وفيما بدأ، على ما يبدو، مسلسل القفز مِن قارب الحكومة قبل غرقها التام، وذلك مع تسجيل قرارٍ جدّي لدى وزير الخارجية ناصيف حتّي، بالاستقالة اليوم، والذي قد تتبعه استقالة وزراء آخرين، فإن علامات سقوط الحكومة تتوالى، وهي باتت في موقع المتلقّي لقرارٍ بلديٍ يتفوّق على قرارها، فيما رئيسها يرى في كل فشلٍ يحقّقه تراكماً في الإنجازات التي تخطت بالنسبة إليه الـ97%.
وتعقيباً على هذا المشهد المُطبق، فإن مصادر مطّلعة على الأجواء الحكومية أكّدت لـ “الأنباء” أن الوزير حتيّ بصدد تقديم استقالته على خلفية تلقّيه رسالة شديدة اللهجة من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، تؤكّد أن المسؤولين الفرنسيين مستاؤون جداً من الطريقة، والأسلوب غير المنطقي، في التعاطي مع الوزير الفرنسي أثناء زيارته إلى لبنان، إنْ من قِبل رئيس الحكومة حسان دياب، أو من بعض الوزراء الذين التقاهم. ولم يصدر أي توضيح من الحكومة على هذه المعاملة السيّئة لوزير خارجية دولة صديقة للبنان.
وأشارت المصادر إلى أن حتيّ كان مستاءً من تدخّل البعض في صلاحياته في الوزارة إلى أن جاءت مسألة “لو دريان”، فكانت بمثابة “القشّة التي قصمت ظهر البعير”، وجعلته يتّخذ خيار الاستقالة التي باتت بحكم الواقع.
وكشفت المصادر عينها أن البحث جارٍ في بعض أروقة القرار لدى فريق السلطة لإعادة إسناد حقيبة الخارجية إلى الوزير السابق جبران باسيل فور تقديم حتيّ إستقالته، وذلك إنقاذاً لما تبقّى من إمكانيةٍ لباسيل في الحياة السياسية، بسبب الخلافات التي تعصف داخل التيار الوطني الحر، وتراجع شعبيّته.
وتزامناً مع هذه الصورة السوداوية التي تلفّ البلد، بقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، على موقفه من الحياد وفق النموذج النمساوي، وهو متمسكٌ بطرحه، ومصمّمٌ على تحقيقه لمصلحة التعايش المسيحي – الإسلامي، ووحدة لبنان، وذلك وفق ما أكّده الوزير السابق سجعان قزي لـ “الأنباء”، والذي رأى أن لا أحد يؤمن بالشراكة ويكون ضد الحياد.
صحياً، ومع الارتفاع المستمر في عدد إصابات فيروس كورونا، ناهيكَ عن الخلاف بين وزيرَي الصحة والداخلية، فإن الحكومة، بطبيعة الحال، مربكةٌ جداً في ظل تحوّل بعض المناطق إلى مصدرٍ لانتشار الوباء.
مصادر وزارة الصحة أبلغت “الأنباء” عدم التراخي في موضوع الحجر على القرى والبلدات التي يتفشّى فيها الوباء بالقوة، وإخضاع سكانها لفحوصات الـ PCR.