2024- 11 - 10   |   بحث في الموقع  
logo إشكال بين النازحين في ثانوية عاليه.. والبلدية توضح logo موظفو الإدارة العامة يعلنون التوقف عن العمل logo هرجٌ ومرجٌ في أحد مراكز الإيواء... بالفيديو: إشكالٌ بين النازحين وإطلاق نار! logo الجيش الإسرائيلي يطمئن سكان الشمال: لا حاجة لاتفاق مع حزب الله للعودة logo "لم نهزم"... بري: لم أتلقَ أي اتصال بشأن زيارة جديدة لهوكشتاين logo بالفيديو: "الأشغال" تتحرك لمعالجة تجمع المياه تحت جسر خلده! logo "حسب إرادة بايدن وترامب"... صحيفة تكشف "موعد" وقف النار في لبنان logo خطوة نادرة: رئيس هيئة الأركان السعودي يزور إيران
الامارات في مرمى التهديد الايراني.. (داني الاسمر)
2020-08-17 16:01:37

القرار الإماراتي بالإتفاق مع إسرائیل وتطبیع كامل للعلاقات معھا، یبدو في توقیته على الأقل مرتبطا بالحملة الإنتخابیة الصعبة للرئیس الأمیركي دونالد ترامب وھادفا الى الإسھام الإیجابي فیھا. ولكن ھذه الخطوة التي تنطوي على قیمة سیاسیة وحتى تاریخیة لا یمكن تسخیفھا وحصرھا في ھذا الإطار الضیّق. فالقرار الإماراتي جاء عن سابق ّ تصور وتصمیم وتخطیط، والأمر إستغرق سنوات من الإعداد وأشھرا من التمھید خیضت فیه تجارب جدیة من التعاون الثنائي في مجالات الأمن والإستخبارات والإتصالات، ومن التنسیق السیاسي والعسكري في مواجھة ریاح التغییر التي كانت ولا تزال تعصف بالعالم العربي من أقصاه الى أدناه، لینتھي به الأمر الى الوقوع بین فكي كماشة المشروعین الإیراني والتركي، المشروع الأول الذي إتُھم بإقامة ھلال شیعي في المنطقة ویمتد من طھران الى بغداد ودمشق وبیروت، والمشروع الثاني الذي إتُھم بإقامة "قوس إخواني" (نسبة الى الإخوان المسلمین) سنّي، ویشمل سوریا ولیبیا وقطر ودول أخرى... مشروعان یبدوان متكاملین أكثر منھما متعارضین، بدلیل ردة الفعل التي جاءت منددة من إیران وتركیا بالخطوة الإماراتیة، وإذا كان الرد الإیراني مفھوما، فإن رد تركیا غیر مفھوم لأنھا تقیم علاقات دبلوماسیة كاملة مع إسرائیل. الإمارات لا تلتفت الى المواقف المنددة، لا بل تبدو متحمسة للإتفاق مع إسرائیل وتس ّوق له باعتباره یكتسب أبعادا استراتیجیة مھمة، إذ تُعد الدولتان من القوى الاقتصادیة الكبرى في المنطقة وتمتلكان قدرات علمیة وتكنولوجیة متقدمة وكبیرة في مختلف المجالات والقطاعات... الإمارات ماضیة قدما في تسریع وتیرة تنفیذ الإتفاق حتى قبل التوقیع علیھ في أیلول المقبل، والقیام بخطوات بناء الثقة، والبدایة كانت مع تدشین خطوط الإتصال الھاتفیة بین الدولتین، وإرسال وسائل الإعلام الإسرائیلیة مندوبیھا الى دبي الذین فوجئوا "بمدى التأیید للسلام في الشارع وفي السوق لدى المواطنین والتجار العادیین (على حد تعبیر "یدیعوت أحرونوت"). یحظى الإتفاق بین الإمارات وإسرائیل بتأیید واسع في العالمین العربي والإسلامي، الى درجة أن دعوة الرئیس الفلسطیني محمود عباس الى عقد جلسة طارئة للجامعة العربیة ولمنظمة التعاون الإسلامي لم تل َق تجاوبا. وتبیّن أن ھناك خلافات جدیة تحول دون إنعقاد مثل ھذه الإجتماعات، وأن الدول العربیة، وخصوصا الخلیجیة، قررت "القطع" مع