه سياسياً.


 


 


أما المقزز فكان، إستعادة نهج "الدولة الأمنية"، بعد إعتداء أنصار "المستقبل"، على شباب التيار في عكار، وهم في طريق عودتهم من المشاركة في مهرجان إنتخابي في العام عينه، ثم تحطيم زجاج سيارات تابعة للتيار في طرابلس، صبيحة يوم الإنتخابات المذكورة ... وهكذا دواليك، إستمر     و يستمر "المستقبل"، في لعبة الكذب المتمادي والإعتداءات الدائمة على التيار الحر وأنصاره حتى الساعة، على مدى خمسة عشر عاما، تخللها بعض الهدن، عند عقد التسويات الهشة، فهو يحاول اليوم تحميل التيار ورئيس الجمهورية المسؤولية عن الكارثة التي حلت بلبنان في الرابع من آب .. وهكذا يستمر الشرخ غير القابل للعلاج.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top