الفلسطینیین وتغییر نمط التعاطي معھم بحیث یعود لھم وحدھم الحق في أن یقرروا ما یشاؤون بالنسبة لدولتھم، مع أو من دون القدس، مع أو من دون عودة اللاجئین... وبالمقابل، علیھم أن یدركوا أن لكل دولة عربیة الحق في إدارة علاقاتھا الدولیة بما في ذلك علاقتھا مع إسرائیل، وھذه مسألة سیادیة تقررھا كل دولة بناء على مصالحھا ولیس بناء على ما یریده الفلسطینیون أو أي جھة أخرى. وھذا ما بدأته الإمارات وستكمله تباعا البحرین وسلطنة عمان والسعودیة... ومن خارج الخلیج، ینخرط السودان قبل نھایة العام في قطار التطبیع والإتفاق مع إسرائیل...الكلام الخلیجي موجّه الى الفلسطینیین، سلطة ومنظمات، بعد ردودھم الأولیة الحافلة بعبارات التندید والتخوین، وأن ھذا التطور دلیل على دور الإمارات في تمریر "صفقة القرن"... ولكن ھذا الكلام مو ّجه أیضا الى إیران التي انفردت في  أوضح وأعنف" رد على ھذا "الإتفاق" المعنیة به وترى فیه تھدیدا لمصالحھا واستراتیجیتھا وأمنھا القومي لمجرد أنه یعطي إسرائیل موطئ قدم في دولة الإمارات التي لا تبعد في أقرب نقطة الى إیران أكثر من خمسین كیلومترا. فقد ّوجھت إیران تھدیدات صریحة الى الإمارات وجاءت على لسان رئیس أركان الجیش الإیراني محمد باقري الذي وصف الإتفاقیة بین الإمارات وإسرائیل بأنھا "كارثة كبرى"، وقال إن قرار الإمارات سیغیّر موقف الجمھوریة الإسلامیة وقواتھا المسلحة تجاه ھذا البلد، ومحذرا من أنه إذا حصل شيء في منطقة الخلیج یعّرض الأمن القومي للجمھوریة الإسلامیة الإیرانیة مھما كان ضئیلا، سنح ّمل الإمارات المسؤولیة ولن نتسامح في ذلك... وجاء أیضا على لسان الرئیس حسن روحاني الذي قال إن الإمارات إرتكبت خطأ فادحا بإقامة علاقات مع إسرائیل وفتح الباب لھا لدخول منطقة الخلیج ھذا الفعل خاطئ فإذا فعلت سیكون لنا معھا حساب آخر وتصرف مختلف... هذا الفعل خاطئ و مدان ویمثل خیانة للشعب الفلسطیني وللمسلمین والقدس، وعلى حكام الإمارات، الذین ضلوا وظنوا أن علیھم الإرتباط بالولایات المتحدة والكیان الصهیوني من أجل ضمان أمنھم وتنمیة اقتصادھم، أن یعرفوا أنھم إرتكبوا خطأ كبیرا وعملا خیانیا، ونأمل أن یتنبّھوا ولا یستمروا في ھذا المسار الخاطئ"... وما لم یقله باقري وروحاني، قالت صحیفة إیرانیة (كیھان): " إن الإمارات أصبحت  ھدفا مشروعا" للقوات الموالیة لطھران... وإذا كان للقرار الإماراتي نتیجة واحدة فقط، فستكون جعل ھذا البلد الصغيرالثري المعتمد بشكل  كبیر على الأمن ھدفا مشروعا وسھلا للمقاومة

يقول محللون أميركيون في (معهد بروكنغز)  إن إیران كانت المحفر الرئیسي لتحقیق ھذا الأختراق التاریخي وساعدت العلاقات الھادئة التي تطورت على مدى سنوات من التعاون البراغماتي بین المسؤولین الإسرائیلیین والإماراتیین حول التھدیدات التي تشكلھا طھران في التغلب على واحد من أكثر الإنقسامات الدبلوماسیة تعقیدا، وكان "تعلیق" الحكومة الإسرائیلیة لخطوات ضم أجزاء من الضفة الغربیة ثمنا زھیدا مقابل إضفاء الطابع الرسمي على الشراكة مع الإمارات وتشجیع دول أخرى على إتباع خط الإمارات...





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top